سياسي إيراني بارز يكشف لـ"اليوم الثامن" أن بديل النظام جاهز وسقوطه مسألة وقت..
"الضربات كشفت زيف القوة".. المعارضة الإيرانية تقرأ التصعيد الإسرائيلي – الأمريكي ضد نظام طهران
"إيران الحرة القادمة لن تتدخل في شؤون الآخرين، ولن تكون قاعدة لتصدير الفوضى أو الإرهاب، بل شريكًا للسلام والتنمية في الشرق الأوسط، والنظام الإيراني يعيش لحظة السقوط نتيجة تراكم الأزمات الداخلية والانكشاف الإقليمي المتسارع"

يقول داعي الإسلام إن نظام إيران على مفترق طرق أزمة السقوط والبديل المقاومة - اليوم الثامن

كشفت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات عن موقف المعارضة الإيرانية حيال تطورات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، والضربات التي تلقاها النظام في طهران خلال الأشهر الأخيرة، وذلك في مقابلة خاصة أجرتها مع حسين داعي الإسلام، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وأحد أبرز الوجوه السياسية المناهضة لنظام ولاية الفقيه.
وفي حديثه لـ(اليوم الثامن)، أكد داعي الإسلام أن النظام الإيراني يعيش مرحلة تاريخية حرجة، وصفها بأنها "لحظة السقوط" نتيجة تراكم الأزمات الداخلية والانكشاف الإقليمي المتسارع.
وقال:"هذه ليست مجرد انتكاسة عسكرية أو سياسية، بل انهيار لمشروع استبدادي توتاليتاري حاول فرض نفسه على شعوب المنطقة لأكثر من أربعة عقود".
وأشار إلى أن الفساد البنيوي والقمع الوحشي وتدهور الاقتصاد قد أفرزوا حالة سخط شعبي متنامية، ترجمتها الانتفاضات الكبرى في أعوام 2018 و2019 و2022، إضافة إلى النشاط الميداني المتصاعد لوحدات المقاومة التابعة للمجلس الوطني.
وحول مستقبل النظام، شدّد داعي الإسلام على أن البديل الجاهز هو المقاومة الإيرانية، التي تملك رؤية متكاملة لما بعد السقوط، تقوم على إقامة جمهورية ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة، وتحترم حقوق الإنسان، وتؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل، وتضمن الحقوق القومية.
وأوضح أن المقاومة، بقيادة السيدة مريم رجوي، أعدّت منذ سنوات خارطة طريق مفصلة، تتضمن إجراء انتخابات حرة وتشكيل مجلس تأسيسي خلال ستة أشهر من سقوط النظام.
"لا نؤمن بالبدائل المفروضة من الخارج. تجربتنا نابعة من نضال طويل وتضحيات حقيقية على الأرض"، قال داعي الإسلام، في إشارة إلى آلاف الشهداء والمعتقلين الذين سقطوا في مواجهة نظام الشاه أولًا، ثم نظام الملالي.
وفي سياق متصل، اعتبر داعي الإسلام أن الحرب الجارية بين إسرائيل والنظام الإيراني كشفت هشاشة دعاية النظام بشأن "محور المقاومة"، قائلاً: "خامنئي لم يعد يُنظر إليه كقائد أو مرشد، بل كمصدر للأزمات في الداخل والخارج، والنظام الآن يقاتل من أجل البقاء، لا من أجل القدس".
واتهم النظام باستغلال المذهب الشيعي والإسلام لتبرير حملاته القمعية داخليًا وتدخله في شؤون دول الجوار، مشددًا على ضرورة نزع الغطاء الديني عن المشروع السلطوي القائم في طهران.
وفي ختام المقابلة، وجّه داعي الإسلام رسالة إلى شعوب المنطقة، مؤكدًا أن إيران الحرة القادمة لن تتدخل في شؤون الآخرين، ولن تكون قاعدة لتصدير الفوضى أو الإرهاب، بل شريكًا للسلام والتنمية في الشرق الأوسط.
وحسين داعي الإسلام، هو عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وسجين سياسي سابق في عهد الشاه، سلط الضوء على التحولات العميقة التي تشهدها إيران، ودور المقاومة في بلورة مستقبل ديمقراطي بديل.
