عملية خاطفة تغيّر الخارطة العسكرية..

القوات الجنوبية تحرر قواعد عسكرية من قوات الإخوان وتقترب من استعادة كامل وادي حضرموت

سيطرت القوات المسلحة الجنوبية على معسكرات رئيسية في سيئون، بينها اللواء 37 مدرع واللواء 135، إضافة إلى مطار سيئون، فيما حررت قوات دفاع شبوة مواقع في عارين من قوات مرتبطة بالإخوان. التطورات تعيد رسم ميزان القوى في وادي حضرموت وتمهّد لمرحلة انتشار أوسع.

القوات الجنوبية تفرض سيطرتها على سيئون وتفتح مسار استعادة وادي حضرموت - المصدر

مراسلون
يشكّل مراسلو مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات شبكة ميدانية واسعة تغطي مختلف الاحداث والقضايا لضمان دقّة المعلومة وعمق التحليل، انسجاماً مع شعار: "دقّة في الرصد، وعمق في التحليل

قال مصدر عسكري جنوبي إن القوات المسلحة الجنوبية “أحكمت سيطرتها” على عدة قواعد عسكرية حيوية في وادي حضرموت، بينها معسكرات تابعة للمنطقة العسكرية الأولى ومطار سيئون الدولي، في تحرك عسكري هو “الأوسع منذ سنوات” نحو استعادة كامل مناطق الوادي التي ظلت لعقد من الزمن تحت نفوذ قوات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.

وبحسب تقارير إعلامية محلية، سيطرت القوات الجنوبية خلال الساعات الماضية على معسكر اللواء 37 مدرع في سيئون، أحد أكبر قواعد المنطقة العسكرية الأولى، إلى جانب معسكر الخشعة (اللواء 135 مشاة) الذي يُعد من أبرز المواقع الاستراتيجية في الوادي، إضافة إلى مطار سيئون الدولي والقصر الجمهوري في المدينة.

وذكرت مصادر صحافية أن العملية تمت “عقب مقاومة محدود”، مشيرة إلى أن بعض قيادات المنطقة العسكرية الأولى غادرت وادي حضرموت قبل تقدم القوات الجنوبية.

وفي محافظة شبوة، أفادت مصادر عسكرية بأن قوات دفاع شبوة نفّذت عملية خاطفة سيطرت خلالها على معسكرات تابعة لقوات مرتبطة بجماعة الإخوان في منطقة عارين شمال المحافظة، في خطوة اعتُبرت مكمّلة لتحركات ميدانية نحو منع أي إسناد عسكري لقوات المنطقة الأولى في حضرموت.

وقال المصدر العسكري الجنوبي لـ"اليوم الثامن" إن “التحركات تأتي ضمن ترتيبات تهدف إلى إعادة تموضع القوات النظامية في محافظات الجنوب، وإخضاع المواقع العسكرية كافة لسلطة مجلس القيادة الرئاسي”. وأضاف أن القوات الجنوبية “لن تسمح بوجود تشكيلات موازية تعمل خارج منظومة القرار العسكري الموحد”.

بالتوازي مع التطورات الميدانية، أعلنت جماعة تُطلق على نفسها “ثوار شباب حضرموت – وادي وصحراء” النفير العام، داعية السكان إلى “التصدي لأي ممارسات قمعية” من قوات المنطقة العسكرية الأولى، ومتهمة إياها بتنفيذ “اعتقالات ومصادرة خيام الاعتصامات” قبل أيام.

ويشير هذا التوتر، وفق مصادر صحفية في حضرموت تحدثت لـ"اليوم الثامن"، إلى أن معركة حضرموت “لا تتعلق فقط بإعادة توزيع النفوذ العسكري”، بل ترتبط أيضًا بإرث سياسي قديم يتعلق بالتمثيل المحلي، والولاءات الحزبية داخل الوادي الذي يعتبر مركز الثقل التاريخي للمنطقة العسكرية الأولى.

تُعد سيطرة القوات الجنوبية على معسكرات اللواء 37 مدرع واللواء 135 والانتشار في مطار سيئون تحولًا مهمًّا في مسار القوة داخل وادي حضرموت، الذي ظلّ لعقود تحت إدارة قوات محسوبة على حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين). ويرى مراقبون أن الانتشار الجديد “يعزز فرص إعادة ترتيب المشهد الأمني لصالح القوات الجنوبية”، خصوصًا مع الدعم السياسي الذي يحظى به المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.

كما أن السيطرة على مطار سيئون، وهو أحد أهم المرافق المدنية في وادي حضرموت، تعطي القوات الجنوبية مساحة أوسع للتحكم في خطوط الإمداد والانتقال، ما يجعل عودة قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى مواقعها السابقة أمرًا “شبه مستحيل”.

في موازاة التطورات العسكرية، أعلنت مجموعة تطلق على نفسها “ثوار شباب حضرموت – وادي وصحراء” النفير العام، متهمة قوات المنطقة العسكرية الأولى بممارسة “قمع” بحق المعتصمين، ومصادرة خيام كانت في ساحات الاحتجاج. وعلى الرغم من أن هذه الدعوات لا يبدو أنها شكلت حراكًا ميدانيًا مباشرًا، إلا أنها تعكس بوضوح حالة الاحتقان الشعبي تجاه الوجود العسكري المرتبط بالإخوان.

وبينما لم يصدر تعليق رسمي من وزارة الدفاع اليمنية أو الحكومة المعترف بها دوليًا، تشير التحركات على الأرض إلى أن الساعات المقبلة قد تشهد إعادة صياغة جديدة للخريطة العسكرية في وادي حضرموت والمهرة، بما يتجاوز حدود العمليات العسكرية نحو ترتيبات سياسية محتملة داخل مجلس القيادة الرئاسي.