نظام مير محمدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

النظام الإيراني: أكاذيب بلا حدود تناقض في القول وخداع في السلوك!

الکذاب عندما يسترسل في کلامه فإنه يطلق لنفسه العنان في ممارسة الکذب بمختلف الانواع ولأن الخط العام لکلامه يقوم على الکذب، فإنه يحفل بالتناقضات وبکل ما يجعله بعيدا عن الواقع، وهذا ما تمت ملاحظته في الخطاب الاخير للرئيس الإيراني مسعود بزشکيان!

في مستهل خطابه الذي ألقاه يوم السبت الماضي، قال بزشکيان: "نحن نفاوض ولا نسعى للحرب، لكننا لا نخشى أي تهديد"، هذا الکلام فيه تناقض صارخ ومکشوف وحتى لا يمکن التستر عليه، إذ أن النظام الإيراني قد جلس أساسا رغما عنه على کرسي التفاوض خوفا من التهديدات الاميرکية الصريحة والجدية، کما إنه وعندما يقول"ولانسعى للحرب"، فإن قصده الحروب مع القوى العظمى أو حتى التي في مستوى قوتهم أو أقوى مثل باکستان مثلا، لکن نظامه يثير الحروب بدون حساب وحتى يهاجم کيفما شاء الدول الاضعف منه والامثلة على ذلك کثيرة.

ويسترسل بزشکيان في کلامه الذي يمک وصفه بالصرح المشاد على الکذب فيقول: "نحن لا نتراجع عن حقوقنا تحت التهديد، ولن نفرط في إنجازاتنا المشرفة في أي مجال من المجالات"، يقول نحن لا نتراجع عن حقوقنا عند التهديد! ومع إن هذا القرار سابق لأوانه وسيتوضح جليا في النهاية، لکننا رغم ذلك نعلم بأن هذا النظام وعندما يعلم بأنه عرضة للسقوط فإنه مستعد لتقديم أي تنازل مهما کان من أجل الحيلولة دون ذلك، لکننا نسأله وهو يستعرض عضلات نظامه الخاوية؛ أليست العشرات من المليارات التي صرفتموها على تدخلاتکم في سوريا قد ذهبت هباءا منثورا، فکيف ستستعيدونها؟ أما عن قوله" ولن نفرط في إنجازاتنا المشرفة في أي مجال من المجالات"، عن أي إنجازات تتحدث وبرنامجکم النووي الذي صرفتم عليه مئات المليارات لم ينتج سوى 2% من الطاقة الکهربائية لإيران، ودعنا من الجوانب الاخرى فالحديث طويل وذو شجون في بلد جعلتم أکثرية شعبه بسبب من سياساتکم الفاشلة يعيش تحت خط الفقر.

الانکى بل والاکثر إثارة للسخرية عندما يضيف: "هم يغتالون علماءنا، ثم يتهموننا بالإرهاب؛ نحن ضحايا الإرهاب.. ولأننا لا نرضخ للغطرسة، يتهموننا بأننا سبب انعدام الأمن في المنطقة"، أي علماء سوى فخري زادە الذي کان قد شمر عن ساعديه من أجل صناعة القنبلة النووية؟ وعن إتهامکم بالارهاب، فإن نشاطاتکم وعملياتکم الارهابية التي تجاوزت حدود المنطقة وشملت قارات أخرى هي من تعريکم وحتى بالامس القريب طالب المدعي العام الارجنتيني بمحاسبة وليکم الفقيه على الانفجار الذي تسببتم به في العقد الثامن من الالفية الماضية ونذکرك أيضا بالسکرتير الثالث للسفارة الإيرانية، أسدي الذي تم إعتقاله ومحاکمته بسبب قيادته لخلية إرهابية سعت لتفجير التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس، والمجال هذا أضيق بکثير من أن يسع ذکر سجل نشاطاتکم الارهابية المستمرة منذ بدايات حکمکم والى حد الان!

والنکتة السمجة الاخيرة التي تستوجب بالغ السخرية والتهکم هو قوله: "يتهموننا بأننا سبب انعدام الأمن في المنطقة"، وهذا الکلام ممجوج وغير قابل للتصديق في کل أرجاء العالم، فما حدث ويحدث للمنطقة من إخلال وزعزعة للأمن والاستقرار کان من خلالکم عبر وکلائکم وجولات قاسم سليماني ومن بعده قاآني، وفي کل الاحوال، فإن کل ما قد ذکرتموه مجرد کذب يفضح بعضا بعضه! 

من هنا، من المناسب جدًا أن نولي اهتمامًا لخطاب السيدة مريم رجوي في مؤتمر إيران الحرة 2025، الذي عُقد في 18 أيار/مايو في المقر الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شمال باريس، بحضور جمع كبير من البرلمانيين من دول المملكة المتحدة، وأيرلندا، وكندا، وهولندا، ومالطا، وسويسرا، والبرتغال، ورومانيا.

تناولت السيدة رجوي في جزء من خطابها الوضع الحالي للنظام الإيراني، وأشارت إلى نقاط مهمة للغاية، بما في ذلك كذب مسؤولي النظام الإيراني بشأن البرنامج النووي، والتدخل في دول المنطقة وإثارة الأزمات، والقمع المنهجي داخل البلاد، ودعم الإرهاب، حيث قالت:

"... بعد تجارب عديدة، أصبحت الآن حقائق مهمة واضحة للعالم، منها:... أن الاستبداد الديني الحاكم في إيران هو مصدر الإرهاب وتأجيج الحروب في المنطقة؛ هذا النظام لا يتوقف عن الإعدام والتعذيب وقمع النساء داخل إيران، لأنه إذا توقف عن ذلك، فسينهار؛ لا يتخلى عن برنامج صنع القنبلة النووية، لأنه سيفقد أحد ضمانات بقائه؛ لا يتوقف عن تأجيج الحروب في الشرق الأوسط، لأن هيمنته ستنهار؛ ولا يتخلى عن الإرهاب خارج إيران، لأنه سيفقد أداة الابتزاز والتهديد للدول الأخرى.

لقد أخذ هذا النظام حرية الشعب الإيراني وسلامه في الشرق الأوسط وأمن العالم رهينة..."