يتناول داعي الإسلام في حديثه أسباب تعمق أزمة النظام، وعلى رأسها الفساد البنيوي، والعنف السلطوي، والانهيار المتسارع لنفوذه الإقليمي، مشيرًا إلى أن وحدات الانتفاضة باتت تمثل عنصرًا حاسمًا في كسر قبضة النظام القمعية. كما يستعرض رؤية المقاومة لإيران الغد، المستندة إلى برنامج سياسي واضح يقوم على الفصل الكامل بين الدين والدولة، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
وتكشف هذه المقابلة عن الجذور العميقة للأزمة الإيرانية، كما تستعرض ملامح التغيير القادم من الداخل، مؤكدة أن الشعب الإيراني، بدعم من مقاومته المنظمة، هو القوة المحورية في رسم مستقبل بلاده، بعيدًا عن استغلال الدين كغطاء للاستبداد أو كأداة للهيمنة في الداخل والخارج.
1.كيف تقيّمون الوضع الحالي للنظام الإيراني وما هي أبرز مؤشرات أزمة السقوط؟
قبل اندلاع الحرب الحالية، كان نظام الملالي في إيران يواجه أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة وفسادًا هيكليًا متجذرًا، حتى أن الخبراء والمسؤولين داخل النظام أنفسهم أقرّوا بأنها أزمات فائقة أو "عملاقة"، تفوق قدرة النظام على الحل والمعالجة، محذّرين من اندلاع انتفاضات شعبية كبرى قد تهدد بقاء النظام.
المعاناة الاقتصادية للمواطنين، إلى جانب القمع الوحشي وتنفيذ أحكام الإعدام، قد ولّدت حالة من السخط الشعبي العارم داخل إيران، حيث باتت مطالبات إسقاط النظام تعلو في كل مناسبة. وقد أثبتت الانتفاضات الشعبية في الأعوام 2018 و2019 و2022، بوضوح تام، أن الشعب الإيراني لم يعد يقبل بهذا الحكم الاستبدادي، وأنه عازم على إسقاطه.
وخلال العام ونصف العام الماضي، تلقى النظام ضربات قاسية في المنطقة، أدت إلى انهيار جزء كبير من منظومته الدفاعية الإقليمية. كما أن الحرب الأخيرة وجهت له صدمات إضافية، دخل على إثرها نظام الملالي في مرحلة غير مسبوقة من التأزم والتفكك الداخلي. ويُتوقّع أن تشهد الفترة المقبلة تطورات كبيرة على صعيد مستقبل هذا النظام.
من الجدير بالذكر أن الحرب الأخيرة كشفت – أكثر من أي وقت مضى – زيف دعاية النظام المستمرة على مدى 46 عامًا. فـ"علي خامنئي"، الذي كان يقدّم نفسه كخليفة لله على الأرض ويستغل الدين والمذهب لقمع الشعب الإيراني وقتل شعوب المنطقة، وجد نفسه الآن في قلب عاصفة من الصدمة والاضطراب. هذه ليست مجرد هزيمة عسكرية أو سياسية، بل انهيار لمشروع أسطوري توتاليتاري حاول أن يفرض نفسه على شعوب المنطقة.
ولهذا السبب، أطلق النظام في الأيام الأخيرة موجة شرسة من الاعتقالات والتهديدات والتعذيب والإعدامات في محاولة يائسة لترميم أركانه المتصدعة. لكنه يصطدم اليوم بمجتمع إيراني أكثر وعيًا وتنظيمًا واستعدادًا من أي وقت مضى. فإذا كانت وتيرة المواجهة الاجتماعية مع النظام تسير ببطء قبل الحرب، فإنها اليوم تسير بخطى
2.ما هي خصائص البديل الحقيقي ولماذا لا يمكن للبدائل الافتراضية والهشة أن تكون بديلاً فعلياً؟
البديل الحقيقي ينطلق من نضال تاريخي ومنظم، ويتمتع بقيادة كفوءة، وتنظيم متماسك، وقاعدة اجتماعية عريضة، واستقلال سياسي ومالي، وبرنامج واضح للمستقبل، وسمعة دولية راسخة. وقد أثبتت تجارب العقود الماضية أن البدائل الافتراضية أو المصطنعة، أو ذلك البديل الذي يُفرض من قبل القوى الخارجية، لا تؤدي إلا إلى إضعاف الانتفاضات الشعبية وخدمة بقاء النظام، ولا يمكنها أن تلبّي تطلعات الشعب الإيراني الحقيقية.
