طالب بالتحقيق في ملف محطات النفط العشوائية ومزاعم الانتهاكات..

هاني بن بريك: الإمارات لعبت دوراً محورياً في تحرير الجنوب من نفوذ الإخوان

في وقت تتصاعد فيه حدة الجدل حول مسارات الصراع في اليمن وتعقيدات التحالفات الإقليمية، تعود تصريحات قيادات جنوبية إلى الواجهة لتعيد فتح ملف أدوار القوى الفاعلة وحدود الشراكة السياسية والعسكرية، في ظل واقع أمني هش وتوازنات إقليمية دقيقة.

نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك

أبوظبي

قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، الثلاثاء، إن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورًا محوريًا في مساعدة قوات الجنوب على التخلص من نفوذ تنظيم الإخوان، معتبرًا أن ذلك شكّل أحد العوامل الأساسية التي أسهمت في تحرير الجنوب خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة بتعقيدات المشهد العسكري والسياسي في اليمن.

وأوضح بن بريك، في تصريحات سياسية لافتة، أن التقليل من خطورة تنظيم الإخوان يعكس إما جهلًا بطبيعة التنظيم أو تجاهلًا متعمدًا لدوره، مشيرًا إلى أن محافظة مأرب ظلت منذ اندلاع الحرب تحت سيطرة الإخوان، وأن الحكومة الشرعية لا تسيطر فعليًا سوى على ثلاث مديريات فقط، في حين سقطت بقية المديريات بيد جماعة الحوثي، في مشهد يعكس، بحسب وصفه، فشلًا بنيويًا في إدارة المعركة ضد الجماعة المسلحة.

وأضاف أن تنظيم الإخوان يمثل عدوًا تاريخيًا للدول العربية، وأن مشروعه السياسي لا يقوم على الشراكة أو بناء الدولة الوطنية، بل يستهدف إزالة الحكومات القائمة واستبدالها بسلطة تنظيمية عابرة للدول، وهو ما يجعله، من وجهة نظره، مصدر تهديد مستمر للاستقرار الإقليمي وليس مجرد فاعل محلي في صراع داخلي.

وفي ما يتعلق بالعلاقات الإقليمية، أكد بن بريك أن العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات كانت منذ تأسيس المجلس علاقة إيجابية قائمة على التفاهم والدعم، مشددًا في الوقت نفسه على حرص قيادة المجلس على إبقاء العلاقات مع المملكة العربية السعودية في أعلى مستوياتها، باعتبارها طرفًا رئيسيًا في التحالف العربي وداعمًا أساسيًا لمسار مواجهة الحوثيين.

ودعا بن بريك المجتمع الدولي إلى إرسال لجان تقصي حقائق للتحقيق في ملف محطات النفط العشوائية، التي قال إنها شكّلت أحد مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، مطالبًا كذلك بالتحقيق في المزاعم المتعلقة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، في إشارة إلى ما يصفه المجلس بمحاولات تشويه صورته سياسيًا وحقوقيًا.

وشدد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على أن جميع بيانات المجلس أكدت التزامه بمسار التحالف العربي وأهدافه، إلا أنه اعتبر أن استمرار استباحة الأراضي الجنوبية، وتهديد السكان، واستهداف القيادات السياسية والعسكرية، يمثل خطًا أحمر لا يمكن القبول به أو التغاضي عنه تحت أي ذريعة، في ظل ما وصفه بتعقّد المشهد الأمني وتداخل المصالح المحلية والإقليمية في اليمن.