"الميسري والمخلافي أدوات تمويل العنف"..
سلطنة عمان.. متهمة باحتضان ممولي حرب "القاعدة" ضد الجنوب؟
سلطنة عمان لم تبد أي مواقف عدائية تجاه مجلس القيادة الرئاسي، لكنها تحتضن قيادات وسياسيين يمنيين لهم مواقف رافضة للمجلس الذي جاء ليمهد الطريق نحو تسوية سياسية في اليمن

أحمد الميسري وحمود المخلافي أحذرع قطر والاخوان في سلطنة عمان - اليوم الثامن

في الـ10 من أغسطس (آب) المنصرم، توعد السياسي اليمني المقيم في سلطنة عمان، أحمد الميسري، بتوجيه ضربات للقوات الجنوبية ومجلس القيادة الرئاسي، وذلك على خلفية اخماد تمرد إخوان اليمن في شبوة، الميسري وفي بيان بث على قنوات قطرية وإيرانية "توعد بخيارات قال انه مجبر على القيام بها، فسر حديثه على انه سيستعين بتنظيم القاعدة لاستهداف قوات العمالقة والنخبة والحزام الأمني.
تصريحات الميسري اثارت حالة من الجدل والغضب في الجنوب، فهو الرجل المتهم بعلاقته الوطيدة بتنظيم القاعدة، وقائد حراسته الخضر جديب، كان مطلوبا للأمن اليمني في قضايا إرهابية والقتال في صفوف تنظيم القاعدة.
ولم يمض على تصريحات الميسري نحو عشرين يوماً حتى شهدت شبوة وأبين هجمات إرهابية أودت بحياة نحو 30 جنديا وضابطا بينهم أحد حراسة محافظ شبوة عوض الوزير.
هجمات القاعدة اعتبرها الجنوبيون بأنها تأكيد على ان هناك تحالف واضح وعلني بين الحوثيين والإخوان، بعد ان خسر التنظيم شبوة النفطية، لكن هذا التحالف وضع في الواجهة الدور العماني الذي يحتضن قيادات إخوانية وحوثية تخوض حربا ضد الجنوب.
إلى جانب الميسري تستضيف سلطنة عمان القيادي الإخواني المعروف بمواقفه العدائية ضد الجنوب "حمود المخلافي"، والذي يدير استثمارات التنظيم في مسقط وإسطنبول، وبات أسمه مطروحا كأحد أبرز القيادات الإخوانية التي تحرك التنظيمات المتطرفة في مواجهة الجنوب.
ويرجح ان المخلافي هو الممول الرئيس لضابط في قوات الإخوان أمجد خالد فرحان التعزي الذي نفذ عمليات إرهابية ضد الجنوب انطلاقا من مدينة التربة.
ويبدو ان تصريحات الميسري بشأن خيارات المواجهة، قد جعلت من هجمات أبين الإرهابية "دليل ادانة عن تورط مموليه في الهجمات الإرهابية".
وقد التزم الميسري الصمت حيال هجمات أبين الإرهابية والتي أودت بحياة مسؤول أمني رفيع ينتمي إلى منطقة دثينة التي ينتمي إليها الميسري.
ولا يقتصر الأمر على الميسري، فالقيادي السابق في تنظيم القاعدة عادل موفجة، أعلن عقب لحظات من هجوم أبين الإرهابي، بان هناك عملية نفذت ضد قوات عسكرية من الضالع في أبين، لكنه عاد وحذف التغريدة التي تم تداولها بشكل كبير.
وقالت مصادر سياسية يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن سلطنة عمان لم تبد أي مواقف عدائية تجاه مجلس القيادة الرئاسي، لكنها تحتضن قيادات وسياسيين يمنيين لهم مواقف رافضة للمجلس الذي جاء ليمهد الطريق نحو تسوية سياسية في اليمن.
ولفتت المصادر إلى أن هناك أطرافا إقليمية غير سلطنة عمان، تمول قيادات يمنية موالية للإخوان، لكن هذه القيادات تتخذ من سلطنة عمان مقرا لها ولأنشطتها.
