زيد بن يافع يكتب:
سلبيات الجنوب المتكررة
عام 2007 كنا نصلي في مسجد واحد وجميعنا على قلب رجل واحد وفجأه وجدنا انفسنا متلبسين في مشكلة بدون ذنب ودفع ثمنها نسيجنا الاجتماعي وروابطنا الاخوية واثر ذلك حتى على العلاقات الأسرية .
المشكلة أن الشيخ السلفي ابو الحسن الماربي الشمالي الذي يدير مركز في مارب قد اختلف مع الشيخ يحيى الحجوري الشمالي الذي يدير مركز في صعدة ، حيث وصف الحجوي ابو الحسن بالخارج عن السنة والجماعة .
انقسم مسجدنا في يافع الى قسمين وايضا اغلب المساجد السلفية في الجنوب : قسم مع ابو الحسن وقسم مع الحجوري فرفع السلام بين الأخوة فجأة وبدون سابق انذار ولسنوات استمر الخصام وكلا يحذر من الآخر داخل القرية الواحدة .
الملفت للنظر أنه أول ما بدأت المشكلة انقسم الجميع ولم نجد أحد من فريق أبو الحسن ينصح اخوه بفريق الحجوري على الأقل من باب دعوته الى الحق ولكن للأسف ما حدث هو قطيعة وابتعاد بل بعضها وصل للعراك واكثر من ذلك .
نفس الأمر في الأمور السياسية مجرد أن يحدث الخلاف بين مكونات او انتماءآت جنوبية او بين قيادات جنوبية ويبدأ الخصام الجميع يقطع التواصل وكلا يذهب الى طرف وينقسم الشعب بين الطرفين بطريقة تعصبية مناطقية فنؤجج المشكلة وكل يوم نمارس التعبئة الخاطئة والانقسام حتى نوصل مرحلة العداء الذي ينتهي بالاقتتال الاخوي .
لماذا لا نتعلم من الشمال : تجدهم شيعة واثناعشرية وزيدية وسنه اول ما يختلفون على مبدأ تجدهم لا يقطعون العلاقات بل يعززون اللقاءآت وتظل نقطة الخلاف بينهم مجرد روتين طبيعي ، الغريب بالأمر أنهم جميعهم السلفي والشيعي والسني والزيدي بخلافهم بمشاكلهم بجميع نوائبهم يجتمعون في صعيد واحد وفي جبهة واحدة ضد الجنوب او اي مصلحة عامة تجمعهم .
لماذا لا نتعلم منهم على الاقل حتى لا تدفع الاجيال القادمة ثمن فشلنا واحقادنا وتميزنا بصناعة الاعداء ، لماذا لا نتنازل لبعضنا حنى لا نكرر اخطاء الماضي التي ندفع ثمنها اليوم .
لماذا .. ؟