"اليوم الثامن" تقدم قراءة تحليلية..

في ضوء استعراضات مأرب وصنعاء العسكرية.. كيف ولماذا بُدد "الجيش اليمني" السابق (نظرة فاحصة)

"تسعة ملايين جندي وضابط و256 قاعدة عسكرية للجيش اليمني تبددت في دقائق معدودة، كيف لجيش كبير ان ينتهي ويصبح أثر بعد عين"

استعراضات جيش مأرب وصنعاء يأتي فيظل تقاطع المصالح بين الطرفين - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

مدخل: عمد نظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، إلى القضاء بشكل جذري على جيش اليمن الجنوبي بشكل كامل وممنهج، بعد هزيمته في حرب صيف العام 1994م، التي شنها تحالف الى تصفية رموز وقادة وضباط الجيش السابق من خلال الاستعانة بجماعة الاخوان المسلمين المتورطة في ارتكاب جرائم إرهابية، استنادا إلى فتاوى دينية أصدرها شيوخ التنظيم الدينيين.

يعترف علي عبدالله صالح، بان تحالفه مع الإخوان المسلمين كان هدفه الإطاحة واجتثاث الحزب الاشتراكي اليمني من الجذور، وهو ما تحقق له على يد التنظيم الذي رئيس شوراه عبدالمجيد الزنداني، قيادات الحزب الاشتراكي الى تسليم أنفسها لأقرب مسجد بدلا من ان يتم ملاحقتها واعتقالها.

لم يدرك "صالح" فداحة تحالفه مع الإخوان المسلمين، الا بعد وفاة الشيخ القبلي عبدالله بن حسين الأحمر[1]، في العام 2007م، حين أعلن نجله حميد الأحمر تمرده على صالح، وخرج لمطالبة صالح بتسليم السلطة، مستعينا بعبارة قالها الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد "التغيير بدلا من التشطير"؛ أي ان ناصر أخاف اليمنيين باستقلال الجنوب في حال لم يتم تغيير نظام علي عبدالله صالح.

تطور الصراع بين صالح واسرة ال الأحمر، ليشمل الصراع الجنرال العجوز علي محسن الأحمر الذي انحاز الى صفوف أولاد الزعيم القبلي الراحل، بدعوى انهم جميعهم من الاخوان.

هذا الصراع جعل الجنرال العجوز علي محسن الأحمر يمتلك "قوات عسكرية" لا تخضع لسيطرة صالح، وهي قوات الفرقة الأولى مدرع.

وكردة فعل من صالح، عزز من قوات الحرس الجمهوري التي أصبحت قوة ضاربة كبيرة تحمي السلطة من أي مطامع، وبلغة أكثر حزماً، دعا صالح خصومه في أكثر من مناسبة الى الدخول في صناديق الاقتراع للوصول الى السلطة.

في العام 2009م، أراد صالح، التخلص من محسن، الذي ارسله للقتال الحوثيين في جبال صعدة، كانت الحرب حينها قد شهدت تدخلا سعوديا من خلال قصف مواقع الحوثيين، يقول أنصار محسن انه نجأ بأعجوبة من محاولة استهداف مباشرة بواسطة طيران السعودية.

عملية الاستهداف (المزعومة)، دفعت محسن الى تبني الانتفاضة الشعبية التي جاءت متزامنة مع ثورة الـ 11 من فبراير/ شباط 2011م، وقد نجح الإخوان في تأليب الرأي المحلي ضد صالح، وصولا إلى محاولة اغتياله[2] في الـ 3 من يونيو/حزيران 2011بجامع النهدين بالقصر الجمهوري في صنعاء، في عملية استهداف كشفت حجم الخلاف الذي ضرب رأس السلطة والحلفاء، واعادت إلى الاذهان عملية تصفية الرئيس إبراهيم الحمدي في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1977م[3].

 

الجيش اليمني ومرحلة تفكيكه

 

حين نجح صالح وحلفاؤه الإخوان المسلمون والقبائل وتنظيم القاعدة في القضاء على الجيش الجنوبي والسيطرة على الجنوب عسكريا في السابع من يوليو (تموز) العام 1994م، كان هم الرئيس هو بناء قوة دفاعية قادرة على مواجهة أي تهديدات مستقبلية، واستغل الكثير من الدعم المقدم من الإقليم والولايات المتحدة الأمريكية في بناء قوة عسكرية كبيرة، أطلق عليها قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي، فيما احتفظ حلفاء صالح بتشكيلات عسكرية أخرى، بالإضافة الى قوات الفرقة الأولى مدرع التي ظلت حصرا على حليف صالح وذراعه اليمني علي محسن الأحمر من الحرب على الجنوب حتى حروب صعدة في العام 2009م.

