شهادات مروعة عن تعذيب وإعدامات بسجون إيران..

هجوم على السجناء السياسيين: إعدام اثنين من مجاهدي خلق وحظر إعلامي كامل

الصمت الدولي يُفسَّر كضوء أخضر لمزيد من المذابح. يجب على الأمم المتحدة ودولها الأعضاء اتخاذ إجراءات ملموسة لإنقاذ الأرواح. هل سيظل العالم صامتًا أمام هذا الظلم؟ الحرية تنتظر إجابة.

سجن قزلحصار_ أرشيفية

مصطفى النعيمي
كاتب وباحث مختص في الشأن الإيراني

يصعد النظام الإيراني، تحت رئاسة مسعود بزشكيان، حربه ضد السجناء السياسيين في زنازينه، عبر موجة من الاختطافات والتعذيب والإعدامات. هذه الحملة ليست عرضًا للقوة، بل استراتيجية مدروسة نابعة من خوف النظام العميق من شعب متحد ومقاومته المنظمة. التكتيكات الإرهابية المتزايدة داخل السجون تستحضر ذكريات قاتمة لصيف 1988، محذرة من جريمة وشيكة ضد الإنسانية.

تحذير من قلب السجن
في رسالة مروعة من سجن قزل حصار، أطلق السجين السياسي علي معزي جرس الإنذار، متسائلاً: "هل جريمة مشابهة لصيف 1988 على وشك الحدوث؟" ويؤكد أن النظام، مدفوعًا بـ"خوفه اللامحدود" من انتفاضة شعبية، يكثف قمعه. يوثق معزي زيادة في الإعدامات، واختطاف سجناء مرتبطين بمنظمة مجاهدي خلق  مثل علي يونسي، بيجان كاظمي، وأرغوان فلاحي، وحكم بالإعدام على أكثر من عشرة مؤيدين. النظام لم يعد يواجه طليعة المقاومة فحسب، بل "وحدات المقاومة المتكاثرة" و"الألف أشراف"، ويخشى انهيار أساساته في المعركة النهائية.

أرغوان فلاحي: وجه القمع
تقدم قضية أرغوان فلاحي، البالغة 24 عامًا، صورة مروعة لقسوة النظام. أُلقي القبض عليها في طهران في 26 يناير 2025، ووُضعت في الحبس الانفرادي بجناح 241 في سجن إيفين. لمدة ستة أشهر، تحملت تعذيبًا نفسيًا واستجوابات لا هوادة فيها دون أي اتصال بعائلتها. ثم نُقلت إلى سجن فشافويه، ومنه إلى مكان مجهول، معرضة للإخفاء القسري. اضطهاد أرغوان يعكس وحشية النظام عبر الأجيال؛ فوالدها، نصرالله فلاحي، سجين سياسي في الثمانينيات، يقضي الآن حكمًا بالسجن لخمس سنوات. دعت لجنة النساء في المجلس الوطني للمقاومة إلى تدخل دولي عاجل لتحديد مكانها وإطلاق سراحها.

هجوم منسق للقتل
في 26 يوليو 2025، اقتحم أكثر من 100 حارس مسلح جناح السجناء السياسيين في قزل حصار في هجوم عسكري وحشي. سُحب أعضاء منظمة مجاهدي خلق بهروز إحساني ومهدي حسنی إلى الحبس الانفرادي وأُعدما في اليوم التالي. النظام، في عمل دنيء، يرفض إعادة جثتيهما لمنع الحداد العام وإخفاء جرائمه. كما استُهدف سعيد ماسوري، أحد أقدم السجناء السياسيين، بالنفي القسري لإسكات صوته الثابت. النظام فرض حظرًا معلوماتيًا كاملاً على السجن، وواجه العائلات القلقة عند بواباته في 27 يوليو جدارًا من الصمت.

هذه الأعمال جزء من حملة قمع واسعة. النظام، المرعوب من وحدات المقاومة، يحاول كسر إرادة الشعب عبر الإرهاب. لكن هذه الوحشية تؤجج الغضب بدلاً من إخماده. معزي حذر من أن النظام يستعد لتكرار مجزرة 1988، التي أودت بحياة أكثر من 30,000 سجين سياسي. مع وجود 14 سجينًا آخرين على قوائم الإعدام، غالبيتهم من مؤيدي منظمة مجاهدي خلق، فإن الخطر وشيك.

مؤتمر إيران الحرة 2025 في روما: صرخة ضد القمع
في 31 يوليو 2025، استضاف البرلمان الإيطالي مؤتمر «إيران الحرة 2025»، حيث أدانت السيدة مريم رجوي تصعيد النظام ضد السجناء السياسيين كـ«محاولة يائسة لإخماد انتفاضة وشيكة». ودعت إلى إجراءات دولية عاجلة لإنقاذ السجناء مثل أرغوان فلاحي، مؤكدة: «وحدات المقاومة تحول غضب الشعب إلى ثورة منظمة.» دعم السناتور جوليو تيرزي هذه الدعوة، مطالبًا بفرض عقوبات على النظام وإدراج الحرس الثوري في قوائم الإرهاب. وحذر من تهديد النظام للمنطقة العربية بدعم ميليشيات مثل حزب الله، داعيًا العالم العربي إلى التضامن مع الشعب الإيراني لوقف هذه الجرائم وتحقيق العدالة.

الصمت الدولي يُفسَّر كضوء أخضر لمزيد من المذابح. يجب على الأمم المتحدة ودولها الأعضاء اتخاذ إجراءات ملموسة لإنقاذ الأرواح. هل سيظل العالم صامتًا أمام هذا الظلم؟ الحرية تنتظر إجابة.