3.ما هو دور وحدات الانتفاضة وشبكات المقاومة في التحولات الداخلية الإيرانية؟
تُعتَبر وحدات الانتفاضة المحرك الأساسي للحركة الاحتجاجية والمقاومة المنظمة في إيران، حيث تضطلع بدور محوري في كسر حاجز الخوف لدى المواطنين وتنظيم المظاهرات الشعبية وتوجيهها نحو هدف واضح يتمثل في إسقاط النظام. ويُشكل انخراط أعداد متزايدة من الشباب في هذه الوحدات مصدر قلق متصاعد للنظام، ما دفعه إلى تكثيف القمع وحملات الاعتقال، غير أنّ موجة الانضمام إلى صفوف المقاومة ما تزال في تصاعد مستمر، في مؤشر على تنامي الوعي الشعبي والإصرار على التغيير.
وفي عام 2024 وحده، نفّذت وحدات المقاومة، التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، ما مجموعه 3,077 عملية ميدانية استهدفت مقارّ وقواعد الحرس الثوري وسائر الأجهزة القمعية التابعة للنظام. إضافة إلى ذلك، شهدت المدن الإيرانية تنفيذ أكثر من 39,000 نشاط رمزي شجاع، شمل إحراق صور ورموز النظام، وتعليق صور وملصقات لقادة المقاومة على الجسور، وكتابة الشعارات والرسم الجداري في الأماكن العامة.
تعكس هذه الأنشطة التصاعد الملحوظ في روح التحدي والجرأة لدى الشارع الإيراني، واتساع رقعة المقاومة المنظمة في مختلف أنحاء البلاد، الأمر الذي شكّل ضغطًا نفسيًا وأمنيًا كبيرًا على النظام. وتتميّز وحدات المقاومة بقدرتها الفريدة على التحرك من داخل النسيج الاجتماعي الإيراني، ما يمنحها قدرة كبيرة على إشعال شرارة الانتفاضات وتنظيمها وتوجيهها بشكل مدروس، مستندة في ذلك إلى شبكاتها المعلوماتية والاجتماعية والتنظيمية المنتشرة على نطاق واسع.
كما تلعب هذه الوحدات دورًا حيويًا في حماية الحركات الاحتجاجية وتوجيهها بذكاء وديناميكية عالية، ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في معادلة التغيير السياسي والاجتماعي داخل إيران، ويمنحها موقعًا متقدّمًا في قلب المشروع الوطني الرامي إلى تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة.
4.لماذا تعتبر مسألة البديل والقيادة حاسمة في الظروف الراهنة؟
في ظل اقتراب النظام من السقوط، تصبح مسألة وجود بديل ديمقراطي ووطني هي القضية الأساسية للمجتمع الإيراني. غياب هذا البديل يعرض أي انتفاضة لخطر الانحراف أو المصادرة أو العودة إلى الماضي. البديل الحقيقي، عبر تقديم استراتيجية وبرنامج عملي، قادر على قيادة الانتفاضة نحو النصر ومنع تكرار تجارب الماضي المؤلمة.
5.ما هو دور التجربة التاريخية للمقاومة الإيرانية في شرعية البديل؟
المقاومة الإيرانية، بسجلها الممتد لأكثر من ستة عقود من النضال المستمر ضد دكتاتوريتين، وتقديم عشرات الآلاف من الشهداء والسجناء السياسيين، أثبتت شرعيتها التاريخية. لم تكتفِ هذه المقاومة بالصمود أمام القمع والإعدام، بل قدمت أيضاً برنامجاً متكاملاً لمستقبل إيران وحازت على ثقة المجتمع وشرائحه المختلفة.
