يوم دامِ في عدن بتحريض حكومي

جريمة بشعة هزت العاصمة الجنوبية عدن، اثر هجوم جبان استهدف مركز البحث الجنائي في حي خور مكسر، صباح أمس الأحد الذي كان يوماً دامياً وحزيناً للغاية.

كان أهالي عدن يتابعون بقلق الاشتباكات الدائرة داخل أروقة البحث الجنائي، وهناك من يتساءل "ما ذنب أهالي عدن لكي يتم إرهابهم؟".

الأحد الدامي كان حدثاً أكد أن الجنوبيين مهما اختلفوا سوف يجتمعون من أجل الوطن الذي طالما هتفوا باسمه في الساحات، وناضلوا من أجله في مختلف بقاع الجنوب الحبيب.

فمن راهن طوال الأعوام الثلاثة على تفرقة الجنوبيين وتناحرهم وانقسامهم إلى فرق واحزاب، نكاية بالوحدة الجنوبية في معركة التصدي للعدوان اليمني الثاني في العام 2015م، فشل الأحد، واعترف بهزيمته حين اتحد  كل الجنوب في معركة استعادة الأمن والاستقرار للعاصمة عدن.

شاهدت العميد عادل الحالمي رفيق النضال والساحات وهو يقف مع رفاق دربه، وهو الذي تم اقالته من منصب مدير شرطة لحج، لكن الحالمي كما عهدته استجاب لنداء الوطن وهب للدفاع عن عدن الحبيبة الحزينة.

لا شك في أن ما حصل هو انتقام من الحكومة الشرعية واتباعها الذين دأبوا على التحريض ضد الجنوب وشعبه لا لشيء ولكن لكي تبقى يد النهب والسلب باقية تنهش في الجنوب وأهله.

هب قادة ورجال الجنوب من اللواء شلال شائع إلى العميد ناصر العنبوري إلى العميد عادل الحالمي والعقيد علي الذيب الكازمي وكل الرجال الذين دافعوا عن عدن وأهل عدن ضد سياسة الترهيب التي تمارسها صنعاء ولا أحد غير صنعاء.

 في الجنوب ليس هناك عدو الا (صنعاء) جيراننا الذين توحدنا معهم من أجل ان نصبح أكثر قوة في يمن تسوده الحكمة، ويكون قادته وساسته أكثر حكمة وإيماناً، لكن ذلك لم يحدث، لقد شهدنا إجراماً وتدميراً يصوب نحو بلادنا وأهلنا.

كانت الحرب الأولى في منتصف تسعينات القرن الماضي أكثر دموية، وظن الجنوبيون أن عهدا من القتل والدمار ذهب بغير رجعة، فما هي الا بضع سنوات قليلة حتى عاد القتل والتنكيل بقادة رجال الجنوب، تلت ذلك حرب أخرى كانت أكثر دموية ولا تزال آثارها إلى الساعة.

الجنوبيون أثبتوا أنهم أكثر تسامحاً من الاشقاء في صنعاء، فلو افترضنا أنّ الحروب التي شنت على عدن كانت على صنعاء، أعتقد أن كل الشمال كان ليتحول إلى مشاريع انتحارية مفخخة لاستهداف الجنوبيين، ولكن إلى اليوم الجنوب يتعرض لمشاريع الموت القادمة من صنعاء، فلا إسرائيل ولا إيران تستهدفنا، والدليل التحريض الإعلامي المتواصل ضد الجنوب.

تتعرض الأجهزة الأمنية في الجنوب وعدن لهجوم متواصل، حاولوا النيل من اللواء شلال شائع هو أول مسؤول عدني يرأس جهاز الشرطة في المدينة، حاولوا تغذية الصراع المناطقي فكان الجنوبيون أكثر لحمة ووحدة وتسامحاً، يكابرون على نسيان الماضي لأنهم يتوقون إلى وطنهم الذي طالما حلموا بالعيش تحت رايته احراراً.

الشهيد القائد علي الجحافي لا اعرفه شخصياً ولكن بعد استشهاده تداول الكثير من المدونيين على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراته وهو يحض على نبذ التفرقة والمناطقية، يقول "نريد وطننا الجنوب، لم يحرض أحد على جنوبي"، كان يحلم بدولة الجنوب ليست تلك الدولة التي حكمها عبدالفتاح اسماعيل ورفاقه بل دولة الجنوب التي يعيش فيها أبناء الجنوب متعايشين ومتحابين، وليست دولة الاشتراكي الحزب الدموي ولا دولة وحدة (الإصلاح والمؤتمر).

في الأخير نترحم على الشهداء الذين سقطوا ونتمنى الشفاء للجرحى والخزي والعار للحكومة اليمنية وقادتها الذين لم يقدموا لعدن التي احتضنتهم غير التحريض على أهلها نكاية وانتقاماً من الانتصار الذي تحقق في معركة التصدي للعدوان اليمني.

حفظ الله الجنوب وأهله وقادته ورجاله وأبطاله ونساؤه واطفاله وجنب بلادنا كل مكروه.. آمين.