رئيس التحرير يكتب:

ليست حرب السعودية وحدها

تابعت خلال اليومين الماضين، العديد من التصريحات والمواقف (الإخوانية والحوثية)، والتلويح بالتحالف فيما بين الجماعتين الإرهابيتين، وهي بالمناسبة ليست جديدة، فالإخوان والحوثيون، أظهروا العداء للسعودية منذ وقت مبكر، وانا هنا لست بصدد الدفاع عن المملكة العربية السعودية، بقدر ما أحاول اشرح وجهة نظري.

كانت حرب الحوثيين منذ العام 2004م، موجهة ضد السعودية، التي تحضن آلاف اليمنيين، الكثير منهم يبحث عن "مصدر رزق"، وقلة قليلة تمارس الإرهاب وتهريب الممنوعات إلى هذا البلد الجار والشقيق.

أتذكر في العام 2011م، خطاب للناشطة الإخوانية الحاصلة على الجنسية التركية توكل كرمان، وهي تتوعد دول الخليج "بفوضى التخريب"، باستثناء قطر"، كما قالت هي.

يتحدث اخوان اليمن وحوثيها في اجندة واحدة "معاداة السعودية"، حاولت الرياض بشتى السبل مساعدة اليمنيين في الخروج من ازمة الصراع على السلطة، ومع ذلك "أصبحت المتهمة بقتل الرئيس الحمدي، وإنها تطمع في احتلال اليمن، مع ان شيوخ القبائل والمسؤولين الحكوميين (دون استثناء)، يستلمون مرتبات شهرية من السعودية، التي تصرف عليهم من خزينة شعبها.

ستون عاماً، والسعودية تصرف على اليمن، وشكلت لجنة خاصة لإدارة أمور اليمن، ومع ذلك، لم تخف نبرة العداء لها، حتى ارتمى الكثير من زعماء القبائل اليمنية في حضن إيران، التي لا تصرف أي شيء (غير السلاح لقتل اليمنيين فيما بينهم)، أو لاستهداف السعودية والجنوب.

 الطريف في الأمر ان شعارات استهداف السعودية لليمن وسعيها للاحتلال تترجم حرفيا في الجنوب، الذي يستهدف أهله بالحرب وفتاوى التكفير، والسبب ان أصحاب الشعارات أعلاه "يريدون استمرار استحواذهم على منابع النفط في شبوة وحضرموت.

على الرغم من التحالف العلني بين الإخوان والحوثيين منذ الزيارة الشهيرة إلى جرف مران بصعدة منتصف العام 2014م، والجميع يدرك ان الإخوان ليس الا أداة إيرانية أخرى، وان كانت يحركها طرف خليجي شقيق، لكن الاجندة جميعها تصب في مصلحة المشروع الإيراني والتركي.

أفرزت معركة مأرب الأخيرة، أن الاخوان والحوثيين يعملون وفق اجندة مشتركة، وان كان في ظاهرها "الاستفراد بالحكم بين الجماعتين، ضمن مخطط مشروع تقاسم النفوذ بين إيران وحليفتيها في الاقليم".

لكن محاولة الاستفراد هذه لن تنجح، ليس لأن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي واضح من اجندة الجماعتين (في صنعاء ومأرب)، لكن لأن هناك قوى يمنية فاعلة على الساحة (عسكريا وسياسيا)، وهذا ما يعززه موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الرافض لكل اشكال الاعتداءات على المملكة العربية السعودية، من قبل ميلشيات الحوثي الإرهابي.

استهداف السعودية لا يقتصر على الهجمات الصاروخية الإرهابية، بل يعمل الإخوان والحوثيون وفق اجندة مشتركة على تقويض اتفاقية الرياض، بهدف ضرب استقرار الجنوب، وتقويض واضعاف الدور السعودي في عدن، والمستفيد من ذلك، هم الإخوان المسلمون الذين يعتقدون ان "تقويض دور الرياض في عدن"، سيبرزهم للخارج بأنهم القوى السياسية والعسكرية الوحيدة إلى جانب الحوثيين، وهو ما يتضح من خلال تصريحات وتدوينات ناشطي وقيادات تنظيم الإخوان الذين يصورون للناس انهم الشرعية، وكل من يختلف عنهم "ميليشيات وانقلابيين وعملاء ومرتزقة".

لذلك نعود ونؤكد على ان هذه الحرب ليس حرب السعودية، بل هي حرب وجود، هي حرب الإمارات والبحرين ومصر والسودان والأردن وكل الدول العربية التواقة للأمن والسلام والاستقرار والازدهار.

والرياض تتحمل العبء الكبير على اعتبار انها القائد الإقليمي والعربي للمنطقة، وهي جدير بهذه الثقة.

- رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن