مناف الكلدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

إذا لم تستح فاصنع ما شئت!

ينطبق هذا المثل حقيقة على حميد الأحمر القيادي في حزب الإصلاح، الذراع العسكري لمليشيا الإخوان في اليمن، بعدما ظهر في اللقاء الأخير مع صحيفة القدس العربية وهو يكيل التهم للتحالف العربي محملا إياهم مسئولية تأخر تحرير العاصمة اليمنية صنعاء وباقي محافظات الجمهورية العربية اليمنية.
ربما قد يستغرب بعض الإخوة والأشقاء في الخليج من كلام الأحمر وكمية الشتائم والتهم التي كالها للتحالف العربي، كون جزء كبير من قيادات الإخوان يعيش في الرياض، ويتلقى الدعم من المملكة العربة السعودية وقيادة التحالف العربي، ولكن نحن في الجنوب نعرف حقيقة الأحمر ومليشيا الإخوان والأجندة التي تعمل لصالحها والأهداف الخفية لتلك المليشيا لذلك لم نستغرب أن يخرج حميد الأحمر بمثل هذا الكلام.
تحميل الأحمر التحالف مسؤولية عدم الحسم العسكري فيه كثير من المغالطات التي تثبتها الوقائع على الأرض فالقوات المسلحة الجنوبية وبمساعدة التحالف العربي استطاعت أن تخرج مليشيا الحوثي وعفاش من الجنوب صاغرة ذليلة في مدة وجيزة لا تتجاوز الثلاثة أشهر وواصلت القوات الجنوبية انتصاراتها خارج حدود الجنوب فحررت المخا التابعة لمحافظة تعز اليمنية وأجزاء واسعة من الساحل الغربي حتى وصلت إلى أبواب مدينة الحديدة اليمنية ولولا اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية الإخوانية ومليشيا الحوثي لكان ميناء الحديدة في قبضة القوات الجنوبية اليوم ولأصبحت صنعاء في مرمى القوات الجنوبية.
لم تقتصر انتصارات القوات الجنوبية على مليشيا الحوثي بل تجاوزتها إلى التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش فاستطاعت القوات الجنوبية من تحرير أجزاء واسعة من محافظة أبين وشبوة وحضرموت من تلك الجماعات الإرهابية بدعم من قوات التحالف. ولكن على النقيض من ذلك فبالرغم من الدعم اللامحدود الذي قدمه التحالف للجيش اليمني في مأرب وصعدة وحجة إلا أن مليشيا الإخوان لم تحقق أي انتصار يذكر بل على العكس من ذلك فبعد أن كانت تلك القوات تقاتل الحوثي في نهم وصعدة أصبحت اليوم تدافع عن مأرب وباتت آخر معاقل الشرعية اليمنية قاب قوسين أو أدنى من السقوط في أيدي الحوثيين.
تحميل الأحمر التحالف مسؤولية هزائم مليشياته يدعو للسخرية فحميد الحمر ومليشيا الإخوان كانوا يمسكون بمقدرات الدولة وخصوصا الجانب العسكري بعد ما يسمى بثورة بالشباب وكان حري بهم أن يواجهوا الحوثي ويقضوا عليه قبل أن يكبر ولكن ذلك لم يحدث البتة، فبدل من أن يواجهوا الحوثي أخذوا يسلموه المحافظات الواحدة تلو الأخرى بدءً من دماج وعمران وما لحقها من سقوط دراماتيكي للمحافظات في أيد الحوثيين وصولا إلى العاصمة اليمنية صنعاء والفرقة الأولى مدرع التي كان يتفاخر بها على محسن ومليشياته الإخوانية.
لحميد الأحمر ومليشيات الإخوان نقول هاتوا لنا معركة انتصرتم بها ضد الحوثي حتى نصدقكم بأن التحالف من يتحمل مسؤولية هزائمكم المتتالية والمخزية ضد الحوثيين، ولحميد الأحمر نقول لو كانت فيك ذرة من الرجولة لدافعت عن منزلك وغرفة نومك ولكنك أضعف من أن تفعل ذلك فانت وجماعتك لا تجيدون سوى الهروب.
صحيح مثل ما يقولوا اخوتنا المصريين "اللي اختشوا ماتوا" وكان جديرا بحميد الأحمر وقادة الإخوان أن يدسوا برؤوسهم في التراب كما تفعل النعام بدلا من رمي التهم على الأخرين.