6.ما هو برنامج وخارطة طريق المعارضة لمرحلة الانتقال ومستقبل إيران؟
أعدّ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، منذ أكثر من أربعة عقود، برامج وخططًا شاملة ومفصّلة لرسم ملامح إيران حرّة في المستقبل. وقد قدّمت السيدة مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، خلاصة هذه الرؤية في خطتها ذات النقاط العشر التي أعلنتها عام 2006 أمام البرلمان الأوروبي.
ترتكز هذه الخطة على مجموعة من المبادئ الأساسية، في مقدّمتها: إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على الفصل الكامل بين الدين والدولة، وتحقيق المساواة التامة بين المرأة والرجل، وضمان الحكم الذاتي للقوميات الإيرانية، وإلغاء عقوبة الإعدام، وترسيخ استقلال القضاء، والتأكيد على جعل إيران بلدًا غير نووي، يدافع باستمرار عن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب هذا البرنامج، سيتم تشكيل "مجلس تأسيسي وتشريعي وطني" في موعد أقصاه ستة أشهر بعد إسقاط النظام القائم، وذلك من خلال انتخابات حرّة، مباشرة، متساوية وسرّية، يشارك فيها جميع أبناء الشعب الإيراني. ومع تشكيل هذا المجلس، تنتهي مهمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والحكومة الانتقالية المنبثقة عنه، ليباشر المجلس التأسيسي مهامه في صياغة دستور الجمهورية الجديدة، بما يضمن مستقبلًا ديمقراطيًا حقيقيًا لإيران.
7.ما هو موقع المرأة والشباب في المقاومة ومستقبل إيران؟
تلعب النساء والشباب دوراً محورياً في بنية المقاومة وقيادتها. وجود آلاف النساء في مواقع القيادة والكادر يشكل مصدر إلهام للجيل الجديد وضمانة لمشاركة حقيقية لجميع شرائح المجتمع في مستقبل إيران. هذا الحضور يجسد تغييراً جذرياً في بنية السلطة والثقافة السياسية في البلاد.
8. كيف يمكن تجنب تكرار تجارب الماضي والعودة إلى الديكتاتورية؟
الضمانة الوحيدة لتجنب إعادة إنتاج الديكتاتورية هي وجود بديل ديمقراطي، شعبي ومستقل، متجذر في نضال وتضحيات الشعب. هذا البديل، من خلال برنامجه الشفاف وبنيته التشاركية وضمانه لحقوق الجميع، يمنع مصادرة الثورة من قبل الانتهازيين أو القوى الأجنبية.
9.ما هو دور الشعب والمقاومة المنظمة في تحقيق التغيير وإسقاط النظام؟
أظهرت تجارب الانتفاضات الأخيرة وتوسع وحدات الانتفاضة أن الشعب الإيراني، بالاعتماد على المقاومة المنظمة والشبكات الشعبية، قادر على دفع حركة السقوط قدماً. لا يمكن لأي قوة خارجية أو مشروع مصطنع أن يحل محل إرادة وتنظيم الشعب. مصير إيران سيحدده الشعب والمقاومة الفعلية.
10.ما هو أفق إيران بعد إسقاط النظام؟
مستقبل إيران هو مستقبل حر وديمقراطي، قائم على إرادة الشعب وحقوق الإنسان. مع سقوط النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية، ستتاح الفرصة لمشاركة الجميع، تحقيق العدالة الاجتماعية، التنمية المستدامة،
إن استبدال نظام الملالي في إيران ببديل ديمقراطي يتمثّل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سيعيد السلام والاستقرار والصداقة إلى المنطقة، ويضع حدًا لما يقارب نصف قرن من الحروب والإرهاب الذي مارسه هذا النظام في دول الجوار. إن إيران الحرة والديمقراطية في المستقبل ستعيش بسلام ووئام مع شعوب المنطقة، ولن يكون النظام الجديد شرطيًّا للمنطقة كما كان نظام الشاه، ولن يتدخل في شؤون الدول الأخرى ولن يشعل الحروب كما يفعل نظام الملالي. إن تحقيق السلام والاستقرار والتقدّم في المنطقة لن يتحقّق إلا من خلال قيام بديل ديمقراطي حقيقي في إيران.
