مكافحة الإرهاب..

"عيدروس الزبيدي" وصانعو القرار الدولي.. ملف مكافحة الإرهاب يناقش دولياً

"تطرق اللقاء إلى التقدم الذي أحرزته القوات المسلحة الجنوبية في الحرب التي تقودها لمكافحة التنظيمات الإرهابية في محافظات الجنوب الشرقية من خلال عمليتي سهام الشرق، وسهام الجنوب"

حراك دبلوماسي ولقاءات مثمرة في العاصمة السعودية الرياض

د. صبري عفيف
كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية، نائب رئيس التحرير ورئيس قسم البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات،
الرياض

شهدت الأيام الماضية من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري حراكا سياسيا ودبلوماسيا قاده الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب مجلس القيادة الرئاسي إذ أقام عددا من اللقاءات السياسية والدبلوماسية مع سفراء دول صانعي القرار الدولي وبعض دول الاتحاد الأوروبيـ منذ أن وصل في فجر الثلاثاء الموافق 10 كانون الثاني 2023م إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة عمل تستغرق عدة أيام. 

أبرز محاور اللقاءات

إن النجاحات الدبلوماسية للمجلس الانتقالي الجنوبي تمثلت في لقاء الرئيس عيدورس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالعاصمة السعودية الرياض،  كالسفير الأمريكي والسفير الروسي وسفير دولة الصين وسفير النرويج، الذين أكدوا جميعهم على دعم قضية شعب الجنوب حتى تصل الى مكانتها الصحيحة في مشاورات العملية السياسية الشاملة.

ولم يكن هذا اللقاء الأول بل أن هناك لقاءات كثيرة جرت في عام 2022م من خلال تتبع نتائج اللقاءات والمحاور التي تم مناقشتها مع عدد من السفراء للبلدان كان في مقدمتها اللقاء بالسفير الأمريكي وكذلك السفير الروسي والبريطلني والفرنسي والصيني والفيلندي والبرتقالي.

-       أولا: مستجدات الأوضاع العسكرية ومكافحة الإرهاب       

لقد كان ملف المستجدات العسكرية ومكافحة الإرهاب في مقدمة النقاشات حيث ناقش مع سعادة ستيفن اتش فاغن سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى اليمن مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية في بلادنا في ظل التصعيد الحوثي المستمر في مختلف الجبهات، والجهود المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب. ومعالجة الوضع الاقتصادي المتردي جراء الاعتداءات الحوثية على المنشآت الاقتصادية.

وأكد الرئيس القائد على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تمثلها ميليشيات الحوثي الإرهابي وفي المجال نفسه ناقش الزبيدي مع سعادة السفير مارك دونوفان سفير دولة أستراليا، وسعادة براني رايلي سفير دولة نيوزيلندا ونائبته إليسيا كوتسباس العلاقات الثنائية المتجددة بين بلادنا والدولتين، وبالدعم الإنساني الذي تقدمانه لشعبنا في ظل الأزمة الإنسانية التي يعشيها جراء الحرب الحوثية.

كما تطرق اللقاء إلى التقدم الذي أحرزته القوات المسلحة الجنوبية في الحرب التي تقودها لمكافحة التنظيمات الإرهابية في محافظات الجنوب الشرقية من خلال عمليتي سهام الشرق، وسهام الجنوب.

وناقش اللقاء تطورات الأوضاع السياسية، والعسكرية، والإنسانية في بلادنا، والجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، والمبعوث الأمريكي والدول العشر الراعية للسلام في اليمن، وفي هذا السياق أكد الرئيس الزُبيدي حرص مجلس القيادة الرئاسي على إنجاح أي جهود تقود إلى إحلال سلام عادل ومستدام وفق المعطيات الماثلة على الأرض.

من جانبه، أكد السفير الأمريكي على دعم بلاده لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في جهودهما للتعامل مع التحديات الاقتصادية والأمنية، مشيداً بالجهود التي تبذلها قواتنا في معركتها مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، مشدداً على ضرورة دعم هذه الجهود لما فيه سلامة واستقرار المنطقة وخطوط الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن.

من جانبه جدد القائم بأعمال السفير الصيني موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي ومساندة جهود قيادة المجلس في معركتها مع المليشيات الحوثية، ودعم جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية تُنهي الحرب في بلادنا، وتؤسس لسلام شامل ومستدام.

