ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الامم المتحدة والاوضاع المأساوية في ليبيا
الاحاطة التي قدمتها هانا تيتية, تبين ان الاوضاع الامنية سيئة, كما ان الوضع الاقتصادي متدهور جدا وتحدثت عن العملة المزورة التي تفوق قيمتها المليار دولار امريكي ويأتي ذلك استكمالا لتصريحات الممثل الخاص الاسبق غسان سلامة الذي قال بانه في كل مطلع شمس يولد مليونير في ليبيا, لكن السيدة تيتية لا ترى بارقة امل لحل الازمة الليبية بسبب تعنت الاطراف المختلفة في الوصول الى اتفاقات تنهي الازمات المتتالية, وعليه فان المجتمع الدولي لن يتدخل بل يسعى الى ايجاد صيغة لتوافق الطرفين.
كلمة مندوب ليبيا لدى الامم المتحدة, يبدو انه لم يكن راضيا عن الاحاطة وتدخلات الدول المختلفة في الشأن الليبي, لذلك حاول ان يظهر الاطراف الليبية المختلفة بانها شبه متوافقة ووجه انتقادا لمجلس الامن بقوله:" إن لم تستطيعوا حل الازمة الليبية فاتركوا الحل لليبيين وارفعوا ايديكم عنهم". كلام جميل ..ترى من هم الليبيين الذين يعنيهم؟ ا ليسوا هم من استقدموا الاجانب ويعملوا لأجنداتهم وجعلوها ساحة صراع للدول الاقليمية والدولية, الأمم المتحدة تعرف ذلك, لذلك لا داعي لهذا الحديث سعادة السفير المبجل.
الليبيون قلقون من تآكل اموالهم المجمدة بالخارج، نتيجة لعقوبات الأمم المتحدة على البلد, وعدم الافراج عن تلك الاموال لصالح الحكومات الانتقالية التي اثبتت فشلها وفسادها في ادارة الاموال الموجودة بالداخل ويتمنون على الجهات الدولية تنميتها ليستفيد منها المواطن مستقبلا إلى حين انتخاب اجسام دائمة, ويدعون الى وقف التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي الداخلي, مع ضرورة انسحاب جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية.
ليبيا ظاهريا دولة, ولكنها في حقيقة الامر دولتان داخل الدولة, لكل منهما حكومتها وبرلمانها وميزانيتها, التي استنزفت مقدرات الشعب في مشاريع اعمار وهمية, يدفع ثمنها المواطن على هيئة ضرائب ورسوم على مبيعات العملة الصعبة ما ادى الى ارتفاع جنوني في اسعار السلع وساهمت في افقار غالبية الليبيين وجعل 80% منهم تحت مستوى خط الفقر باعتراف وزير الاقتصاد بحكومة الدبيبة ,اما الخدمات العامة فتكاد تكون معدومة,
ونتيجة لهذه الاوضاع هناك قلة تطالب بالعودة الى دستور 51 حكم الولايات (كل واحد يلعب قدام حوشه)نقول لهؤلاء بان الدستور المذكور تم تعديله العام 1963 بأغلبية اعضاء مجلس النواب, والذي ينص على التحول من الحكم الفدرالي إلى الحكم المركزي ,يطالب البعض بالعودة إلى الفدرالية ويتحدثون عن امريكا وسويسرا, أقول امريكا وسويسرا انتهجتا الفدرالية ولا زالتا ,بينما نحن تركنا الفدرالية إلى المركزية التي قد تكون لها بعض السلبيات ,ربما نسعى إلى التخلص من المركزية وجعلها على هيئة محافظات او بلديات من أجل الأعمار ولكن الرجوع إلى الفدرالية سيقسم البلد. وهذا الأمر لا يرغبه العديد من أبناء الوطن الذين راوا فيه وحدة البلد والشعب معا...المؤكد انها شدة وستزول. ويبقى الوطن متحدا كما عهدناه
تدريبات الافريكوم في سرت, وان كانت ظاهريا بمشاركة قوات امنية ليبية ,ولكن ا ليست دليلا على اغتصاب الارض؟ بحجة محاربة الدواعش, والحديث عن ان فلينتلوك Flintlock 2026، سيكون له موقع رئيسي في ليبيا.
تخلص الى القول بان الامم المتحدة احد اسباب الفشل والفساد في ليبيا, لأنها لم تقم بدورها على اكمل وجه, فالمجرمون والفاسدون بدون عقاب ومسيطرون على مفاصل الدولة.
ميلاد عمر المزوغي