مناف الكلدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

تعالوا إلى كلمة سواء

عبارة مقتبسة من القرآن الكريم وهي نداء وخطاب وجهه الله للنبي ليدعو به أهل الكتب إلى ما يجمعهم بالمسلمين من عبادة الله وعدم الإشراك به وعدم إدانة بعضهم لبعض بالطاعة.
ونحن نقتبس المعنى لنقول لأبناء الجنوب بمختلف مشاربهم وانتماءتهم تعالوا إلى كلمة نجتمع كلنا تحت سقفها وتوحدنا جميعا.
أليس كلنا مؤمن بقضية شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيرة واستعادة دولته؟!.
ألا يستحق الجنوب منا ان نجتمع حوله ونكون يدا واحدة لنبني وطنا ونرسم آملا مشرقا للأجيال القادمة في الجنوب؟!.
لا شك فالجنوب يستحق منا ذلك وحريا بنا اليوم جميعا أن نجتمع ونتوحد لأجل هذا الشعب العظيم والذي يستحق أكثر من ذلك بكثير، هذا الشعب الذي أبهر العالم بنهجه ومبادئه وأخلاقه، كيف لا وهو من قدم للعالم أول مشروع مصالحة شعبية من غير تدخل أممي أو دولي أو أقليمي، والحديث عن التصالح والتسامح الجنوبي والتي حولها شعب الجنوب العظيم من ذكرى مؤلمة إلى يوم عظيم يحتفل فيه سنويا فلله در هذا الشعب العظيم.
لاشك أن لكل انسان رؤية وفكر ومنهج في الحياة والله قد كفل ذلك وجعل الاختلاف بيننا سنة من سننه العظيمة حيث يقول الله(( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)) فمشيئته سبحانه اقتضت أن نكون مختلفين عن بعضنا فرأيك ليس بالضرورة يتوافق مع رأيي والعكس صواب ونحن نحترم وجهات نظر النخب الجنوبية وطريقة تفكيرها ولذلك دعا المجلس الانتقالي للحوار من أجل تبادل الأراء والأفكار مادام الهدف واحد وهو استقلال الجنوب واستعادة دولته.
لقد استطاع المجلس الانتقالي أن يوصل قضية الجنوب إلى العالم من خلال إبرام اتفاق الرياض وأقولها بملىء الفم أن الانتقالي بدون مشاركة النخب الجنوبية الأخرى قادر على أن يصل إلى الهدف المنشود باستعادة الدولة الجنوبية وهو قد وضع اللبنات الأساسية للدولة الجنوبية من أمن وجيش وكيان سياسي يعترف به العالم ولكن مع ذلك فالرئيس الزُبيدي لا يفكر بعقلية الماضي ولذلك دعا الجميع إلى الحوار جنوبي لا يستثني أحدا.
رسالتي لمن أعلنوا رفضهم للحوار أن الجنوب وطننا جميعا وقد آن الأوان أن نضع حدا لخلافاتنا ونعلوا على جراحنا وأن لا نفكر بعقلية الماضية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، فشعبنا قد تجاوز ذلك وعليكم كقيادات ورموز جنوبية تاريخية أن تتركوا خلفات الماضي جانبا وتصطفوا إلى جانب الشعب.
ما يحز في النفس أن بعض الجنوبيين الذين رفضوا دعوة الانتقالي للحوار ذهبوا يوما ما إلى صنعاء التي احتلت الجنوب وأذاقت شعبنا صنوف أنواع العذاب بالرغم من الرفض الشعبي أنذاك لفكرة الحوار مع الشمال لعدم وجود الندية ولكنهم مع ذلك ذهبوا وعندما وصلوا إلى طريق مسدود عادوا فهل من المنطق الذهاب لحوار الأعداء وترك حوار الأخوة والأشقاء في الوطن؟ّ.
للرافضين للحوار الجنوبي ادخلوا الحوار وليكن الحوار مفتوحا وقولوا ما تشاءون وأطرحوا ما تريدون وإذا رأيتم أن الحوار لا فائدة منه فاخرجوا حينها كما فعلتم في حوار صنعاء.
رسالتي للرافضين للحوار أن جنوب اليوم ليس كجنوب الأمس وجيل اليوم يختلف عن جيل الأمس ونحن قد تركنا الماضي خلفنا بكل سلبياته ونفكر اليوم بعقلية حديثه عصرية عقلية مفتحه متقبلة للأخر ومؤمنه بحقه في الوطن كما هو الحال بالنسبة لها فالوطن يتسع لنا جميعا.
ينبغي على النخب الجنوبية بمختلف توجهاتها الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في سوريا وليبيا واليمن الشقيق فبالرغم من الحروب الدامية التي شهدتها سوريا لكننا نجد النظام والمعارضة يجتمعون للحوار تحت سقف الأمم المتحدة وكذلك الحال في ليبيا بالإضافة إلى الشرعية اليمنية والحوثيين برغم الاختلاف الجوهري بين تلك القوى في الرؤى والأهداف، ولكن نحن في الجنوب لنا نفس الهدف وهو استعادة دولة الجنوب ولذلك فالأحرى بنا أن نجتمع ونحدد شكل الدولة التي نريدها لنا وللأجيال القادمة وان نفوت على الأعداء كل فرصة للنيل من هذا الشعب عن طريق زرع الفرقة فيما بيننا، فيأ أهيا الجنوبيون تعالوا إلى كلمة سواء بيننا.