مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):

أيام الرعب للنظام الايراني

طهران

يوم الجمعة 10 مارس، في اليوم الـ 176 للانتفاضة الوطنية ، نزل مرة أخرى آلاف المصلين من أهالي زاهدان إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة رغم الإجراءات القمعية، وتظاهروا وهم يهتفون “ نحن نتحداكم رغم اننا لا نمتلك سلاحا ”، “ لا لنظام الشاه  و لا لخامنئي، الديمقراطية والمساواة والحرية”، “أخي الشهيد سأخذ بثأرك”، “سأقتل من قتل أخي” و”الموت للحرس”. وحمل المتظاهرون لافتات كبيرة تقول “الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي”.

و من الجدير بالذكر بعد أن کان النظام الايراني يسعى کل جهده لإحياء المناسبات الوطنية والدينية المختلفة وإقامة الاحتفالات وإستغلالها من أجل تحقيق أهدافه والإيحاء للعالم بشعبيته، بل وحتى إن النظام قد قام بإفتعال المناسبات من أجل إستعراض قوته والتأکيد على شعبيته، لکن هذه الحالة کما يبدو لم تستمر طويلا وصارت مع مرور الزمن يبدو التضاٶل عليها واضحا بل وحتى إن مظاهر البهرجة باتت هي الاخرى تختفي رويدا رويدا ووصل الامر الى الحد الذي صار فيه النظام بعد أن کان يتحرق لإحياء وإقامة المناسبات يتخوف منها ويأخذ الحذر منها لأنها صارت بالنسبة له أيام الرعب!

الظلم الذي مارسه النظام الايراني بحق الشعب من مختلف النواحي حتى أوصل الشعب الى أسوء مايکون، صارت المناسبات بمثابة الاجواء المناسبة له لکي يعبر عن سخطه وغضبه على النظام وأن يعلن عن رفضه وکراهيته له خصوصا وإنه"أي الشعب الايراني"، ومنذ قيام هذا النظام لم يذق طعم الراحة والاطمئنان وصار يعاني من مختلف أنواع المشاکل والاوضاع السلبية من جراء إهمال النظام له وترکيزه على کل مايمکن أن يخدم مصالحه الخاصة ويضمن بقائه وإستمراره.

النظام الذي کان يعمل کل مابوسعه من أجل دفع الناس للحضور الى مناسبات من أجل إستغلالها لصالحه، بات يشعر بالخوف والرعب من أيام المناسبات ويضع قواته الامنية في حالة تأهب خوفا من حدوث تحرکات إحتجاجية أو إندلاع إنتفاضات، ومن دون شك فإن الوعود والعهود المعسولة التي أطلقها مٶسس النظام خلال الاعوام الاولى وکررها من بعده قادة النظام، ليس لم يتحقق منها شئ بل وحتى إن الاوضاع باتت تصبح أسوء من السابق من دون أن تشهد أي تحسن.

أکثر مشکلة عانى منها النظام وجعلته يتخوف من آثارها وتبعاتها هي إن المقاومة الِإيرانية کانت قد أعلنت في بدايات تأسيس هذا النظام عن إن هذه الوعود والعهود کاذبة وواهية وليست تحمل أية درجة من المصداقية وحذرت من إن هذا النظام هو إمتداد دكتاتورية الشاه ولکن بغطاء ديني مشبوه، وبعد أن تحققت هذه النبٶة وصار الشعب يدرك رويدا رويدا حقيقة أن هذا النظام لايهمه أي شئ سوى مصالحه، فإنه صار يخرج الى الشوارع والميادين في تحرکات إحتجاجية تتطور في أحيان الى إنتفاضات عارمة ضد النظام، ومن هنا فإن الذي نشهده هذه الايام هو حالة الرعب التي تسود أوساط النظام وحالة التأهب غير العادية للأجهزة الامنية من مناسبة"الاربعاء الاحمر"، حيث آخر يوم أربعاء في السنة الايرانية الحالية والتي صارت على الابواب، خصوصا وإن هذه المناسبة تتزامن مع جريمة تسمم بنات المدارس التي يسعى النظام حاليا للتهرب من مسٶوليتها والسعي من أجل إلصاق تهمة إرتکابها بجهات أخرى وهو أمر لايبدو أبدا إن النظام قد تمکن من إقناع الشعب به ولذلك فإنه يتخوف من أن تصبح هذه المناسبة وبالا عليه وتقلب الطاولة رأسا على عقب!