وعلى الرغم من ان علي محسن الأحمر يعد المخطط الرئيس لمحاولة اغتيال صالح، الا ان الأخير لم يقم باي ردة فعل تجاهه بل ان الاتهامات التي وجهها صالح للأحمر لم تلق أي تعليق من الأحمر الذي تقول تقارير صحافية ان الأحمر رفض التعليق على تلك الاتهامات، لكن على الأرجح هناك نتائج تحقيقات اثبتت تورط الاخواني حميد الأحمر في التخطيط للتخلص من صالح، ضمن الصراع على السطلة حينها في صنعاء.

بعد محاولة اغتيال صالح، وجد الرئيس اليمني نفسه مجبرا على تسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي، معتقدا انه يمكن ان يلعب دورا محوريا من خلال نائبه الذي تخطفه الاخوان واستحوذوا على قرار الجيش والسلطة اليمنية، ليأتي هادي بقرار "إعادة هيكلة الجيش اليمني".

في بداية العام 2013م، جاءت الدعوة إلى عقد مؤتمر الحوار باليمن بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي تم بمبادرة خليجية تحت إشراف الأمم المتحدة، وأسفر عن تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وتتألف هيئة الحوار من 565 مقعدا، وتتمثل فيها مختلف الأطراف اليمنية[4]، وكانت قضية إعادة هيكلة الجيش اليمني، أحد ابرز القضايا التي طرحها الاخوان بدعوى ان صالح "صنع جيشا عائليا".

يقدر الجيش اليمني بـ"تسعة ملايين جندي وضابط و256 قاعدة عسكرية، منتشرة في عموم محافظات اليمن، اغلبها في الجنوب الذي كان يخشى صالح من أي تمرد من قبل الانفصاليين الجنوبيين الذين شكلوا منذ اللحظة الأولى حركة مسلحة تستهدف الجيش اليمني.

ولك يكتف الاخوان بذلك، بل شرعوا الى تقديم الاعتذار للحوثيين عن حروب صعدة التي خسر فيها الجيش اليمني أكثر من مائة ألف جندي وضابط، بينهم قادة عسكريون بارزون.

وقد مثلت حروب صعدة ضد الحوثيين، ضربة قاصمة للجيش لكنها لم تنل منه بالشكل الذي نالت منه عملية إعادة الهيكلة.

كان "هادي" الرئيس المؤقت قد شرع الى تجريد صالح من قوات الحرس الجمهوري، حين اقال قائده العميد أحمد علي عبدالله صالح، وتعيينه سفيرا لليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.

لم يكن هادي يريد اغضاب علي عبدالله صالح، او الدخول معه في خصومة شديدة من خلال تجريده من القوة العسكرية، فالرئيس التوافقي كان يحظى بدعم إقليمي يمنحه قدرة إعادة هيكلة الجيش اليمني، فسارع الى اقالة الجنرال علي محسن الأحمر من قيادة الفرقة الأولى مدرع بالتزامن مع اقالة أحمد علي عبدالله صالح، من قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، في العاشر من أبريل/ نيسان 2013م.

كانت قرارات هادي بمثابة انتصارا لما سمي بالثورة الشبابية، لكنها في نفس الوقت جردت الرجل من عوامل استقلالية القرار، بل تبين أن "هادي" لم يكن إلا موظفا مع الإخوان لتحقيق مشروعه السياسي.

من الأسباب الرئيسية لإعادة هيكلة الجيش اليمني، تتمثل في كونه يعاني من حالة الانقسام والاستقطاب السياسي والاجتماعي الحاد بين بعض الأطراف.

وبرر الاخوان – السلطة الجديدة – أن قرارات الهيكلة تهدف لإصلاح مؤسسة الجيش في ثلاثة جوانب رئيسية، كان أهمها إنهاء حالة الانقسام في الجيش الناتج عن انشقاق جزء كبير منه وانضمامه إلى الثورة الشبابية، وذلك بتفكيك منظومة الحرس الجمهوري المحسوبة على النظام السابق (تقدر بـ 33 لواء مع القوات الخاصة)، والفرقة الأولى مدرع المحسوبة على الإخوان (تقدر بـ 23 لواء)، وتوزيع ألويتهما ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للجيش".

كان هادي يسعى لإعادة البناء المؤسسي للجيش ومعالجة الاختلالات البنيوية والمؤسسية العميقة، الناتجة عن السياسات التي مارسها نظام علي عبد الله صالح في الجيش خلال 33 سنة.

