بلال الصوفي يكتب:

أنا حر

كثيرة هي الإنتهاكات والجرائم والمضايقات والتعسفات الإصلاحية ضدي ككاتب وشاعر ومثقف مثلما هي كثيرة بحق وضد كل إنسان يعبر عن رأيه بأي طريقة إن كان لا يدين للإصلاح بالولاء والإخوان بالسمع والطاعة.
نعاني وزملائي اللذين امتهنوا فن الكتابة بشقيها (الشعري_الصحفي)أو كليهما معا من تزايد المضايقات والجرائم الإصلاحية الأخوانية بحقنا واللتي إن لم تكن بطريقة مباشرة ستأتي بطرق غير مباشرة حتى شعرت أن أولئك الخفافيش الظلامية القادمين من دهاليز التخلف وبدرومات الشر وأوكار التطرف لن ترض عنا إلا إذا صمتنا ولم نكتب شيئا ثم إذا سكتنا سيظلون يعيبون علينا حتى صمتنا.
المهم ليس همي هو إرضاء تلك الكائنات والأبواق الإخوانية المأجورة والمليشيات  الإصلاحية الإرهابية بقدر ماهو همي إغاضتهم واسخاطهم باعتبارهم أعداء للوطن والإنسانية والقيم والأخلاق والمبادئ السمحة فلو رأيت الإصلاحيين رضيين عني في لحظة من اللحظات لشككت في نفسي وانسانيتي وأخلاقي ونزاهتي.
أنا حر وليس بالإمكان أن أقبل السكوت على جرائمكم بحقي أيها الإخوانجيون وبحق أبناء وطني فمن رضي منكم فليرضى ومن سخط فليضرب برأسه عرض الحائط.
أنا حر ولدت حر لأعيش حر وأموت حر وأبعث حر وألقى الله وأنا حر كما خلقني حرا.
أنا أكبر وأعز وأشرف وأعظم من أن أضل خاضعا لشيخ إرهابي ذولحية محناه يبيع الفتاوى بالمزاد ويتاجر بالدين ويسفك دماء الناس كما هو الزنداني وصعتر.
أو أن أكون تابعا لشيخ قبلي متخلف كحميد وأخوه صادق أو من على شاكلتهم.
أو أكون مطبلا لجنرال عسكري فاسد فاشل فار كعلي محسن الزوجة الثانية للسفير آل جابر أو أمثاله.
أنا حر ..ومهما فعلتم أيها الإخوانجيون لن تسكتوا صوتي أو تنالوا من صراحتي ستقتلكم كلماتي وتنهيكم أبياتي فافعلوا ماشئتم وقولوا ماشئتم واصنعوا مايحلوا لكم ففي النهاية لن تحق إلاحقيقة كلماتي ولن تكون إلا واقعية أبياتي.
أيها الإخوانجيون القادمون من غبار التاريخ متى تعون متى تفهمون أن أفكاركم فاسدة وأن بضاعتكم كاسدة لم يعد في العقول مجال لتقبل ترهاتكم وفي العقول متسع لتلقي هراءاتكم فانئوا بأنفسكم جانبا واختفوا عن أعين الناس.
أخيرا أهدي إليكم هذه الابيات من كلماتي :
سأظل اتلو أحرفي مترنما
وأصيغ من شعري كلاما محكما
قولوا إذا شئتم بأني كافر
أو صنفوني ملحدا أو مجرما
أو ضايقوني كيفما يحلو لكم
أو سلطوا ضدي عذابا مؤلما
فأنا سأبقى للقصيدة عاشق
ولسوف أبقى شامخا لن أهزم
يا للتعاسة من دعاوى بلدتي
فبها وجدت اليوم عصرا مظلما
جعلوا من النظم الفصيح جريمة
بل صيروا نظم القصيدة مأثما
أجريمة إن كنت يوما شاعرا
أو كنت شخصا عاشقا أو مغرما
هل كان هذا وارد في ديننا
ومتى إلهي كان هذا حرم
رباه فلتغفر لقومي إنهم
خانوا بهذا الشعب دينا قيما
إن قلت شيئا فالكلام يغيظهم
ويسر قومي إن رأوني أبكما
جعلوا من الإبداع عيب إنهم
لم يتركوا يوما صبيا ملهما
بل شوهوا وجه الجمال وظللوا
لم يسلموا حقا بأرضي معلما
بل حرضوا ضدي بكل وقاحة
ثم استباحوا الأمس شخصا مسلما
بالرغم أني ما ارتكبت خطيئة
والأرض تعرف صدق قولي والسما
مذ سيطر الإخوان في أوطاننا
جعلوا مصير الشعر فيها مبهما
لكنني خضت التحدي ضدهم
ولكيدهم أنا لم أكن مستسلما
أنا والقصيدة سوف نبقى إخوة
ولأجلها صيرت قلبي سلما
فقصيدتي صوتي وبوح مشاعري
وبها سأغدو فارسا أو ضيغما
ماذا يغيظ البعض منها إن أتت
تهدي إلى كل العقول تفهما
هذا أنا وقصيدتي نبض الهوى
وعلي ربي بالقصيدة أنعم
أهوى القصيدة بل شغفت بنظمها
بل ما طلبت مقابلا أو مغنما
فلتتركوني للقصيدة وحدها
لأعيش فيها في الوجود مكرما
لكن دهتنا في الزمان غرائب
أمسى بها هذا الوجود مسمما
حكمت بلادي ياشباب عصابة
جعلت من النظم الفصيح محرما
إن كنت في وطني غلاما شاعرا
أنت اللذي من شرهم لن تسلم
ما دام للإرهاب فينا دولة
فبلادنا بسعادة لن تنعم
رباه إخوان التطرف قد طغوا
والشعر صار محاربا ومهدما
فابعث لنا نصرا قريبا عاجلا
واكتب لنا بالنصر وعدا مبرما
يا أيها الإخوان موتوا وارحلوا
فلسوف تسقيكم حروفي علقما
سأذيقكم بالشعر سما ناقعا
حتى تروا كل الوجود جهنم
فأنا اللذي نظم القصيدة مدمن
وجعلت منها للجوانح بلسما
أدمنتها وعشقتها وأحبها
فرأيت قلبي بالسعادة مفعما