ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

ماذا وراء القاء حزب العمال الكردستاني سلاحه وحل نفسه؟

من الكفاح المسلح الى القاء السلاح, مسيرة طويلة كانت دامية, وجد مكلفة للدولة والمكون الكردي, تعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني الذي تأسس في العام 1978منظمة "إرهابية", وهذا الحزب أطلق تمردا مسلحا ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة للأكراد الذين يشكّلون حوالى 20 في المئة من سكان تركيا . تُقدَّر المساحة الكلية لكردستان  بنحو 409,650 كم2.يقع منها 194,400 كم2 في تركيا، و124950 كم2 في إيران، و72 ألف كم2 في العراق, وفي سوريا حوالي 18 الف كيلومتر مربع.ويبلغ عدد الاكراد حول العالم حوالي 45 مليون نسمة.

 وجاء في البيان الختامي الذي عقدة الحزب بشمال العراق في الفترة من الخامس الى السابع من هذا الشهر/ مايو2025 ,استجابة لمطلب زعميهم زعيمهم اوجلان الذي يقبع خلف القضبان التركية منذ ربع قرن.... "الجماعة ترى أن الأحزاب السياسية الكردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".

حل الحزب يعد أكبر إنجاز سياسي قومي لأروغان وحكومته, بعد إنجاز القضاء على أوكار الانقلابين العسكر وعصاباتهم .. وكان للإعلان وقعا مدويا، مما دفع القوى السياسية التركية إلى اتخاذ مواقف متباينة، بين ترحيب مشروط وصمت متريث، بينما يترقب الشعب التركي بمختلف اطيافه, هل ستتعاطى أنقرة مع الحدث باعتباره نهاية للصراع، أم بداية لاختبار جديد لجدية الأطراف في تبني الحل السياسي؟.

ترى لماذا اعلن الحزب حل نفسه والقاء سلاحه؟ بعد هذه السنوات من الكفاح المسلح الذي استمر لأربعين عاما, وخلّف أكثر من 40 ألف قتيل, هل اصابه الياس بانه لن يستطيع تحقيق اهدافه المتمثلة في الاستقلال الذاتي على غرار اشقائهم في العراق, والانتفاع بخيرات الاقليم؟ وان المنطقة اليوم تواجه تحديا خطيرا استوجب رص الصفوف الوطنية افضل من التشتت. أم انه اطمأن الى ان السلطات في تركيا ستعطي الاكراد حقهم في العيش الآمن واقامة مشاريع تنموية تخدم سكان المنطقة, أم انه ايقن بان هناك تحولات جذرية ستحدث بالمنطقة وان المنطقة ذاهبة الى التجزئة (سايكس بيكو جديد) على اساس عرقي, وهذا ما يسعى اليه ترامب لتفتيت الامة العربية من ناحية ومن ناحية اخرى معاقبة اردوغان المشاكس احيانا ومحاولة تقليص نفوذ تركيا في منطقة شرق الفرات ,وكل ذلك من اجل حماية الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين, بمعنى انه سيكون لهم وطن كردي يجمعهم ويكونون دولة مستقلة (مغلقة)بها مقدرات الحياة من نفط وغاز ومياه, حيث ان نهري دجلة والفرات وعدة انهار اخرى تنبع بارضيهم, وتقام المشاريع الزراعية الضخمة والاستفادة من ايجار العديد من القواعد التي تتبع حلف الناتو والمتواجدة بارضيهم, أو الطلب الى مستخدميها الاجانب بإخلائها والاستفادة منها وتكوين جيش وطني يحمي الامة الكردية. هل سيتم اطلاق اوجلان المحكوم بالإعدام بتهمة الخيانة والانفصالية وتم تخفيفه الى المؤبد العام 2002  ؟ الساسة الاتراك يقولون ان ذلك غير مطروح الان, ولكن كل شيء جائز في ظل المتغيرات الدولية قد ينعم الزعيم بطعم الحرية.