وعلى الرغم من أن هادي كان أحد أعمدة نظام صالح إلى جانب علي محسن الأحمر، الا ان الاذرع القطرية في اليمن سبق لها ووصفت الجيش اليمني بأنه لم يكن مؤسسة وطنية بل كان ما يشبه الإقطاع العائلي..

أصدر الرئيس هادي في ديسمبر/ كانون الأول العام 2013 مرسوماً بإعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية إلى 5 وحدات ـ الجيش والبحرية والقوات الجوية وحرس الحدود وقوات تشكيل الاحتياط الإستراتيجي. كما قام هادي بعزل يحيى صالح، ابن شقيق علي عبد الله صالح، من منصب قائد قوات الأمن المركزي، وأمر بتفكيك الحرس الجمهوري الذي يقوده ابن صالح، أحمد علي، والفرقة الأولى مدرع المنافسة، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر[5]

 

جدول (1) الجيش اليمني قبل انتفاضة فبراير/ شباط 2011م، الذي كان يديره أبناء واقرباء الرئيس علي عبدالله صالح.

مالاسمصلة القرابةالمنصب
1أحمد علي عبد الله (الابن)قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
2يحيى محمد عبد الله صالح(ابن الأخ)أركان حرب قوات الأمن المركزي 
3طارق محمد عبد الله صالح(ابن الأخ)قائد قوات الحرس الخاص
4عمار محمد عبد الله صالح(ابن الأخ)وكيل جهاز الأمن القومي اليمني
5محمد صالح الأحمرقريبهقائد القوات الجوية واللواء السادس طيران
6مهدي مقولةمن منطقتهقائد المنطقة الجنوبية العسكرية

 

 

جدول (2) قادة عسكريون انشقوا عن نظام صالح في العام 2011، واعلنوا تأييدهم للانتفاضة المدعومة قطريا.

مالاسمالمنصب
1علي محسن الأحمرقائد قوات الفرقة الأول مدرع
2محمد علي محسنقائد المنطقة الشرقية العسكرية

 

هادي يطيح بقادة الجيش ضمن إعادة الهيكلة 

في الفاتح من مارس/ اذار، دشن هادي سيناريو هيكلة الجيش اليمني، كانت قرارات الرئيس المؤقت، ادخال الجيش في معركة حقيقية ضد تنظيم القاعدة الذي يسيطر على أبين، مسقط رأسه، فأصدر الرئيس قرارا قضى بتعيين اللواء سالم علي قطن قائدا للمنطقة الجنوبية قائدا للواء (31) مدرع، خلفاً لمهدي مقولة الذي كان يعتبر من أهم القيادات الموالية لصالح.

وفي الـ6 من ابريل/ نيسان، أصدر هادي حزمة قرارات قضت بتعيين العميد الركن عبد الرحمن الحليلي قائداً للواء الثالث مدرع حرس خلفاً لطارق محمد عبد الله صالح، وتعيين العميد صالح محمد الجعيملاني قائد للحرس الخاص، الذي يقوده أيضاً طارق محمد عبد الله صالح، وتعيين العميد طيار ركن راشد ناصر الجند قائد للقوات الجوية خلفاً لمحمد صالح الأحمر، وتعيين اللواء الركن علي الجائفي قائداً للمنطقة الشرقية خلفاً للواء الركن محمد علي محسن.

وفي الـ21 من مايو/ أيار، أصدر هادي حزمة جديدة من القرارات العسكرية، قضت بتعيين اللواء محمد جميع الخضر وكيلا لجهاز الأمن القومي لقطاع الشئون الخارجية خلفاً لعمار محمد عبد الله صالح ابن أخ الرئيس السابق، وتعيين اللواء فضل يحيى بن ناجي القوسي قائدا لقوات الأمن المركزي خلفاً لعبد الملك الطيب، وتعيين العميد حسين محمد حسين الرضي قائدا لقوات النجدة والعميد يحيى علي عبد الله حُميد أركان حرب لقوات النجدة.

وفي الـ6 من اغسطس/ آب 2012م، إنشاء هادي تشكيل الحماية الرئاسية وإلحاق ألوية من الفرقة والحرس إلى قيادة المناطق العسكرية العاملة فيها، وفي الـ11  سبتمبر/ ايلول، أصدر هادي قرارا بتعيين الدكتور علي حسن الاحمدي رئيساً لجهاز الأمن القومي، وفي الـ19 من نفس الشهر، أصدر  قرارا بإعادة تشكيل القوات المسلحة وإنشاء تشكيل الاحتياط الإستراتيجي، وتضمن القرار إلغاء الحرس الجمهوري التي كان يقودها أحمد علي نجل الرئيس السابق صالح، وإلغاء الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها اللواء علي محسن الأحمر، ودمج وحداتها في القوات البرية وحرس الحدود، وأصدر القرار 109 بتعيين العميد الدكتور / احمد علي المقدشي رئيساً لأركان الأمن المركزي خلفاً (لابن أخ) الرئيس السابق يحيى محمد عبد الله الأحمر.

