مناف الكلدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

تحرير اقتصاد الجنوب من سطوة اليمنيين

يمثل الاقتصاد عصب الحياة الذي تقوم عليه الدول بل إن الاقتصاد هو أهم معيار للتقدم الدول وتطورها فالدول صاحبة الاقتصاد القوي هي دول ناجحة وعلى العكس من ذلك فالدول ذات الاقتصاد الضعيف يتم تصنيفها كدول فاشلة .
ولأن الاقتصاد من أهم العوامل التي تقوم عليها الدول إن لم يكن أهمها فقد سعى الاحتلال اليمني عند دخوله العاصمة عدن في صيف 94 إلى تدمير الاقتصاد الجنوبي تدميرا ممنهجا فعمد إلى تدمير المصانع وتهميش المواقع الحيوية في الجنوب من موانىء ومطارات وغيرها.
لم يكتف الاحتلال اليمني بتدمير المصانع والأماكن الحيوي الجنوبية بل عمل على منح تلك المواقع لتجار شماليين وشخصيات شمالية ليظل الجنوبيين تحت رحمة الاحتلال اليمني ومن جملة ذلك إعطاء كالتكس لعبد المجيد الزنداني صاحب فتاوي التكفير ضد الجنوبيين واعطاء التاجر اليمني هائل سعيد ميناء في عدن باسمه وصومعة للقمح والقائمة تطول وتطول.
بعد تحرير العاصمة عدن وبعض محافظات الجنوب من الاحتلال العفاشي الحوثي في العام 2015 وإعلا تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017 استبشر الجنوبيون بذلك خيرا واعتبروه اللبنة الأولى التي تؤسسلقيام الدولة الجنوبية.
وحقيقة فالمجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن يضع اللبنات الأساسية للدولة من أمن وجيش قويين يحظيان باشادة إقليمية ودولية وما الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية مؤخرا في شبوة إلا دليلا على ذلك.
لم يكتف الجنوبيون بالاهتمام بالجانب العسكري بل ذهبوا إلى الاهتمام بالجانب الاقتصادي فعاد الجنوبيون من الخارج بمشاريع هامة استطاعت أن تقلل من الهيمنة اليمنية على السوق متحدين كل الصعوبات التي يزرعها الاحتلال اليمني في طريقهم والتي لا تزال باقية إلى اليوم في المرافق الحكومية والحيوية.
كما أسلفت لا يمكن لشعب أن يتحرر واقتصاده يتحكم به المحتل والأمثلة كثيرة فالثائر العالمي الكبير غاندي عندما بدأ ثورته ضد الانجليز لم يرفع السلاح بل دعا إلى إضرابات عمالية بالإضافة إلى مقاطعة الانجليز الأمر الذي كلف الإنجليز كثيرا ودفعهم للجلوس مع غاندي لينتهي الأمر برحيل بريطانيا واستقلال الهند كذلك الأمر مع مصر فعندما قاد جمال عبدالناصر ثورة ضد النظام الملكي في مصر والذي كان تابعا للاحتلال البريطاني فإن اول ما قام به جمال عبد الناصر هو تأميم قناة السويس ما دفع بريطانيا لشن حرب عليه بالتعاون مع إسرائيل وفرنسا وهذا يوضح لنا حقيقة أهمية الخطوة التي قام بها جمال عبدالناصر فمن غير المعقول أن تبني دولة في الوقت الذي يتحكم فيه عدوك باقتصادك والأمر ينطبق علينا اليوم فلا يمكن أن نستعيد دولتنا الجنوبية في الوقت الذي لا يزال التجار الشماليين يتحكمون باقتصادنا وقوت يومنا ويسيطرون على المرافق العامة في الدولة..
إذا ما أردنا التحرر فعلينا أن نبدأ بالتحرر الاقتصادي ومن ذلك الدعوة الى المنتجات اليمنية والتي تعود الى تجار يمنيين.
قبل أشهر قام أحد تجار الجنوبيين بإبرام اتفاق مع السلطة المحلية بمديرية المنصورة من أجل ترميم أحد شوارعها مقابل تسمية ذلك الشارع باسمه فقامت الدنيا ولم تقعد وشن نشطاء الشمال حملة شعواء ضد هذه الخطوة ولم نسمع لهم صوتا يوم أن سيطر تجار الشمال على أماكن حيوية في العاصمة عدن وجعلوها تابعة لهم فلماذا سياسة الكيل بمكيالين ولماذا هذا الهجوم على كل ماهو جنوبي؟!.
قبل أشهر حدث تسمم كبير في أوساط السكان بالجنوب جراء الزبادي والذي يعود إلى بعض التجار اليمنيين ولأننا في دولة لا رقيب فيها ولا حسيب فالأمر مر مرور الكرام ولو حدث هذافي دولة أخرى لتم تدفيعه ملايين الدولارات جراء فعلته تلك، كان يمكن للجنوبيين أن يستفيدوا من تلك الحادثة من خلال الدعوة إلى مقاطعة منتجات ذلك التاجر وتشجيع التجار الجنوبيين على استيراد تلك المنتجات من الخارج لو فعلنا ذلك لدفعنا ذلك التاجر ملايين ومليارات الريالات.
ما يحز في النفس أنك ترى التجار الشماليين يبيعون السلع في الشمال الخاضع لسيطرة الحوثي بأثمان بخسة بينما يبيعوا تلك البضائع بأضعاف مضاعفة في تحدي سافر للجنوبيين بالرغم من أنهم يأخذوا الدولار والعملات الصعبة بسعر البنك ناهيك عن أن تلك المنتجات منتجات محلية فلماذا البيع للشمال رخيصا بينما البيع للجنوب بأسعار مضاعفة؟!
قبل أشهر رأينا الحوثيين يقومون بإغلاق أحد البنوك التي تعود لأحد التجار اليمنيين ولم يحرك ساكنا بل ذهب إلى معقل الحوثيين يؤدي فروض الطاعة والولاء بينما في الجنوب الذي تم منحه فيه ميناء ومصانع يقوم برفع أسعار سلعه أضعاف مضاعفة فألايستحق مثل هؤلاء التجار المقاطعة وعمل حملات توعوية تدعوا الناس الى مقاطعة منتجاته ولو فعلنا ذلك الجبر ذلك التاجر على بيع المواد بأسعار كتلك التي يبيع فيها للحوثيين.

رسالتي إلى المجلس الانتقالي أن يدعو التجار الجنوبيين في الخارج إلى العودة الى الجنوب مع منحهم كافة التسهيلات.
ورسالتي إلى الجنوبيون أن يسعوا إلى التحرر الاقتصادي وان يبدأوا في التأسيس لاقتصاد قوي فلا يمكن لنا أن نبنس دولة قوية ونحن نعتمد في قوتنا وحاجياتنا على التجار الشماليين.