عبدالرزاق الزرزور يكتب لـ(اليوم الثامن):
النظام الإيراني غارقٌ في أزماته؛ والحل الثالث خياراً لتحرير الشعب الإيراني
يواجه النظام الإيراني الذي يكابد أزمات داخلية وخارجية متفاقمة تحديات هائلة دفعته لتكثيف جهوده للحفاظ على قواته العاملة بالوكالة في المنطقة وإعادة بنائها.. وفي هذا السياق جاء تعيين علي لاريجاني أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي؛ كذلك جاءت زيارته الأخيرة للعراق ولبنان كجزء من استراتيجية خامنئي لتثبيت النفوذ الإقليمي، وتشير تقارير صحيفة "الغارديان" إلى أن هذه الزيارات هدفت إلى تعزيز الحشد الشعبي ومنع نزع سلاح حزب الله.. بينما احتج المسؤولون العراقيون واللبنانيون على تدخلات طهران.
على الصعيد الدولي يضع تهديد الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) بتفعيل آلية "الزناد" النظام في مأزق، ووفقًا لتقرير وكالة "رويترز" (يونيو 2025) حذرت أوروبا من أن عدم التوصل إلى اتفاق نووي بحلول نهاية أغسطس سيؤدي إلى عودة العقوبات، ووصف عباس عراقچي وزير خارجية نظام الملالي هذا الوضع بـ"الكارثة" محذرًا من أن العودة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ستجعل إيران تهديدًا عالميًا مع تبعات قانونية وسياسية وخيمة، ويعمق هذا الوضع الانقسامات الداخلية؛ فالبعض، مثل بزشكيان يدعو للتفاوض بينما يهدد المتشددون أوروبا بالصواريخ بعيدة المدى، ويصر خامنئي معتمدًا على دعم الصين وروسيا على البرنامج النووي مما يزيد مخاطر التصعيد العسكري.
داخليًا أركعت الأزمات المعيشية النظام، وأقر بزشكيان في خطاب أغسطس 2025 بأن الماء والكهرباء والغاز والتضخم والفقر شلوا البلاد دون حلول، وتظهر تقارير منظمة العفو الدولية أن النظام أعدم 93 شخصًا خلال أسبوعين لقمع الاحتجاجات؛ لكن هذا القمع زاد من التوتر الاجتماعي في أكثر من 30 مدينة منها تبريز والأهواز حيث خرج الناس إلى الشوارع، واستُهدِفت مراكز البسيج من قبل وحدات المقاومة المعروفة بـ "كانونهاي شورشي". وفي سيستان وبلوشستان تستمر الهجمات المسلحة من البلوش ضد قوات النظام مدفوعة بالجفاف والبطالة المتفشية (تقرير بي بي سي يوليو 2025).
يعتمد خامنئي على القوات الوكيلة لتعويض ضعفه الداخلي، وقد حذر دُري نجف آبادي من أن خسارة سوريا ونزع سلاح حزب الله أو حل الحشد الشعبي سيترك النظام بلا حماية في العراق، وقد وقّع لاريجاني اتفاقية أمنية أثارت احتجاج الولايات المتحدة، ووفقًا لقناة "العربية" تهدف هذه الاتفاقية إلى منع استخدام الأجواء العراقية في حرب محتملة، وتفادي العقوبات عبر تصدير النفط، ودعم الأحزاب الموالية في الانتخابات.. ورغم استغلال النظام لمراسم الأربعين هروبا من أزماته إلا أن الشعب الإيراني يشبه النظام بـ يزيد ويهدد المواكب الدينية المخادعة.
في لبنان، يبذل النظام جهودًا مكثفة لمنع نزع سلاح حزب الله، وقاوم حزب الله قرار الحكومة اللبنانية في 5 أغسطس بنزع سلاح المليشيات، وسافر لاريجاني ليمارس بدوره ما أمكنه من الضغط السياسي المصحوب بالتهديد، بينما يخطط ما يسمى بـ الحرس الثوري لخلق الفوضى وشن هجمات بطائرات مسيرة على سوريا الجديدة، وتعد السفارة الإيرانية في بيروت مركزًا للتنسيق مع استمرار التمويل عبر مكاتب الصرافة المحلية رغم ضعف القاعدة الاجتماعية لحزب الله بسبب قطع الدعم المالي.
في اليمن، يشكل الحوثيون أداة منخفضة التكلفة للنظام.. وقد كشف القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم في يوليو 2025) عن ضبط 750 طنًا من الأسلحة الإيرانية مما يؤكد الدعم المستمر، وهنا يبقى دعم الحكومة اليمنية الشرعية ضروريًا لقطع نفوذ النظام.
في ظل ضعفه الداخلي يعتمد خامنئي على وكلائه، وتقدم المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي الحل الثالث: لا مفاوضات مع النظام، ولا حرب خارجية.. ونعم للإطاحة بالنظام عبر الشعب الإيراني بقيادة المقاومة المنظمة، ويركز هذا الحل على فضح مؤامرات النظام في المنطقة، ودعم نزع سلاح حزب الله كمطلب شعبي لبناني، وحل الحشد الشعبي لقطع نفوذ النظام الدموي، ويؤكد الحل الثالث على الانتفاضة الشعبية وتشكيل المجلس الوطني الانتقالي.. واعتماد رؤية وبرنامج المواد العشر لنقل السلطة إلى الشعب، وهو السبيل الوحيد لتحرير إيران والمنطقة من شر النظام.