في أواخر العام 2019م، وعقب نحو شهر من اسقاط شبوة في قبضة الإخوان، أعلن وزير الداخلية حينها أحمد الميسري، القيام بزيارة رسمية إلى سلطنة عمان، وعلى مدى أسبوعين تم الترويج إعلاميا للزيارة، لكن سلطنة عمان يبدو حينها لا تريد الدخول في صراع مع السعودية التي يقود الميسري حربا كلامية مناهضة لدخلها في اليمن.
مسؤولون عمانيون سربوا لموقع عمون المحلي تصريحات تنفي ان تكون مسقط قد وجهة دعوة رسمية لزيارة الميسري الذي دخل السلطنة بالفعل، لكن لم يتم الإفصاح عن أي مراسيم استقبال له، وظل هناك حتى تمت اقالته في أواخر العام 2020م.
على مدى سنوات قدمت عمان نفسها كدولة محايدة ووسيطة لإنهاء الحرب ضد الحوثيين، فهي التي تستضيف الأذرع الإيرانية في أراضيها تحاور السعودية على أمل وقف القتال والدخول في تسوية سياسية تنهي الحرب، لكن مواقف مسقط تجاه عدن تبدو مغايرة، فهي تدعم الحوثيين وتمولهم بالأسلحة والصواريخ، وهذا لا يخفي على فرق الأمم المتحدة التي أكدت على تورط شركات عمانية في تهريب الأسلحة المحظورة للحوثيين.
لكن على صعيد تمويل القاعدة، لا يبدو ان مسقط تريد التورط بشكل علني في تمويل انصار الشريعة، لكن يكفي انها تحتضن من يعتقد انهم رعاة للتنظيم المتطرف.
يقول الباحث سعيد بكران – رئيس مركز دار المعارف للبحوث والإحصاء – "إن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، قام بتغيير اسمه الى انصار الشريعة مثل ما حصل في سوريا لأكثر من اسمه حتى أستقر التنظيم على "جبهة النصر"، لكن فكر القاعدة عموما يظل مرتبطا بالإخوان المسلمين.
وبشأن هجوم أبين الإرهابي، قال بكران "هجوم أبين الذي نفذه تنظيم القاعدة له ارتباط وثيق بالتهديدات التي أطلقها الاعلام الإخواني الممول من قطر والتي هددت بالقاعدة، ويمكن الإشارة الى تصريحات احمد الميسري في أغسطس (آب) المنصرم، التي هدد فيها بخيارات أخرى، في إشارة واضحة للقاعدة، وما حصل في أبين هو نموذج لهذه الخيارات الإرهابية".
وقال بكران في حديث خاص لصحيفة اليوم الثامن "ان الإخوان يهددون الجنوب بالقاعدة من خلال شاشات تلفزيونية تدعمها قطر، ويتحركون بكل حرية في سلطنة عمان".
وعبر بكران عن أسف ان الجوار الخليجي والعربي يشن حربا إرهابية لا هوادة فيها على الجنوبيين ويسفكون دمائهم مجهولة".
وأكد بكران "ان الجنوب ليس لديه أي صراع مع سلطنة عمان وقطر على الاطلاق، وان هناك اتفاقيات حدود بين بلدنا وهذه البلدان، لكن لا ندري ما هذا الدعم الكبير لهذه الأطراف التي تحرك القاعدة كخيار عسكري لمواجهة الجنوبيين".
وقال بكران "ان هذه الهجمات التي تمولها الدوحة ومسقط، ليست استباقا لتوحيد القوات الجنوبية وانما اعمالاً الهدف منها بالدرجة الأولى الانتقام لخسارة شبوة والترويع بان أي خسارة أخرى للإخوان، ستواجه بهذه الاعمال الإرهابية، بهدف عرقلة التوسع الجنوبي نحو المهرة".
ولفت بكران إلى أن هذه الأطراف الإقليمية تسعى من خلال الهجمات الإرهابية إلى وقف التمدد الجنوبي صوب المهرة ووادي حضرموت".
وقال ان المواجهة ضد هذا التنظيم ومن يموله كبيرة جداً".. معتبرا ان مواجهة الجنوبيين للإرهاب تأريخية".. محذرا من مغبة ترك الجنوب دون مساندة في مواجهة الإرهاب".