احمد النويهي يكتب:

حرب مذهبية بطلاء جمهوري!!

يعود سبتمبر العشق منهكاً وليس كما يقول صاحب النشيد: "عاد أيلول غرة في جبين الدهر تزهو به السنين حيارى".

يعود سبتمبر والانظار تتجه إلى مشارف مأرب الجريحة والذبيحة بسواطير القِبلة..

اجترحت قبائل مأرب حرب بطولة أمام صلف وتعنت وعربدة مليشيا الكهنوت كامتداد طبيعي وطليعي لقانون وجدلية الصراع..

بين ضدين.. تتنافر الجهات وتتفق الجماعات الدينية.. الانسحاب بأثر رجعي تعزيزا لخط الانكسار المائل عند معبد الشمس..

يحتشد الإخوان بعد أن تركوا مأرب تواجه مصيرها المحتوم على أطراف شقرة في محاولة مستميتة للوصول إلى عدن كهدف استراتيجي لإسقاط اتفاق الرياض الذي رعته دول التحالف العربي..

لدى الإخوان كتنظيم أجندات، وسبق وساهموا في وأد مشاريع وطنية عملاقة من وأد الدستور إلى دفن الوحدة إلى اغتيال وثيقة العهد والاتفاق إلى خيانة ثورة الشباب وخذلانها إلى تمزيق وثيقة بناء الدولة المدنية ووثيقة مؤتمر الحوار الوطني..

شريك فاعل في الهدم وحزب جيد في صناعة التحولات والتحالفات الموسمية على أسس الفيد والغنيمة والاقتطاع.. يعيش الإخوان ومعظم الجماعات الانكشارية في" كانتونات" وليس بوسع التنظيمات الإرهابية القبول بفكرة دولة مدنية..

مليشيا الانقلاب تنفذ على الأرض عملياً قراراً اتخذته قياداتها ومرجعيات وحوزات الصفوة بإسقاط مأرب قبل 21 سبتمبر كيوم اعتبره قادتها يوم الثورة على الجرعة..

على الاتجاه المعاكس يذهب طموح الشق السني من الجماعة الدينية جناح الضم نكاية بالسربلة للوصول إلى عدن كميناء وعاصمة للزيت..

فرطت قيادة الجيش الإخواني وربما كان في صميم مهماتها وفق خارطة التحالفات إتاحة الفرصة لمليشيا صنعاء الوصول لمناطق الشافعية الأكثر شراسة في مواجهة الزحف الزيدي..

الإخوان ما زالت تعشعش بخيالاتهم حربهم الانكشارية ضداً على الشيوعية وقد تحولت عدن حاضنة للسلفية الجهادية..

 عدن.. هاجس بخيال جيش تنظيم الدولة الإرهابي الذي يقوده السُني علي محسن صالح نائب الرئيس الشافعي الأقرب والمصنف بحسابات الجماعات ميله وانحداره من الزمن الشيوعي..  

البيضاء هي الأخرى دفعت ثمناً باهظاً دفاعاً عن جمهورية حسبت من نصيب الشوافع.. جرى تعديل مزاجها باتفاقية الطائف الثانية..

لم تنجح الجمهورية في رسم ملامح مجتمع انهكته أزلية الصراع المزمن والذي أخذ أكثر من شكل ولون وشعار..

 من سبتمبر 1962 وحتى سبتمبر 2014، خاض اليمنيون اعتراكات عقيمة افضت لكل هذه التشظيات المنبعجة في الرفات..

ثمة حرب تسعرها الجماعات الدينية بتنوعاتها المذهبية والطائفية ضداً على المشروع الوطني الذي ما زالت حواضنه ممزقة وغير قادرة على النشأة والارتقاء بمفهوم القوى الدينية لتتحول لقوة مدنية تصبح رافعة للنظام والقانون..

 أين نقف الآن؟

 يحتشد محور تعز على مشارف الحُجرية ريف عدن بعد سل السواطير لاقتحام اللواء 35 مدرع ليواصل صياغة حلم التمكين والإجهاز على ميناء الزيت في "البريقة" عبر مدفعية جرى نصبها قبل أيام بعد فصل رأس طبيب كان الابن الأكبر لرئيس عمليات لواء تم اغتيال قائده ليضمن الإخوان طريقاً مفروشاً بالرمل إلى عدن..

استعادة الشرعية وقد تناثرت الكتلة التاريخية للثورة اليمنية الخالدة بين براثن القوى المتطرفة أمر ليس بالسهل ولن يكون ذلك المفروش بالورد..

على مشارف فصل الخريف تتساقط الكثير من الأوراق لتتعرى الوجوه..