د. باسم المذحجي يكتب لـ(اليوم الثامن):
رؤية العرب نحو عملية سلام أوسع
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر منح " حماس" مُهلة إضافية للرد على خِطته ب " موافق" أم " لا".وبموجب الخِطة، ستعمل الولايات المتحدة "مع شركاء عرب ودوليين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) للانتشار الفوري في غزة".وستقوم هذه القوة "بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية المُعتمدة في غزة، وستتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال".وتنص الخطة على أن "هذه القوة ستكون الحل الأمني الداخلي على المدى الطويل".
لكن على الوجه الآخر نتنياهو قال :ستكون لغزة إدارة مدنية سلمية لا تديرها حماس ولا السلطة الفلسطينية".!!
لذلك دعونا نُرتب أحداث القضية الفلسطينية بمنظور استراتيجي للمستقبل في الشرق الأوسط.!!
العرب في سطور:
تعزيز الموقف الاستراتيجي لغايات الأمن القومي ، والتمسك بسياسة دفاع وطنية موحدة وفق التحالفات العسكرية العابرة للحدود و تحديث القوات المسلحة هل يعد خيار أخر للسلام الناقص نظرًا لأن السلام الأوسع يعني بأن الهدف هومنع الأزمات، وردع الحروب، والانتصار فيها سلمًا تنفيذًا للنظرة الشمولية للأمن القومي العربي.
إسرائيل في سطور :
في 13 آب/أغسطس 2015، نشر "جيش الدفاع الإسرائيلي" («قوات الدفاع الإسرائيلية») وثيقة من 33 صفحة بعنوان "استراتيجية «قوات الدفاع الإسرائيلية»" والمعروفة ب" جدعون" المعدلة ، ويومها تحدّدت عناصر عقيدة الأمن القومي ب( 5 )فقرات وبرأي أبرزها الفقرة ( 4 ) :-
4. تراجعت المكانة السياسية لإسرائيل في الغرب على مرّ السنين، مما عقّد من الجهود الرامية إلى اكتساب شرعية دولية لازِمة على نحو متزايد لمحاربة العناصر المسلحة في المناطق المدنية. ومن الواضح أنّ السبب الرئيسي لهذا التراجع هو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال دون حل، على الرغم من أن الوثيقة لا تؤكد صراحة على هذه النقطة.
لكن هل تعلمون ماهدف استراتيجية " دافيد بن غوريون" التي صاغها قبل أكثر من نصف قرن؟، لقد ذكرت بأن الهدف من اندلاع الحرب، هو إيجاد فترات هدوء أمني طويلة من أجل تطوير المجتمع وتحقيق منجزات علمية وتحسين الاستعداد لحالات الطوارئ والحرب القادمة.!!
الولايات المتحدة في سطور :
الموقع الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية وانعزالها عن العالم وبقائها بعيد عن بؤر صراعاته، وانكفائها لقرون على مشكلاتها الداخلية، وبناء مؤسساتها، أكسبها مناعة أمنية وساهم في تكوين تراكمات قوتها على كافة الأصعدة، وجاءت محاولات ترجمة قوتها الداخلية خارجيا ، ومنها التمدد نحو الشرق الأوسط وأكتفي بهذا.
فلسطين في سطور:
وصل إجمالي عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى أكثر من 150 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.ومن بين دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، البالغ عددها 32 دولة، اعترفت 18 دولة بدولة فلسطينية،ويشير المسؤولون الغربيون إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية لا يعني قيام هذه الدولة على الفور، وأن "الاعتراف يجب أن يكون جزءا من عملية سلام أوسع".
فرص سلام أوسع : هل تقبل إسرائيل بضمانات السلام؟
هنالك اتفاقًا عامّاً في أوساط الباحثين الأكاديميين على السياسات والتطبيقات المرجوة في مجتمعات ما بعد الصراع، بأن إسرائيل دولة عدوانية بطبيعتها ،والولايات المتحدة تُدرك ذلك جيدًا، وصُناع قرار السلام في الشرق الأوسط يدركون أيّما إدراك بأن إسرائيل قتلت كل عناصر بناء الثقة في بيئة السلام الدولية .
أبرز عناصر ( السلام) في بيئة الشرق الأوسط يومنا هذا هي ثلاثة:-
1) معاهدة عدم التعدي والإعتداء بين إسرائيل والدول العربية، التي تمهد لبناء الثقة في الشرق الأوسط.
2)الإعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل هو خيار استراتيجي.
3)إدارة غزة من قبل الفلسطينيين حق معترف به بموجب القانون الدولي.
ومع وجود هذين المبنيين ( الأول والثاني) في الأذهان فبروتوكول السلام الأوسع في الشرق الأوسط يجب أن يلتزم بالآتي-
أولًا (A) ملحق معاهدة عدم التعدي والإعتداء بين إسرائيل والدول العربية التي تمهد لبناء الثقة في الشرق الأوسط.
ثانيًا( B) ملحق الإعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
باختصار نحن العرب في امس الحاجة الى إجراءات سلام أوسع، والذهاب الى ماهو أبعد مما ذهب اليه الرئيس الأميريكي دونالد ترامب.