نصر محسن يكتب لـ(اليوم الثامن):

"هادي" هل كان جاداً في محاربة الحوثيين؟

العنوان اعلاه، قد يظنه البعض نوع من التحامل على الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، لكن سأحاول شرح ولو جزء بسيط من الاحداث التي سبقت وصوله إلى سدة الحكم أو تلك التي مددت له فترة الحكم من الخارج بصلاحية غير محددة.

في العام 2010م، كان الحوثيون عبارة عن مجموعات مسلحة تختبئ في الكهوف والجبال، ولولا سياسة "حلب البقرة"، التي مارسها النظام السابق، وهادي الرجل الثاني فيها، لكانت المليشيات الحوثية في خبر كان.

بعد فوضى الربيع العربي في اليمن، وتعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال في جامع النهدين، حين قرر حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر تصفية صالح في جامع الرئاسة بالنهدين، خلال صلاة الجمعة التي تخلف هادي عن حضورها، كيف لا يحضرها، وهو الرجل الذي كان ملازما لصالح في كل تحركاته، فهو نائبه والرجل الآمين.

في الـ21 من فبراير 2012م، كان عبدربه منصور هادي المرشح الوحيد والمدعوم من دول سعوديا وقطريا كرئيس توافقي لمدة عامين، وحين تسلم العلم اليمني من صالح، تعهد بالحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة اليمنية.

هادي الفائز في جولة انتخابات قاطعها الجنوبيون عن بكرة ابيهم، وهو ما سهل عملية تزويرها بشكل واسع حتى انه حصل على 99.9 % مع انه لا منافس له في انتخابات خاضها منفرداً.

تسلم السلطة او العلم كما قال لاحقا، "لم استلم دولة فقط استلمت العلم"، شرع في دعوة كل القوى اليمنية إلى مؤتمر الحوار اليمني، كان الحوثيون هم المستفيد الوحيد منه، خلال سنة من الجدال والصراخ في قاعدة فندق موفمبيك بصنعاء، أعلن هادي على غير موعد انتهاء مؤتمر الحوار، ولكن بعد ان حصل الحوثيون على مبتغاهم في انهم أصبحوا قوة سياسية، وحصلوا على اعتذار عن الحروب التي خاضها النظام ضدهم في جبال صعدة.

 

لم ينتج المؤتمر أي حلول، غير انه صنع لنا كوارث اسمها أعضاء حكومة، فكل من شارك في المؤتمر كانت له الألوية في المناصب وحتى الهبات المالية، أنتهى مؤتمر الحوار دون حلول، وكانت بعد ذلك مهمة أحمد عوض بن مبارك، الذي قال لهادي "رحت الجنوب وقابلني واحد قال انته احمد عوض بن مبارك الذين بعتوا الجنوب، قلته ليس الجنوب حق أمك، رد عليه هادي، .... اماتهم انا جنوبي ليش ما هن هم جنوبيين".

كان بن مبارك يدرك انهم باعوا الجنوب بمشروع التقسيم، وحين كانت دولة الأقاليم الستة في طريقها الى الإعلان، كان جماعة الحوثي، قد حددت هدفها، وبطريقها غامضة "احمد بن مبارك مخطوف من قبل الحوثيين"، كيف وقع هذا، ولماذا لم تتصدَ حراسته لمجموعة من العناصر الحوثية، ثم كيف افرج عنه، وما هو المقابل.

في الـ7 من يوليو 2014م، كان الحوثيون قد احكموا قبضتهم على محافظة عمران، ومقتل قائد اللواء حميد القشيبي، فيما هادي يبشر اليمنيين بانها قد عادت الى حضن الدولة.

لو لم يقترب الحوثيون من الرئاسة اليمنية لما احتاجوا لكل هذه الحروب المدمرة، كان بالإمكان ان يبقوا هادي رئيسا في صنعاء دون انقلاب، خاصة وان الأخير قد بدأ تعاطفا معهم وأجرى اتصالات بطهران لتنسيق ادخال شحنة وقود الى اليمن بدون ضرائب.

كل الحروب التي شهدتها اليمن تؤكد ان هادي لم يكن جادا على الأقل في محاربة الحوثيين او هزيمتهم بل على العكس ظل يدعوهم للسلام طوال الخمس السنوات الماضية.