حاتم السر سكينجو يكتب لـ(اليوم الثامن):

منظمة مجاهدي خلق... 60 عامًا من المقاومة ضد دكتاتورية الشاه والملالي في إيران

يصادف يوم 6 سبتمبر، الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتحلُّ الذكري هذه المرة في خضمِّ ظروف وتطورات ومتغيرات داخلية وخارجية دقيقة للغاية، تتعالى فيها أصوات القمع الداخلي وتتصاعد وتيرة الاعدامات وتنطلق الاحتجاجات والانتفاضات في كل الشوارع والميادين العامة وتقف حركة المقاومة الايرانية مجاهدي خلق بقيادة السيدة مريم رجوي، كالطود الأشم، مدافعاً قوياً عن حرية الشعب الإيراني، ومناهضاً شرساً لدكتاتورية الملالي، وحارسًا أمينًا لكيان الأمة وصائنًا لسيادة تراب الوطن. وبديلاً ديمقراطياً قوياً وجاهزاً لقيادة إيران نحو مستقبل أفضل تسوده الحرية والديمقراطية والسلام والاستقرار.

فهذه المنظمة العتيدة ليست وليدة اليوم، بل تمثل أطول وأقوي مقاومة منظّمة في تاريخ إيران ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي، ظلت تناضل بدون انقطاع ليوم واحد أو حتى ساعة واحدة. فهي امتدادٌ لتاريخ مجيد كتبت سطوره بالدم والدموع والعرق عبر سنوات طويلة من النضال، وبثمنٍ باهظ ودماءٍ غزيرة وأرواح طاهرة وضحايا وشهداء لا مثيل لهم في تاريخ إيران.

قبل ستين عاماً، عندما كان النظام الدكتاتوري للشاه جاثماً فوق صدر إيران لسنوات متعاقبة، رافقها قمع لا ينساه أحد، لدرجة أن القبضة الحديدية التي حُكِمت بها إيران، لا تزال تداعياتها قائمة حتى الآن لاسيما في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي في ذلك الوقت وتحديدا في السادس من أيلول من العام 1965 انطلقت مسيرة منظمة مجاهدي خلق ككيان اسلامي ديمقراطي وطني. معتبراً مهمة تغيير نظام الشاه قضية مركزية تتطلب العزم والاستعداد الكبير للتضحية والنضال وقيادة الشعب الإيراني من اجل قيام نظام سياسي بديلا لنظام الشاه يلبي مطامح الشعب الإيراني  في التحرر الوطني وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحرة، وفي سبيل تحقيق تلك الغاية النبيلة خاضت منظمة مجاهدي خلق أكثر من خمسة عقود من النضال ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي وقدّمت أكثر من مائة ألف من اعضائها وأنصارها شهداء من أجل تحقيق طموحات الشعب الإيراني في الحرية والكرامة وحقوق الإنسان، وأصبحت  المنظمة اليوم محطة آمال الملايين من أبناء الشعب الإيراني ، كما أصبحت نقطة التقاء لمواجهة ظاهرة التطرف الديني والنظرة الضيقة الدينية التي يروّجها الملالي الحاكمين في إيران.. كما أن العالم أصبح مقتنعاً بضرورة الاعتراف بالمنظمة والتعامل معها بديلا لنظام الملالي الحاكم بالحديد والنار، ويكفي الاشارة في هذا الصدد الي أن معظم عواصم الدول تتعامل حالياً مع السيدة مريم رجوي رئيسة المقاومة الإيرانية وكأنها رئيسة دولة وليست زعيمة معارضة، ووتيرة الاعتراف بها علي المستويين الاقليمي والدولي تشهد تطورا ملحوظا.

وفي مقابل ذلك الاعتراف الذي تحظي به المقاومة الإيرانية، فان نظام الملالي تزداد معاناته يوميا من القطيعة والعقوبات وتقليص الاعتراف به والتعاون معه والتحفظ عليه.

 إن التطورات المتلاحقة في إيران داخلياً وخارجيا تشير الي أن النظام الإيراني المهترئ يسير نحو مزيد من التدهور والاضمحلال.. كما إن التظاهرات الحاشدة وموجات الغضب الشعبي المتصاعدة في مختلف أنحاء إيران ضدّ سياسات حكم الملالي تهدد بقرب سقوط النظام العاجز عن توفير أبسط احتياجات المواطنين الإيرانيين من المياه والكهرباء، بالرغم من أنه يمتلك ثاني أكبر احتياطي للغاز ورابع أكبر احتياطي للنفط في العالم، إلا أنه تعود علي صرفها في مشروعه النووي، إلى جانب تمويل الإرهاب وإشعال الحروب في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي.

ولكن هذه الاستراتيجية تواجه ضربات قاسية جعلت النظام يعيش أضعف مراحله داخلياً وإقليمياً ودولياً، وأصبح الطريق ممهداً ومعبداً أمام حركة المقاومة الإيرانية بقيادة المناضلة مريم رجوي لإسقاط دكتاتورية الملالي الحاكمة وإقامة إيران الديمقراطية والحرة.

اليوم وبعد مرور 60 عاماً علي تأسيس منظمة مجاهدي خلق نوجه التحية والاحترام لأرواح القادة العظام من شهداء طريق تحرير إيران من براثن الدكتاتورية، ونبارك الذكرى المجيدة لتأسيس المنظمة.

حاتم السر وزير سوداني سابق