طهران تنتقد برلين وباريس عشية عقوبات أوروبية..

زعيمة مقاومة ايران مريم رجوي عن الاحتجاجات: تقرع نواقيس نهاية نظام الملالي

قالت الزعيمة الايرانية مريم رجوي انه في عموم البلاد يظهر ميزان القوى الحقيقي بين الشعب وسلطة الملالي الجائرة، مشيرة الى ان خامنئي زعیم النظام يعلم أكثر من غيره أن استمرار الانتفاضة في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة يعد قرعا لاجراس ونواقيس موت النظام.

الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي 

طهران

جددت الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي التأكيد على ضرورة الاعتراف الدولي بحق الايرانيين في المقاومة لاسقاط الفاشية الدينية، احالة انتهاكات الملالي بحق الشعب الايراني الى مجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية، اغلاق سفارات الملالي وطرد مرتزقة مخابراتهم من الدول الغربية، مؤكدة على ان الانتفاضة الشعبية تقرع نواقيس نهاية نظام الملالي.

وفي كلمة القتها بمناسبة ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019 طلبت رجوي من الإيرانيين في دول العالم حث شعوب وحكومات هذه الدول على الاعتراف بحق الشعب الايراني في المقاومة وإسقاط الفاشية الدينية وتحقيق الحرية ووقف تقديم المساعدات للنظام، مشيرة الى ان الملالي لا  يفهمون غير لغة القوة والحزم.

ودعت في الكلمة الموجهة الى الشعب الايراني لاحالة قضية انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الشنيع لأكثر من 50 طفلاً ومراهقًا على يد حرس خامنئي ومذبحة السجناء السياسيين في إيران إلى مجلس الأمن والمحكمة الجنائیة الدولية.

وحثت على التجمع أمام سجن إيفين في طهران والاعتصام فى الدول الأوروبية للدفاع عن أرواح السجناء السياسيين فى إيفين، وقرع أجراس الإنذار تحذيرا من وقوع مجازر في السجون، مشيرة الى المخاطر التي تتهدد حياة السجناء السياسيين في ايران .

وطالبت الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية لزيارة سجون الملالي، والدول الغربية بإغلاق سفارات الملالي وإبعاد مرتزقة المخابرات وقوات القدس الإرهابية‌ وإبطال جوازات سفرهم، وإدراج قوات حرس خامنئي في قوائم الارهاب، مشددة على ان مقعد إيران في الأمم المتحدة حق للشعب الإیراني ومقاومته.

واشارت الى اعتقال 30 الف شاب ومراهق من المنتفضين وابطال وحدات المقاومة خلال الشهرين الفائتين، وبلاءهم الحسن في السجون، افتخارهم بمهاجمتهم عناصر النظام، وتاكيدهم على انهم نهضوا للقضاء على النظام بكامل أركانه، وعجز المحققين والجلادين في مواجهتهم.

واضافت ان الملالي وقادة الحرس المرعوبين يعترفون بعظمة حركة ربت في احضانها مئات القادة والاف الابطال حين يعلنون عن اعتقال العشرات من قادة الانتفاضة في مختلف المدن، ويقولون ان 50 منهم من أعضاء في مجاهدي خلق.

ولدى تطرقها لدور الايرانيات في الانتفاضة الشعبية اكدت رجوي على ان المقاومة والدفاع عن النفس والنضال من أجل الحرية وإسقاط هذا النظام الكاره للنساء حق غير قابل للتصرف لنساء إيران.

واعادت الى الاذهان ان النساء يشكلن 57٪ من اعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية،  ولم يكن هناك نقاش حول الحجاب والملبس، وتم التأكيد منذ البداية على حريات وحقوق المرأة، بما في ذلك الحق في حرية اختيار اللباس.

ووجهت التحية لشهداء نوفمبر2019 الذين تضرجت بدمائهم مدن ماهشهر والأهواز وشيراز وشهريار وإسلام شهر وعشرات المدن الأخرى، لتتقدم عجلة الثورة إلى الأمام، ووحدات المقاومة التي تعلمت دروسا من انتفاضة نوفمبر، لتواصل الانتفاضة الشعبية.

ووجهت رجوي التحية لأمهات شهداء نوفمبر اللواتي قمن بمقاضاة الملالي على جرائمهم بحق الايرانيين.

وقالت ان ثلاثة أعوام مرت على انتفاضة نوفمبر 2019، دون ان تنخفض درجة غليان دماء أكثر من 1500 شهيد في ذلك التمرّد الثوري، ولم تتوقف إرادة النضال في تلك الانتفاضة العظيمة.