لكن قرارات هادي بإعادة هيكلة الجيش، واجهتها عقبات من أبرزها الجنرال مهدي مقولة أحد ابرز القادة العسكريين المتورطين في اعمال عنف ونهب للممتلكات في العاصمة عدن، كان أحد أبرز الرافضين لقرارات الرئيس، لم تمض سوى ثلاثة أيام على قرار اقالته حتى سهل لتنظيم القاعدة الإرهابي ارتكاب مجزرة بشعة بحث الجيش في ضواحي مدينة زنجبار، في بلده دوفس، اسفر الهجوم عن مصرع 187 جنديا وجرح 135 آخرين. كما قتل 32 من مقاتلي القاعدة أثناء القتال، هاجم المسلحين قاعدة للجيش بسيارات مفخخة وتمكنوا من الاستيلاء على عربات مدرعة ودبابات، وأسلحة وذخائر، وتم أسر 55 جندياً واعلنت جماعة أنصار الشريعة مسؤوليتها عن الحادث[6].

جدول (3) الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة اليمنية (إعادة الهيكلة)

أولاًالسلطة القيادية وتسلسلها بالترتيب التالي

رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الدفاع الوطني

وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة

نائب رئيس هيئة الأركان العامة

ثانياً

جهاز الإدارة السياسية والعسكرية

وزارة الدفاع

بصفتها المسئولة عن مهام السياسة الدفاعية للدولة ومهام التأمين الاستراتيجي للقوات المسلحة

تتكون من:

1

وزير الدفاع ومساعدون لوزير الدفاع

2

هيئة الأركان العامة بصفتها المسؤولة عن مهام اعداد وتأمين وإدارة شئون القوات

3

رئيس هيئة الأركان العامة - نائب واحد لرئيس هيئة الأركان العامة - هيئات مختصة تضم كل منها عدد من الدوائر الاختصاصية

ثالثاً

المكونات الرئيسية للقوات المسلحة

1

القوات البرية اليمنية

2

القوات البحرية والدفاع الساحلي

3

القوات الجوية والدفاع الجوي

5

قوات حرس الحدود

6

الاحتياط الاستراتيجي

   

 

 

 تشكيل الاحتياط الإستراتيجي

 

الاحتياط الاستراتيجي هو تشكيل تابع للجيش اليمني[7]، تم إنشائه بقرار جمهوري في 19 ديسمبر/ كانون الأول العام 2012، تتحدد مراكز تموضعه بقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة وتتولى وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة مهام إعداده وتأمينه وإدارة شئونه كجزء لا يتجزأ من المكونات الرئيسية من القوات المسلحة. 

جدول (4) مجموعة الصواريخ

ممجموعة الصواريخ بقيادة العميد الركن علي محسن علي مثنى
1قيادة مجموعة الصواريخ
2اللواء الخامس
3اللواء السادس
4اللواء الثامن
 ممجموعة الحماية الرئاسية
1اللواء 314 مدرع
2اللواء الأول (حرس خاص)
3اللواء الثاني حماية
4اللواء الثالث مدرع
مالعمليات الخاصة بقيادة اللواء الركن عبدربه القشيبي
1قيادة العمليات الخاصة
2القوات الخاصة 
3وحدات مكافحة الإرهاب
4اللواء الأول مشاة جبلي
 اللواء العاشر صاعقة

 

إلغاء الحرس الجمهوري والفرقة الأول مدرع وتشكيل مناطق عسكرية 

في الـ19 من ديسمبر/ كانون الأول العام 2012، دشن هادي مرحلة الهيكلة الفعلية بقرار إعادة تشكيل القوات المسلحة بإلغاء مسمى قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها أحمد علي نجل الرئيس السابق صالح ، وإلغاء مسمى قوات الفرقة الاولى مدرع التي كان يقودها اللواء علي محسن الأحمر، ودمج وحداتها في القوات البرية وحرس الحدود.