11. كيف يمكن مواجهة استغلال النظام الإيراني للإسلام والمذهب الشيعي؟
لطالما استخدم النظام الحاكم في إيران الدين الإسلامي والمذهب الشيعي كغطاء لتحقيق أطماعه التوسعية في المنطقة، ولإنشاء ميليشياته التابعة التي تعمل بالوكالة عنه في مختلف دول الجوار. والسؤال المطروح هنا هو: ما هو السبيل الصحيح لمواجهة هذا الاستغلال المنهجي للدين من قِبل هذا النظام؟
على مدى 46 عامًا، عمد كل من خميني وخامنئي والملالي الحاكمين في إيران إلى استغلال الإسلام والمذهب الشيعي، بل وحتى اسم فلسطين، بشكل ممنهج لتنفيذ أجنداتهم الخبيثة. فقد نصّبوا أنفسهم أوصياء لله على الأرض، ومنحوا أنفسهم الحق في ارتكاب أي جريمة باسم الدين.
من أبشع هذه الجرائم، ما حدث عام 1988، حين أصدر خميني فتوى أودت بحياة ثلاثين ألف سجين سياسي، كان أكثر من 90% منهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، بينهم آلاف النساء والفتيات الشابات. كما أُعدِمت عشرات الآلاف من النساء، والفتيات، وحتى الأمهات الحوامل في سجون هذا النظام، وكل ذلك جرى تحت غطاء الإسلام.
لم يقتصر إجرام الملالي على الداخل الإيراني، بل أشعلوا حربًا طائفية ومذهبية دموية في مختلف دول المنطقة، هدفها السيطرة والتوسع، وليس لها أي علاقة بالإسلام أو بالمذهب الشيعي. وتحت شعار "تحرير القدس عبر كربلاء"، نشروا الدمار والدماء في بلدان المنطقة، ولم يوفروا أحدًا من شرّهم. وخلال العام ونصف الماضيين، رأى العالم بأسره كيف يتاجر هذا النظام بدماء الأبرياء الفلسطينيين من أجل مصالحه الضيقة.
لحسن الحظ، أدرك الشعب الإيراني، ومعه الرأي العام العالمي، زيف هذه الادعاءات. فقد هتف المتظاهرون الإيرانيون في شوارع البلاد قائلين: "الملالي استخدموا الإسلام سلّمًا لصعودهم، وجعلونا نحن بؤساء وفقراء".
النقطة الجوهرية هنا: لمواجهة دجل هذا النظام، لا بد من الفصل الكامل بين الإسلام والملالي الحاكمين في إيران. لا يجوز تحميل الإسلام أو المذهب الشيعي مسؤولية الجرائم التي ارتكبها هذا النظام.
النظام الإيراني يسعد عندما يُعرَّف كنظام "إسلامي" أو "شيعي"، لأنه يروّج لنفسه كمدافع عن الإسلام والمذهب الشيعي، ويصف معارضيه بأنهم أعداء لهما. لذلك، لا بد من نزع هذا الغطاء عنه، وتبيان الحقيقة: هذا النظام لا علاقة له بالإسلام أو التشيّع، بل هو نظام معادٍ لهما، ويستخدمهما فقط كأدوات لتثبيت حكمه.
وإذا ما حمّلنا المذهب الشيعي مسؤولية جرائم النظام، نكون قد وقعنا في فخ دعاية الملالي وساهمنا في تعزيز سرديتهم الزائفة.
الشعب الإيراني، ومعظم أفراده من أتباع المذهب الشيعي، يعارض هذا النظام. ووفقًا لاعترافات كبار المسؤولين في النظام ذاته، فإن 96% من الإيرانيين يرفضون هذه السلطة. والواقع أن الملالي أعدموا من الشيعة الإيرانيين أكثر مما قتلوا من أتباع المذاهب الأخرى.
السبب الذي يجعل النظام الإيراني يخشى مجاهدي خلق، هو أن هذه الحركة إسلامية، وتثبت أن الملالي بعيدون عن الإسلام الحقيقي. فقد قال خميني نفسه: "مجاهدو خلق أخطر من أي عدو آخر، لأنهم يقاتلوننا بسلاح الإسلام".