وقالت تقارير صحفية إن الناشطة الحقوقية الألمانية الإيرانية ناهد تقوي سُجنت مجدداً، بعد أن كان قد سُمح لها في يوليو (تموز)، بمغادرة السجن في إيران لتلقّي علاج طبي، وفقاً لما أعلنته ابنتها مريم كلارين، أمس الأحد.
وكتبت كلارين، على «تويتر»: «رغم أنها لم تستكمل علاجها الطبي (...) أُجبرت والدتي ناهد تقوي على العودة إلى سجن إيفين، الأحد 13 نوفمبر (تشرين الثاني)».
وتقوي (67 عامًا) التي تُناضل منذ سنوات من أجل حقوق الإنسان في إيران، خصوصاً النساء، اعتُقلت في شقتها بطهران، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وفقاً لمنظمة الجمعية الدولية لحقوق الإنسان غير الحكومية. والمهندسة المتهَمة بـ«تعريض أمن الدولة للخطر» حُكم عليها في أغسطس (آب) 2021 بالسجن 10 سنوات و8 أشهر بتهمة الانتماء إلى جماعة غير مشروعة والدعاية ضد النظام.
وتعاني الناشطة انزلاقات غضروفية عدة في الرقبة والظهر ومتلازمة النفق الرسغي في اليد اليسرى، على ما تقول ابنتها. كما تعاني تقوي مرض السكري من النوع الثاني، وقد تدهورت صحتها بشكل حاد بعد إصابتها بفيروس «كورونا» في يوليو 2021.

وتشهد إيران تظاهرات ضخمة أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي. وقالت كلارين: «منذ وفاة (أميني) بأيدي الشرطة و(بدء) الحركة الثورية المستمرة في إيران، شهد العالم كله أعمالاً انتقامية من هذا النظام اللاإنساني».

وفي السياق نفسه هاجمت طهران، باريس وبرلين حيال مواقفهما من الاحتجاجات الإيرانية. فمن جهة وصفت الخارجية الإيرانية تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس بتشديد الضغوط على طهران بـ«تدخلية واستفزازية وغير دبلوماسية»ـ ومن جهة أخرى، نددت طهران بلقاء عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ناشطات إيرانيات بينهن ابنة إحدى ضحايا الاحتجاجات الأخيرة، ووصفت تصريحات أدلى بها عقب اللقاء بأنها «مدعاة للأسف والعار».

وأعلن شولتس السبت تأييده لفرض جولة جديدة من العقوبات على إيران من قبل الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع. وذكر في مقطع مصور نُشر على تويتر: «نريد مواصلة تكثيف الضغط على الحرس الثوري والقيادة السياسية». وتساءل: «ما هو نوع الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها؟ من يتصرف بهذا الشكل يجب أن يتوقع مقاومتنا».

وناشد رئيس حزب الخضر الألماني أوميد نوريبور الاتحاد الأوروبي إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية. وقال لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد: «عندما أسأل المتظاهرين في إيران عن الطريقة التي يمكننا من خلالها تقديم المساعدة، يقولون: يجب ألا يتم السماح للأشخاص الذين يقتلون أطفالنا بإرسال أبنائهم إلى أوروبا للعربدة». وتابع قائلاً: «ولأجل القيام بذلك، يجب تجميد الحسابات التي يتم عن طريقها تمويل إقامة الحفلات الصاخبة. يجب على الاتحاد الأوروبي أن يضع الحرس الثوري، حامل لواء القمع الرئيسي، على قائمة الإرهاب».

في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الألمانية في برلين أن رجلاً قام بمهاجمة إيرانيين موجودين بألمانيا كانوا يتظاهرون من أجل حرية المرأة والديمقراطية في وطنهم، في ثاني هجوم من نوعه في العاصمة الألمانية يستهدف معارضين إيرانيين خلال الاحتجاجات الحالية.

وأوضحت الشرطة ليلة السبت/الأحد أن الرجل 26 عاماً قام بتحطيم لافتات ناشطين إيرانيين خلال تظاهرهم داخل خيام وهددهم بسكين مساء أمس السبت، ولكن لم يصب أحد. وألقت الشرطة القبض على الرجل وتم البدء في إجراءات الدعوى الجنائية ضده، كما تم إشراك جهاز أمن الدولة في الإجراءات، بحسب ما أعلنته الشرطة. وسوف يحقق جهاز أمن الدولة فيما إذا كان هناك دافع سياسي وراء الحادث أم لا. وأضافت الشرطة أنها تحقق في احتمالية وجود أشخاص آخرين مشتبه بهم. ويناشد النشطاء من خلال معسكرهم الاحتجاجي الذي كونوه من خيام، حزب الخضر الذي تنتمي إليه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عزل إيران سياسياً وتنفيذ السياسة الخارجية النسوية التي أعلنتها بيربوك.

