"الصحة تبدأ بكوب ماء"..
كيف تحمي نفسك من الجفاف؟.. إرشادات خبيرة تغذية لمواجهة حرارة الصيف
"لا تعتمد على المشروبات الغازية أو السكرية كبديل للماء، لما لها من تأثير عكسي، وفي أوقات الذروة الحرارية، تجنب النشاط البدني الشاق، وزوّد الجسم بالسوائل قبل الشعور بالعطش"

أهمية الترطيب.. دليلك للحفاظ على صحتك في مواجهة الجفاف وعدن تسجن أهلها بلا جدران

يُعد الماء شريان الحياة، وعن ذلك يقول الله تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، في تأكيد ربّاني على محورية هذا العنصر في بقاء الإنسان وسائر الكائنات. ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في منطقتنا العربية، وتزايد تأثير التغيرات المناخية، تصبح مسألة الترطيب والمحافظة على نسبة كافية من السوائل داخل الجسم ضرورة صحية لا تحتمل التأجيل.
في هذا السياق، قدّمت الدكتورة رقية أبو طالب، أخصائية التغذية العلاجية، دليلًا مبسّطًا وفعّالًا يمكن من خلاله تجنّب خطر الجفاف، خصوصًا في البيئات الحارة وشبه الجافة كالبيئة اليمنية، التي يزداد فيها فقدان السوائل من خلال التعرق وفقدان الشهية وشحّ مصادر التبريد.
واشارت أبوظالب إلى أنن الإرشادات الصحية تؤكد الكمية اليومية الموصى بها من السوائل تختلف بحسب الجنس والعمر ومستوى النشاط البدني والظروف البيئية. عمومًا، تحتاج النساء إلى نحو 2.7 لتر من السوائل يوميًا، فيما يحتاج الرجال إلى حوالي 3.7 لتر. هذه الكمية لا تقتصر فقط على الماء، بل تشمل جميع المشروبات وحتى السوائل الموجودة في الفواكه والخضروات.
وقالت " في موجات الحر الشديد أو عند ممارسة الرياضة، ترتفع هذه الاحتياجات بشكل كبير. لذلك، ينبغي الانتباه إلى مؤشرات الجفاف، وأبسطها لون البول؛ فكلما كان اللون فاتحًا، دلّ ذلك على ترطيب جيد، بينما يشير اللون الداكن إلى نقص السوائل في الجسم، وهو إنذار لا يجب تجاهله.
ولفتت إلى أن من الأخطاء الشائعة التي يحذر منها خبراء التغذية، الاعتماد على المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي، والتي تُعد من مدرات البول، وتؤدي إلى فقدان السوائل بدلًا من تعويضها. في المقابل، تنصح د. أبو طالب بالتركيز على الأطعمة الغنية بالماء والمعادن مثل البطيخ، الفراولة، الخيار، والخس، والتي تلعب دورًا مزدوجًا في الترطيب وتزويد الجسم بالبوتاسيوم والصوديوم المفقودين أثناء التعرق.
وتُعد بعض الفئات أكثر عرضة لخطر الجفاف، وفي مقدمتها الأطفال والرياضيون. تظهر عليهم الأعراض بسرعة، وتشمل الدوخة، الإرهاق، الصداع، وتيبّس الفم أو جفافه. وهنا تشدد الأخصائية على أهمية تقديم الماء للأطفال بكميات صغيرة وعلى فترات متقاربة، لتسهيل امتصاصه من قبل الجسم.
ومن النصائح المهمة كذلك: لا تعتمد على المشروبات الغازية أو السكرية كبديل للماء، لما لها من تأثير عكسي، وفي أوقات الذروة الحرارية، تجنب النشاط البدني الشاق، وزوّد الجسم بالسوائل قبل الشعور بالعطش.
في الختام، فإن الترطيب اليومي المنتظم ليس رفاهية، بل ضرورة صحية وأساسية لا غنى عنها. وتكمن القوة في العادات الصغيرة؛ كوب ماء بارد، فاكهة غنية بالرطوبة، ووعيٌ بالمخاطر الخفية للجفاف. ومن خلال هذه الخطوات البسيطة، يمكننا حماية صحتنا وضمان أداء بدني وعقلي أفضل، حتى في أكثر الأيام حرارة.
من جانب أخر، قالت د. أشجان الفضلي، المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، خلال محاضرتها في منتدى اليوم الثامن الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي مع أكثر من 40 امرأة يمنية، إن الوضع في مدينة عدن يعكس واقعًا مؤلمًا يتسم بقيود غير مرئية تكبل حياة سكانها يوميًا.
وأضافت الفضلي أن تدهور الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، إلى جانب انقطاع الرواتب لفترات طويلة، جعل من أبسط حاجات الناس اليومية معارك صعبة، وأضحى الحصول على هذه الخدمات حلمًا بعيد المنال، مما يثقل كاهل المواطنين نفسيًا ومعيشيًا على حد سواء.
وشددت على أن هذه الأزمات ليست مجرد مشاكل خدماتية، بل هي جدران تحاصر الناس وتقتل الطموح، مما يدفع الكثيرين إلى التفكير في الهجرة أو البحث عن طرق للبقاء على قيد الحياة وسط هذه الظروف القاسية.
وأكدت أن الحلول العاجلة تبدأ بصرف الرواتب وتأمين الخدمات الأساسية، لأن هذه الحقوق هي مسؤولية الدولة وليست منّة تُقدم للمواطنين. وأوضحت أن مؤسسة اليوم الثامن ملتزمة بدعم جهود إعادة الحياة إلى عدن وتمكين سكانها، وخاصة النساء، اللاتي يكنّ عماد المجتمع وقوام الصمود.
وختمت تصريحها بالتأكيد على ضرورة تحرك الجهات المختصة فورًا لإزالة هذه القيود غير المرئية، وبناء مستقبل أفضل يليق بكرامة أهل عدن.