وناقش الرئيس الزبيدي مع سعادة السفير جان ماري صفا سفير جمهورية فرنسا لدى اليمن. وناقش اللقاء تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية في بلادنا، وأسباب تعثر الجهود الدولية الرامية إلى تمديد الهدنة الأممية وإحلال السلام.

ونوّه الرئيس الزُبيدي في سياق لقائه مع سفير جمهورية فرنسا بضرورة اضطلاع المجتمع الدولي والدول الراعية للعملية السياسية في بلادنا بمسؤولياتهم في إدانة الإرهاب المتواصل للمليشيات الحوثية والضغط عليها للانخراط الجاد في عملية السلام، على الرغم من هذه المليشيا لا تؤمن بالسلام ووجودها مقترن بالحرب والدمار والدماء. وتطرق اللقاء إلى مستجدات الوضع الأمني والنتائج الإيجابية التي حققتها عملية سهام الشرق في محافظة أبين.

وفي لقاءه بسعادة يفغيني كودروف القائم بأعمال سفير روسيا الاتحادية معه العلاقات التاريخية المتينة بين الجنوب وروسيا الاتحادية، مشددا في السياق على أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به روسيا في دعم جهود إحلال السلام في بلادنا لما تمتلكه من ثقل وحضور على مستوى المنطقة.

وناقش الجانبان الجهود الأممية الرامية إلى تمديد الهدنة بين الشرعية والمليشيات الحوثية، والمساعي الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا من خلال عملية سلام شاملة تستوعب المتغيرات على الأرض وتضع في سلم أولوياتها تطلعات شعبنا في الجنوب وحقه في تقرير مصيره

كما ناقش الجانبان النتائج التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية خلال عمليتي سهام الجنوب، وسهام الشرق اللتان حررت خلالهما قواتنا المسلحة أبرز معاقل تنظيم القاعدة في محافظ أبين، وفي هذا السياق أشاد السفير بالانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا بأن تلك الانتصارات ستكون عاملا مهما في ترسخ أمن واستقرار المنطقة. وفي اللقاء جدد القائم بأعمال السفير الروسي موقف بلاده الداعم لجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام، مؤكدا أن روسيا لن تألو جهدا في الدفع بجهود السلام للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.

ثانيا: مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية

عبر الرئيس الزُبيدي عن تطلعه لتعزيز التعاون الثنائي مع الجانبين الأسترالي والنيوزيلندي لدعم اقتصاد بلادنا المتردي من خلال زيادة فرص التدريب والتأهيل للكوادر المحلية في قطاعي الزراعة والثروة السمكية.

من جانبهما، أكد سفيرا أستراليا ونيوزيلندا دعم حكومتي بلديهما لمجلس القيادة الرئاسي، ومساندة جهوده في تحقيق السلام العادل وإنها الحرب وإنعاش الاقتصاد المتردي، وكذا ناقش الرئيس مع السفير الأمريكي الأوضاع الاقتصادية التي باتت تتطلب سرعة في التعاطي معها، مشيراً إلى ضرورة ان يتحمل المجتمعين الدولي والإقليمي مسؤولياتهما في هذا الجانب. وجدد الرئيس الزبيدي دعمه لجهود السلام، مشدداً على ان السلام الشامل والدائم يتحقق بالالتزام بالمبادئ التي قامت عليها الشراكة المنبثقة من اتفاق الرياض ومشاورات مجلس التعاون الخليجي، ومعالجة أسباب وجذور الصراع، والواقع الموجود على الأرض، وفي طليعة ذلك حل قضية شعب الجنوب وفق تطلعاته السياسية المشروعة التي يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأثناء لقائه السفير البريطاني لسعادة ريتشارد أوبنهايم سفير المملكة المتحدة (بريطانيا) لدى اليمن تطرق اللقاء إلى الوضع الاقتصادي المتردي في بلادنا جراء الاعتداءات الحوثية على المنشآت النفطية التي تمثل عصب الاقتصاد، وفي هذا السياق طالب الرئيس الزُبيدي المجتمعين الإقليمي والدولي بتدخل عاجل لإنقاذ الوضع الاقتصادي المنهار، مُشيرا إلى أن السلام الحقيقي يبدأ من انقاذ حياة المواطنين، وحماية المنشآت الاقتصادية من الاعتداءات الحوثية الإرهابية التي وضعت حياة الملايين على المحك.