وتعليقاً على المواقف الألمانية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إن «بعض أدعياء حقوق الإنسان جعلوها أداة لألاعيبهم السياسية بنسيانهم سجلهم المظلم تجاه الشعب الإيراني الأبيّ والمقاوم من خلال دعمهم الأعمى واللاإنساني لنظام (الرئيس العراقي الأسبق) صدام، ومواكبة إجراءات الحظر الظالمة بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وكذلك التزام الصمت تجاه الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش وآخرها الهجوم الإرهابي على مرقد «شاهجراغ» (في شيراز)»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وقال كنعاني إن «ألمانيا تقدم نفسها كمدافعة عن حقوق الإنسان بتهربها من مسؤوليتها الدولية في احترام حق سيادة الدول، بالإضافة إلى إيواء الجماعات الإرهابية والانفصالية المناهضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتماد نهج انتقائي ومزدوج تجاه جرائم الكيان الصهيوني القاتل لأطفال في مختلف أنحاء العالم»، وأضاف أن «تخريب العلاقات التاريخية له عواقب بعيدة المدى». وتابع: «مطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال حقوق الإنسان من السلطات الألمانية قائمة طويلة، لذلك فإن ألمانيا هي التي يجب عليها الكشف عن ماضيها بمسؤولية».
ودعا كنعاني المسؤولين الألمان إلى إعادة العقلانية إلى أجواء العلاقات ومنع زيادة ارتباكها، معتبراً أن «الاحترام والمصالح المتبادلة هما السبيل الوحيد للتعاون المستدام».
من جهة أخرى، نددت طهران الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استقبل على هامش منتدى للسلام في باريس أربع ناشطات إيرانيات، وأشاد بـ«الثورة التي يقُدنَها» في بلادهن وقال كنعاني إن لقاء ماكرون النشاطات الإيرانيات يشكل «انتهاكاً لمسؤوليات فرنسا الدولية في مكافحة الإرهاب وأعمال العنف وترويجاً لهذه الظواهر المشؤومة»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت الرئاسة الفرنسية قد أعلنت أن ماكرون استقبل وفداً مؤلفاً من مسيح علي نجاد، وهي ناشطة إيرانية مقيمة في نيويورك تشجع النساء الإيرانيات على الاحتجاج ضد إلزامية ارتداء الحجاب، وشيما بابائي التي تناضل من أجل الحصول على معلومات عن والدها، ولادن بورومند، إضافة إلى رويا بيري ابنة مينو مجيدي التي قتلت برصاص قوات الأمن في الاحتجاجات الحالية بمدينة كرمانشاه. وأشاد ماكرون خلال اللقاء بـ«الثورة التي يقُدنها»، وأكد أن فرنسا تكن «الاحترام والتقدير» لثورتهن.

ورد كنعاني بالقول إن «التصريحات التي نقلت عن ماكرون بشأن دعم ما يسمى بالثورة المزعومة في إيران التي تقودها مثل هذه الشخصيات، مدعاة للأسف والعار»، وفق ما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية لأنباء «إرنا».

وفي إشارة إلى الناشطة مسيح علي نجاد، قال كنعاني: «من المثير للاستغراب أن يقوم رئيس جمهورية بلد يتشدق بالحرية، بخفض مستواه إلى درجة أن يلتقي بشخصية منبوذة جعلت نفسها ألعوبة بيد الآخرين، وسعت خلال الشهور الأخيرة وراء نشر التحريض على أعمال العنف وممارسة الأعمال الإرهابية داخل إيران وضد الدبلوماسيين والمقرات الدبلوماسية الإيرانية في الخارج».

وكتبت علي نجاد على تويتر: «في اللقاء الثنائي الذي جمعني بماكرون قلت له إن ما يحدث في إيران ثورة، يمكن أن تكون فرنسا أول بلد يعترف بهذه الثورة». وأضافت: «بدلاً من الجمهورية الإسلامية التقوا بوجوه المعارضة في المستقبل، وأعدوا الاتحاد الأوروبي لقبول إيران علمانية».

بدورها، كتبت لادن برومند في تغريدة على تويتر: «ذات مرة رفض وزير الخارجية الفرنسي أن يجلس بجوار شابور بختيار (رئيس الوزراء الإيراني بزمن الشاه) خشية تذمر ولايتي ورفسنجاني». وتابعت: «اليوم الرئيس الفرنسي استقبل ابنة أفضل صديق ورفيق لبختيار ونوه بأحقيتهم. ندين بهذا النصر لمهسا ونيكا» في إشارة إلى مهسا أميني التي تسبب وفاتها لدى الشرطة باندلاع احتجاجات، وكذلك نيكا شاكرمي المراهقة التي قتلت في الاحتجاجات.