مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):
غي فرهوفشتات في بروكسل: أوروبا تدعم إيران الحرة ضد الملالي
في خطاب قوي ألقاه رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فرهوفشتات خلال تجمع "إيران الحرة" في بروكسل يوم 6 سبتمبر 2025، دعا إلى إنهاء "استراتيجية التهدئة الفاشلة" تجاه طهران، وحث المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، على تقديم دعم حاسم للمعارضة الديمقراطية الإيرانية. وشهد التجمع، الذي شارك فيه عشرات الآلاف من الإيرانيين الأحرار، تأكيداً قوياً على وجود بديل ديمقراطي لنظام الملالي القمعي، مع إدانة سجل النظام في انتهاكات حقوق الإنسان ودوره في زعزعة الاستقرار العالمي.
إدانة سجل النظام القمعي
استهل غي فرهوفشتات خطابه بإشادته بالحضور الضخم للإيرانيين في بروكسل، مؤكداً أن هذا التجمع دليل واضح على وجود بديل ديمقراطي لنظام الملالي "القاسي والإجرامي". وأشار إلى أن إيران، تحت حكم الملالي، أصبحت "الرقم القياسي العالمي" في تنفيذ أحكام الإعدام، حيث يُعدم شخصان يومياً، مما يكشف عن الطبيعة الوحشية للنظام. وأكد أن استمرار هذا النظام في ارتكاب الجرائم يعكس فشل استراتيجية التهدئة التي اتبعتها الدول الغربية، وخاصة أوروبا، على مدى عقود.
فشل سياسة التهدئة
حذر غي فرهوفشتات من أن سياسة التهدئة مع النظام الإيراني لم تؤدِ إلا إلى تفاقم الأوضاع. وقال إن هذه السياسة جعلت الأمور أسوأ بالنسبة للشعب الإيراني الذي يعاني من القمع المستمر، وكذلك بالنسبة للشرق الأوسط، حيث يدعم النظام جماعات متطرفة مثل حماس، الحوثيين، وحزب الله. كما أشار إلى دور إيران في دعم روسيا عسكرياً في حربها ضد أوكرانيا، مما يشكل تهديداً للاستقرار العالمي. وأضاف أن هذه السياسة فشلت أيضاً في الحد من التهديد النووي الإيراني، حيث لا يحترم النظام التزاماته الدولية.
استراتيجية جديدة للتعامل
اقترح غي فرهوفشتات استراتيجية جديدة قائمة على "التعامل الإيجابي" مع الشعب الإيراني والمعارضة الديمقراطية، تستند إلى ثلاث ركائز أساسية:
- تصنيف الحرس الثوري الإسلامي كمنظمة إرهابية: دعا إلى اتخاذ هذه الخطوة فوراً للحد من نفوذ النظام.
- توسيع العقوبات: شملت هذه الدعوة فرض عقوبات على قادة النظام وسياسييه ورجال الأعمال والشرطة، بالإضافة إلى استهداف القطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل البنوك والنفط.
- إقامة حوار هيكلي مع المعارضة الديمقراطية: أكد على أهمية استخدام خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر كأساس لهذا الحوار، لدعم رؤية إيران ديمقراطية وعلمانية.
مظاهرة بروكسل: رمز الأمل والمقاومة
كان تجمع بروكسل، الذي شارك فيه عشرات الآلاف من الإيرانيين الأحرار في 6 سبتمبر 2025، بمثابة صرخة مدوية ضد النظام الإيراني ودعم قوي لانتفاضة الشعب والمقاومة المنظمة. وأشار غي فرهوفشتات إلى أن هذا الحضور الضخم يثبت وجود بديل ديمقراطي حقيقي، مؤكداً أن "وجودكم اليوم هنا هو الدليل على أن هناك بديلاً للملالي في طهران". كما عبر عن أمله في أن يُعقد التجمع القادم في طهران، في إيران حرة وديمقراطية، مما يعكس تفاؤله بقرب التغيير.
دعوة للتغيير
اختتم غي فرهوفشتات خطابه بدعوة المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، إلى التخلي عن فكرة أن "لا بديل" لنظام الملالي. وأكد أن الحضور الجماهيري في بروكسل هو الرد العملي على هذه الفكرة، داعياً إلى بدء حوار منظم مع المعارضة الديمقراطية لدعم رؤيتها لإيران حرة. وختم كلامه قائلاً: "لنبدأ من هنا، من هذا التجمع الرائع في بروكسل، ولنحدد موعداً للقاء العام القادم في طهران، في إيران حرة وديمقراطية".
خاتمة
جاء خطاب غي فرهوفشتات كصوت قوي يعبر عن ضرورة تغيير السياسة الدولية تجاه إيران. من خلال إدانته لسياسة التهدئة ودعوته لدعم المقاومة الإيرانية، قدم خارطة طريق لتحقيق التغيير دون اللجوء إلى الحرب. تجمع بروكسل، بدعم من شخصيات عالمية مثل غي فرهوفشتات، أظهر أن الشعب الإيراني ليس وحده في نضاله، وأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه لتحقيق الحرية والعدالة. إن دعوته إلى استراتيجية جديدة قائمة على الدعم الإيجابي للشعب الإيراني تمثل أملاً جديداً لمستقبل إيران.