وفي العاشر من ابريل/ نيسان العام 2013م، أصدر الرئيس هادي حزمة من القرارات الواسعة قضت بتعيين قادة المناطق العسكرية السبعة وتغيير مكان قيادة المنطقة المركزية من العاصمة صنعاء إلى محافظة ذمار، والمنطقة العسكرية الأولى ومقر قيادتها في مدينة سيئون بقيادة اللواء محمد عبد الله الصوملي، والمنطقة العسكرية الثانية ومقر قيادتها في مدينة المكلا بقيادة اللواء محسن ناصر قاسم حسن، والمنطقة العسكرية الثالثة ومقر قيادتها في مدينة مأرب بقيادة اللواء احمد سيف محسن اليافعي، والمنطقة العسكرية الرابعة ومقر قيادتها في العاصمة عدن بقيادة اللواء الركن محمود احمد سالم الصبيحي، والمنطقة العسكرية الخامسة ومقر قيادتها في مدينة الحديدة بقيادة اللواء الركن محمد راجح لبوزة، والمنطقة العسكرية السادسة ومقر قيادتها في مدينة عمران بقيادة اللواء الركن محمد علي المقدشي، والمنطقة العسكرية السابعة (المركزية) ومقر قيادتها في مدينة ذمار بقيادة اللواء علي محسن علي مثنى[8].

وفي خطوة لتقوية وزارة الدفاع قضى القرار رقم 16 لسنة 2013 بتشكيل إحتياط وزارة الدفاع بقيادة «علي علي الجائفي»، حيث تكون مقر قيادة التشكيل الجديد في «معسكر 48» والذي كان مقر لقيادة ما كان يسمى بالحرس الجمهوري بحيث يتبع الاحتياط وزارة الدفاع والأركان العامة ، ويستخدم للقتال بقرار من القائد الأعلى للجيش.

جدول (5) مكونات الاحتياط

مالمكون الاحتياط
1اللواء الرابع مدرع
2اللواء السابع مشاة
3اللواء 62 مدرع
4اللواء 63 مشاة
5اللواء 83 مدفعية
6اللواء 102 مشاة

 

 

الجيش اليمني يخسر المعركة أمام الحوثيين دون قبل القتال

 

 

ما يمكن الإشارة اليه، إن سيناريو سقوط صنعاء، لم يكن وليد الـ21 من سبتمبر أيلول العام 2014م، بل سبق ذلك بأكثر من ثلاثة أعوام، ففي الـ11 من فبراير، شباط 2011م، دخلت الميليشيات الحوثية إلى صنعاء، مستغلة الانتفاضة التي فجرها الإخوان بتمويل قطري ضد نظام علي عبدالله صالح، بل ان الدوحة تمثل اللاعب الرئيس في تمكين اذرع حليفتها طهران من الوصول الى العاصمة اليمنية دون كلفة، بعد ان كانت الميليشيات على وشك هزيمة ساحقة في جبال صعدة[9].

ادخل الحوثيون الأسلحة الى صنعاء، حصلوا على الأسلحة اشتروا ذمم قيادات عسكرية بارزة مقربة من هادي، من بينهم الجنرال محمد علي المقدشي الذي يعد أحد أبرز العسكريين الذين خدموا الحوثي سابقا ولاحقا، ولا يزال يمثل "كلمة السر" في تسليم أسلحة التحالف العربي للحوثيين[10].

تنافس الإخوان وصالح على تمكين الحوثيين من صنعاء، نكاية بأول رئيس جنوبي يحكم اليمن المضطرب منذ فشل مشروع اتفاقية الوحدة في العام 1990م، كانت الأطراف اليمنية المتناحرة تسارع لكسب ود الحوثيين الذين تقف الى جانبهم قطر وإيران، فالإخوان يرفضون توجيهات هادي بتحريك الجيش لمواجهة الاذرع الإيرانية.

اسقط الحوثيون محافظة عمران في الـ7 من يوليو/ تموز2014م، يروي هادي لصحيفة قطرية الأسباب التي أدت الى سقوط عمران في قبضة الحوثيين، يقول انه وجه العميد محمد المقدشي الذي كان قائداً للمنطقة الغربية أن يحرك قوة لمواجهة الحوثيين، وخرجت كتائب كانت تابعة لما كان يسمى الفرقة الأولى مدرع وكتائب أخرجها علي الجايفي لكن تلك الكتائب وصلت إلى منتصف الطريق وتم استهداف الجنود، وقتل عدد منهم في كمائن، وانسحبت القوة تاركة سلاحها للحوثيين، في مؤامرة واضحة، وعندما طلبت استعادة سلاح القوة التي خرجت، قال القادة إن القوة تركت سلاحها واستولى عليه الحوثيون، وكأن الأمر قد دبر لكي يستولي الحوثي على سلاح الكتائب، كما استولى على سلاح اللواء 310 الذي كان يقوده حميد القشيبي في عمران[11]".