كما طالب الرئيس الزُبيدي بريطانيا بلعب دور أكبر في حشد الدعم الاقتصادي لبلادنا وتقديم مزيد من الدعم لحماية المنشآت الاقتصادية بما يمكن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من استئناف عملية إنتاج وتصدير النفط، مجددا الدعوة للحكومة البريطانية والدول العشر الراعية للعملية السياسية للإسراع في فتح سفاراتها في العاصمة عدن.

وفي لقاءه بسعادة السفير تشاو تشنغ القائم بأعمال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن جدد الرئيس الزُبيدي في اللقاء دعوته للحكومة الصينية إلى فتح سفارتها في العاصمة عدن وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، منوها بالدور المهم الذي تلعبه الصين في دعم الاقتصاد المنهار في بلادنا من خلال تعزيز الاستثمارات الصينية في مختلف القطاعات وفي مقدمتها قطاعات النفط والغاز، والزراعة والثروة السمكية، والموانئ.

من جانبه جدد السفير البريطاني دعم حكومة بلاده لمجلس القيادة الرئاسي وللمساعي الدولية الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والوصول إلى عملية سياسية شاملة تنهي الصراع وتؤسس لسلام عادل ومستدام في المنطقة، مؤكدا حرص الحكومة البريطانية على دعم كافة الجهود الرامية لإنعاش الاقتصاد ودعم حكومة بلادنا للقيام بواجباتها في توفير الخدمات للمواطنين.

ونوّه الرئيس الزُبيدي في سياق لقائه مع سفير جمهورية فرنسا بضرورة إنعاش الوضع الاقتصادي المتردي، وضرورة إجراء إصلاحات حقيقية في هيكل الحكومة ودعم مؤسسات الدولة بما يمكنها من أداء مهامها في توفير الخدمات للمواطنين. وأشاد الرئيس القائد بالدعم الذي تقدمه الحكومة الفرنسية لبلادنا في قطاعي الزراعة والأسماك، مؤكدا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في البلدين.

ثالثا: المستجدات السياسية والدبلوماسية

وفي لقاءه بسعادة السفير تشاو تشنغ القائم بأعمال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن. وفي مستهل اللقاء، رحب الرئيس الزُبيدي بالقائم بأعمال السفير الصيني، مشيدا بالعلاقات التاريخية المتينة التي تربط جمهورية الصين الشعبية ببلادنا منذ عقود، وكذا الدور المحوري لجمهورية الصين الشعبية المساند لجهود مجلس القيادة الرئاسي في بلادنا.

واستمع الرئيس الزُبيدي من القائم بأعمال السفير الصيني إلى تفاصيل زيارته إلى العاصمة عدن ولقاءاته مع السلطات المحلية فيها، والزيارات الميدانية التي قام بها والوفد المرافق له إلى موانئ ومصافي عدن، وتفقده مبنى القنصلية الصينية، كأول زيارة لدبلوماسي صيني إلى عدن منذ اندلاع الحرب.

وأثناء لقائه السفير البريطاني لسعادة ريتشارد أوبنهايم سفير المملكة المتحدة (بريطانيا) لدى اليمن. وناقش الاجتماع المستجدات السياسية والعسكرية والإنسانية في بلادنا والمساعي التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمديد الهدنة والجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام في المنطقة في ظل التصعيد المستمر للمليشيات الحوثية ورفضها كل مبادرات السلام.

شدد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، على ضرورة وجود موقف دولي وإقليمي موحّد يُنهي صلف المليشيات الحوثية، ويضع حدا لتصعيدها المستمر، وانتهاكاتها المتواصلة التي طالت الأعيان المدنية والاقتصادية، وآخرها استهداف الموانئ في الجنوب.

 وناقش الرئيس الزبيدي مع سعادة السفير جان ماري صفا سفير جمهورية فرنسا لدى اليمن. وناقش اللقاء تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية في بلادنا، وأسباب تعثر الجهود الدولية الرامية إلى تمديد الهدنة الأممية وإحلال السلام.

ومما سبق تبين أن الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي أجراه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ناقش قضايا ومستجدات عسكرية وامنية واقتصادية وخدمية في مناطق الجنوب وقد حققت تلك اللقاءات تطورا نوعيا في العمل الدبلوماسي حيث أن هذا الزخم والتسارع في الاحداث السياسية اعطى دافعا لشعب الجنوب مواصلة النضال والسير نحو تطلعاته المشروعة.