القمة "الروسية – الامارتية" في عيون الصحافة..

زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد لروسيا.. الرسائل والأهداف

الإمارات بثقلها الإقليمي الكبير، ودورها الإنساني المعروف، يمكن أن تلعب دورا في حلحلة الأزمة الحالية، لا سيما أن الرئيس الروسي بوتين يحمل احتراما وتقديرا كبيرا لجهود دولة الإمارات في حل الأزمة القائمة، وللشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرج

أبوظبي

لقد عقدت القمة بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "سان بطرسبرغ" في توقيت شديد الحساسية، ويثير تساؤلات، حول هل هدف زيارة الشيخ محمد بن زايد لروسيا هو إطلاق وساطة إماراتية بين موسكو والغرب أم أنها تمثل امتداداً لجهود أبوظبي لتعزيز علاقتها مع وإشعار برفضها الاستجابة لعزل موسكو كما يريد الغرب.

 منذ قبل الإعلان على الزيارة حتى اللحظة والصحافة العربية والإقليمية والعالمية تولي اهتماما كبيرا بالزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لروسيا، لاسيما أنها جاءت في لحظات اشتداد المعارك والمواجهة بين روسيا والغرب. 

فقد صرح مدير المركز المصري الروسي للدراسات أشرف كمال، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لروسيا، في هذا التوقيت المهم تعكس رسائل سياسية بالغة الدقة لكافة الأطراف، موضحا أن موسكو تدرك الدور المؤثر والفعال لدولة الإمارات، في المنطقة، وجهودها الأخيرة في خفض التصعيد الحالي.

الزيارة حظيت بتفاعل كبير على المستوى الإعلامي والصحافي ومنصات التواصل الاجتماعي، أكدت جميع الآراء على ان الزيارة تعكس حكمة القيادة في دولة الأمارات وحرصها الدائم على ان تكون في مقدمة السلام العالمي وتلك الخاصية ليس وليدة اللحظة بل هي رؤية استراتيجية انتهجتها القيادة السياسية للأمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها.

المبادرة تأتي دائما لإطفاء الحرائق والحروب والنزاعات المحلية والعربية والإقليمية والدولية وهذا ليس بمستغرب عن شعب وقيادة الامارات العربية المتحدة، فقد كانت ومازالت داعية للسلام وراعية للحوار والتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات.

وقال الخبير الروسي في الشؤون الدولية، ومستشار قطاع الأعمال والعلاقات الدولية تيمور دويدار، إن الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية في ظل التوتر الأمني الذي يشهده العالم في الوقت الحالي.

وأكد دويدار  أن الإمارات بثقلها الإقليمي الكبير، ودورها الإنساني المعروف، يمكن أن تلعب دورا في حلحلة الأزمة الحالية، لا سيما أن الرئيس الروسي بوتين يحمل احتراما وتقديرا كبيرا لجهود دولة الإمارات في حل الأزمة القائمة، وللشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وبحسب صحيفة العين الإخبارية فقد أبرز دويدار أن هناك "توافقا بين الدولتين في قضايا الطاقة والأمن في منطقة الشرق الأوسط والأمن العالمي"، متابعا: "زيارة الشيخ محمد بن زايد ستدعم هذا التوافق والخطوات الإيجابية بين  الدولتين".

كما أكد مستشار قطاع الأعمال والعلاقات الدولية أن "العلاقات المتنامية بين البلدين سوف تكون لها انعكاساتها على شعوب الدولتين".

واتفق الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومقره القاهرة، مع ما ذهب إليه الخبير الروسي.

وأكد عبدالفتاح أن توقيت زيارة رئيس الإمارات لروسيا مهم؛ لأن الزيارة تأتي في قمة اشتعال الأزمة الأوكرانية الروسية، عقب التصعيد الأخير بين الجانبين، واحتمالات دخول الصراع مرحلة أكثر خطورة وتصعيدا.

وقال عبدالفتاح في تصريحات لصحف إماراتية إن "دولة الإمارات بثقلها الكبير يمكن أن تسهم في حل الأزمة بطريقة أو بأخرى، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة".وأردف: "التحرك الإماراتي يمكن أن يصب ضمن جهود عربية ودولية تسعى إلى وقف هذه المأساة التي تؤثر بقوة على أمن الطاقة والغذاء في العالم".

وأوضح الخبير بمركز الأهرام، أن "الزيارة ستصب في جهود مجموعة الاتصال العربية التابعة للجامعة العربية لحل الأزمة؛ لأن دولة الإمارات دولة فاعلة بها، علاوة على أن توقيت الزيارة بالغ الأهمية ما يجعل المجموعة العربية منخرطة بشكل مباشر في الأزمة".

وأكد عبدالفتاح أن "الإمارات صانعة سلام، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان معروف بالمبادرات والوساطات المهمة للغاية في أكثر من أزمة إقليمية ودولية، لذا سيكون لديها الكثير لتقدمه في هذه الأزمة".

وتولي دولة الإمارات تطوير علاقاتها الثنائية مع روسيا أهمية خاصة، وهو ما يمكن تأكيده من خلال تصريحات سابقة أدلى بها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، والتي أكد خلالها أن بلاده فخورة بأن ترى في روسيا الاتحادية "شريكاً استراتيجياً وصديقاً لدولة الإمارات".

فمن جانبها قالت صحيفة «يو إس نيوز» الأمريكية على موقعها إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يتوجه إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث سيتم تناول الجهود المبذولة لإيجاد حلول سياسية فعالة للأزمة في أوكرانيا

وفي الإطار نفسه تناول موقع صوت أمريكا أنباء الزيارة حيث ركز على بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية الذي أكد أن دولة الإمارات تسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية لخفض التصعيد العسكري والحد من التداعيات الإنسانية والتوصل إلى تسوية سياسية لتحقيق السلم والأمن العالميين.
أما موقع الحرة الأمريكي فقد اهتم بأنباء الزيارة وركز على بيان «الخارجية الإماراتية» والذي تم خلاله التأكيد على استعداد دولة الإمارات التام لدفع الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا، والتأكيد على موقف الدولة المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار واحترام قواعد ومبادئ القانون الدول.

ومن جانبها ركزت وكالة «ريغنيوم» الروسية على أهمية الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لروسيا، موضحة أن زيارة سموه تأتي في إطار الجهود المبذولة لإيجاد حلول سياسية للأزمة الأوكرانية>

وأشارت إلى تأكيد دولة الإمارات على الاستعداد للدعم الكامل للجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا من خلال الأساليب الدبلوماسية والحوار واحترام القانون الدولي.
كما أشارت صحيفة كوميرسانت الروسية، ذات الانتشار الواسع، إلى أن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس الروسي سيناقشان العلاقات الثنائية بين البلدين فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

أما صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية الروسية فقد أكدت أن دولة الإمارات دولة مهمة في المنطقة والعالم وتقوم بدور مهم في عدد كبير من القضايا، مشيرة إلى أن محادثات صاحب السمو رئيس الدولة وبوتين ستتناول عدداً كبيراً من القضايا.
وقال موقع سبوتنيك الروسي إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، سيبحث مع الرئيس الروسي علاقات الصداقة بين البلدين وعدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

أما موقع روسيا اليوم فقد أفرد تقريراً عن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وروسيا، مشيراً إلى أن البلدين تربطهما علاقات وطيدة ويعملان على تنميتها بما يتناسب مع الإمكانات الضخمة لهما.