أكد هادي حينها أنه لم يكن له أي سلطة على الجيش اليمني المنقسم بين علي عبدالله صالح والاخوان المسلمين[12]، الذين سلموا عمران نكاية بالرئيس، مثل ما فعلوا في صنعاء حين رفضت كل قوات الجيش الموالية للإخوان في قتال الحوثيين، ناهيك أن التنظيم أوقف رسميا 40 ألف من مقاتلي التنظيم كانوا في طريقهم لإيقاف الحوثيين من الوصول الى صنعاء، وهو ما كشفه مدير مكتب رجل الدين اليمني عبدالمجيد الزنداني[13].

 

 

الجيش اليمني وعاصفة الحزم 

 

في يناير/ كانون الثاني 2015م، كان الحوثيون قد أحكموا سيطرتهم على كل العاصمة اليمنية واتجهوا صوب ذمار والبيضاء تمهيدا لاجتياح الجنوب، بعد ان فرضوا على "الرئيس عبدربه منصور هادي"، طوقا محكما، وظل تحت ما يشبه بالإقامة الجبرية، وهو ما دفعه الى تقديم استقالته للبرلمان اليمني، في الـ22 من يناير/كانون الثاني، على خلفية رفض الحوثيين تنفيذ بنود اتفاقية السلم والشراكة الموقع في الـ21 من سبتمبر/ أيلول 2014م[14]..

وفي ذكرى انتخابه رئيسا توافقيا في الـ21 من فبراير/ شباط 2015م، نجح هادي من الإفلات من الحوثيين والفرار صوب عدن العاصمة، وعقب وصوله عاصمة الجنوب تراجع هادي عن الاستقالة وحاول استعادة موقعه[15].

وعلى خلفية فرار هادي إلى عدن، خرج علي عبدالله صالح في مارس/ اذار 2015م/ خلال لقاء جمعه بشخصيات يمنية من تعز في صنعاء، عن ان لا طريق أمام هادي الا الفرار عبر منفذ وحيد، بالأموال التي قال انه جمعها، لكن خطاب صالح لم يمض عليه سوى أيام قليلة حتى اوفد نجله احمد علي عبدالله صالح، الى الرياض للقاء محمد بن سلمان، مقدما له عرض أخير بالانقلاب على الحوثيين مقابل دعم الرياض لتنصيبه رئيسا لليمن، غير ان عرض أحمد علي عبدالله صالح قوبل بالرفض.

في الـ19 من مارس/ اذار، كانت اللجان الشعبية القادمة من أبين على موعد مع معركة شرسة في محيط مطار عدن الدولي، لإجبار قائد عسكري اعلن ولائه للحوثيين، وهو عبدالحافظ السقاف، الذي رفض قرار اقالته من منصبه، أعلنت وحدات الجيش اليمني في عدن، الولاء للانقلاب الحوثي، فلم يجد هادي من يدافع عنه "الا بضع وحدات عسكرية جنوبية" ومقاتلي اللجان الشعبية الذين سبق لهادي ورفض ادراجهم ضمن أجهزة الشرطة والأمن عقب تحقيقهم انتصار نوعي ضد تنظيم القاعدة في أبين.

لم تكن معركة "قاعدة الصولبان" بداية لمعركة جنوبية - يمنية فقد توسعت المعارك بين المقاومة الجنوبية في الضالع ومكيراس وكرش وقاعدة العند التي وقعت في محيطها وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، واللواء فيصل رجب واللواء ناصر منصور هادي، في أسر ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، لتستمر معارك القوات الجنوبية حتى الـ26 من مارس/ آذار 2015م، نجحت عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية والإمارات ومشاركة ثمانية دولة أخرى، من تحييد سلاح الجيش اليمني[16].

خلال دقائق معدودة كانت العمليات الجوية قد نجحت في تدمير الطائرات المقاتلة في قاعدة الديلمي وقواعد جوية أخرى ودمرت مخازن أسلحة للميليشيات الحوثية، وقد كانت الغارات الجوية مركزة بناء على بنك معلومات تمتلك دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

كانت العمليات العسكرية الجوية قد مهدت الطريق لهزيمة الحوثيين، لكن حسابات تنظيم الإخوان حالت دون ذلك، تلتزم جماعة الاخوان باتفاقيات سابقة وقعتها مع جماعة الحوثيين في صعدة وصنعاء، ناهيك عن ان تنصيب الجنرال علي محسن الأحمر، عرقلة عملية هزيمة الحوثيين على الرغم من انه تم الدفع بها لتفكيك طوق صنعاء القبلي.

فعلى مدى سبع سنوات منذ تعيين الأحمر نائبا للرئيس، لم تحقق القوات أي نتائج عسكرية ضد الحوثيين، بل على العكس سلمت سبعة ألوية في فرضة نهم ومثلها في الجوف، أسلحتها للحوثيين على اثر ما وصفته وزارة الدفاع في مأرب بـ"الانسحاب التكتيكي"[17]، وهو ما مكن الحوثين من ترسانة أسلحة كبيرة وضخمة، قبل ان يخرج المتحدث باسم الجيش الوطني الإخواني العميد محسن خصروف الى الحديث عن ان أسباب الهزيمة في فرضة نهم تعود الى عدم امتلاك الجيش أسلحة فتاكة من ابرزها مقاتلات ومدافع يصل مداها الى صنعاء.

في منتصف مارس/ آذار 2022م، كانت صحيفة اليوم الثامن قد نشرت معلومات حصرية عن رغبة سعودية في تجاوز حقبة علي محسن الأحمر، الجنرال العجوز وتشكيل مجلس رئاسي يضم شخصيات من اليمن والجنوب، غير ان هذه المعلومات لم يتم تأكيدها بشكل رسمي، وهو ما تم في الـ7 من ابريل/ نيسان 2022م، الأمر الذي يؤكد دقة المعلومات التي تنشرها الصحيفة التي تتخذ من شعارها "دقة في الرصد عمق في التحليل"، منطلقا للتفرد بالمعلومة الحصرية.

وعلى الرغم من ان الصحيفة ألمحت ان إزاحة زعيم الجيش الاخواني 

 ولا تزال تندرج في إطار التكهنات، الا ان ما يمن تأكيده هو الرغبة السعودية في إزاحة الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، الذي شنت صحيفته "اخبار اليوم"، هجوما حادا على الرياض[18]، واتهمتها بالسعي لتقسيم اليمن، وهي الاتهامات التي لم توجهها ذات الصحيفة لإيران التي تمول الانقلاب الحوثي الرامي الى السيطرة على اليمن وازاحة كل القوى اليمنية.

 استطاع الأحمر – حليف السعودية – الاحتفاظ بقوات تدين بالولاء له في محافظتي حضرموت والمهرة، وهي القوات التي سبق لقيادتها وأعلنت موقف الحياد من حرب الانقلاب، لكنها تأمين تهريب الأسلحة للحوثيين.

وخلال الأعوام الأربعة الماضية، أكدت تقارير دولية من بينها تقارير لفريق خبراء الأمم المتحدة[19]، أكدت على تهريب الأسلحة للحوثيين عن طريق مناطق خاضعة لسيطرة قوات[20] تابعة للجنرال علي محسن الأحمر.

وفي أغسطس/ آب المنصرم، كشفت صحيفة اليوم الثامن عن معلومات تؤكد تزويد قوات الأحمر في وادي حضرموت، بطائرة مقاتلة[21]، ظهرت أولا في مأرب قبل ان يستعرض الحوثيون بها في الحديدة، خلال تزويد قواتهم بالمواد الغذائية، الأمر الذي عزز الأدلة بوجود تحالفات خفية بين الاذرع الإيرانية جماعة الحوثي، والاذرع القطرية جماعة الاخوان.

وعلى اثر هذه التحالفات، نفذ الاخوان انقلابا فاشلا في مدينة عتق مركز محافظة شبوة في مطلع أغسطس/ اب المنصرم، لكن القوات الجنوبية الحكومية نجحت في وأد الانقلاب، وهو ما دفع الإخوان الى اعلان تحالفهم مع الحوثيين وتهديد السعودية التي سبق لها وقدمت دعما كبيرا لجيش مأرب الذي يرفض قتال الحوثيين.

 

استعراضات جيش مأرب وصنعاء

بالتزامن مع احتفالات الحوثيين بذكرى اجتياح صنعاء 21 سبتمبر/ أيلول، والاخوان بذكرى الثورة اليمنية 26 سبتمبر/ أيلول، نفذت الاذرع المحلية في اليمن استعراضات عسكرية كبيرة، كان الحوثيون[22] قد بدأوا الاستعراضات العسكرية في ميناء الحديدة[23]، في الـ3 من سبتمبر/ أيلول، وعقبها بعشرة أيام نفذ الإخوان استعراضا بالطائرات المسيرة في مأرب، بالتزامن مع عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في بلدة مودية بأبين.

وتبدو جليا ان رسائل الحوثيين والإخوان موجهة صوب الجنوب والسعودية بعد ان تقاطعت المصالح القطرية والإيرانية هناك، وهو ما حذر من ذلك خبراء عسكريون، أكدوا ان استعراضات صنعاء ومأرب والحديدة وتعز هي في الأساس رسائل سياسية يمنية تجاه الجنوب.

وتساءل الخبير العسكري العميد ركن ثابت حسين صالح، حول ماذا يعني العرض العسكري الكبير في مأرب وبأسلحة ثقيلة وبكميات كبيرة وحديثة ودون خوف من اعتداء حوثي محتمل، وهو ما لم يحدث فعلا".

وقال حسين لصحيفة اليوم الثامن إن الاستعراضات الحوثية ومثيلاتها في مأرب وتعز ليست لمجرد الاستعراض بكل تأكيد، بل لها مآرب وأهداف أخرى باتجاه مشترك لهما ألا وهو الجنوب".. مشددا على انه "ينبغي للقادة الجنوبيين أخذ هذه التهديدات على محمل الجد والاستعداد لكل الاحتمالات".

وبشأن أي عملية عسكرية يمنية ضد الجنوب قد تكون لها تداعيات سلبية كبيرة، وهو ما يعني انها قد تنسف أي عملية سلام مستقبلية وتفتح الباب على مصراعيه امام صراع جهوي قد يطال المدنيين، خاصة في ظل رفض القوى اليمنية الحليفة خوض أي قتال ضد الحوثيين الموالين لإيران.

وينبغي على القوى السياسية الجنوبية مساندة القوات العسكرية في مواجهة أي اجتياح عسكري، مع التأكيد ان التأريخ العسكري الجنوبي يحتفظ بسجل طويل من المكاسب العسكرية مقابل خسارة لها تداعياتها في حرب صيف العام 1994م، أي انه لم يسبق وخسرت القوات الجنوبية أي معارك ضد التشكيلات الميليشياوية اليمنية.

الهوامش.

[1]وفاة رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في الرياض – المركز الوطني للمعلومات في اليمن 2007م

[2]مسؤول يمني يكشف لأول مرة عن تفاصيل حادثة "النهدين" - قناة العربية السعودية نشر في: 03 مايو/ ايار 2012

[3]اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي - التلفزيون العربي القطري 29 يناير/ كانون الثاني 2022

[4]مؤتمر الحوار اليمني - قناة الجزيرة القطرية- الـ16 من يونيو/ حزيران 2013م

[5]الإصلاح العسكري الناقص – ويكيبيديا 2012

[6]عقبات تواجه إدارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي – ويكيبديا 

[7]ادي يعيد هيكلة الجيش ويطيح بنجل صالح - سكاي نيوز عربية l 20 ديسمبر 2012

[8] مصادر متعددة – مصادر سابقة 

[9]الرئيس هادي: قوات علي محسن أدخلت الحوثيين إلى صنعاء- صحيفة اليوم الثامن ١١ سبتمبر/ ايلول ٢٠١٧

[10]الرئيس اليمني في حديث لـ«القدس العربي»: مصممون على الحل العسكري مع الانقلابيين ومتمسكون بالدولة الاتحادية

10 - سبتمبر - 2017

[11]بالفعل "مزايدات جوفاء".. من أدخل الحوثيين إلى صنعاء يا حلفاء قطر؟ - الزميل رئيس التحرير صحيفة اليوم الثامن

[12]الرئيس هادي: قوات علي محسن أدخلت الحوثيين إلى صنعاء - اقرأ المزيد من اليوم الثامن

[13]«الإصلاح» اليمني أمر 40 ألف مقاتل بعدم مواجهة الحوثيين في سبتمبر الماضي سكرتير الزنداني قال لـ«الشرق الأوسط»

[14]استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي – بي بي سي عربية 22 يناير/ كانون الثاني 2015

[15]هادي يهرب إلى عدن ويقول إنه مازال الرئيس – وكالة رويترز (التاريخ مشار اليه انفاً).

[16]تقرير: "عاصفة الحزم".. هل حققت أهدافها بعد 8 سنوات من الحرب؟ - صحيفة اليوم الثامن 

[17]"اليوم الثامن" تبحث في مستقبل مؤتمر الرياض الثاني.. تحليل: السعودية ومؤتمر الرياض.. سيناريوهات ممكنة وأخرى مستحيلة - اليوم الثامن :

[18]"الشرعية" تتفكك والإخوان يفتحون النار مجددا على السعودية - اليوم الثامن

[19]كيف استغلت طهران اضطرابات اليمن لتهريب الأسلحة النوعية؟ - اليوم الثامن

[20]تحقيق دولي يكشف تهريب وبيع أسلحة إيرانية إلى الصومال عبر اليمن - اليوم الثامن

[21]"إخوان اليمن في خدمة المشروع الإيران.. كيف حصل الحوثيون على "طائرة مقاتلة"؟ - اليوم الثامن

[22]الحوثيون واستعراض الحديدة.. "قواعد حزب الإصلاح ومهاجرو القرن الافريقي" - اليوم الثامن

[23]"إخوان اليمن" يغضب من "سهام الشرق" وينفذ مناورة عسكرية جديدة في مأرب - اليوم الثامن