عرض كتاب "قلاع وحصون على ساحل البحر الأحمر" للمؤلف حاتم الصديق..

القلاع والحصون على ساحل البحر الأحمر.. قراءة في معمار الذاكرة الدفاعية للمنطقة

"لقد عرف الإنسان القلاع والحصون والأبراج والبوابات منذ قديم الزمان؛ لحاجته لها إلى حماية نفسه وممتلكاته من أي هجوم محتمل... وشهد ساحل البحر الأحمر عبر تاريخه الطويل إنشاء العديد من التحصينات الحربية بغرض حماية المدن الساحلية الاستراتيجية من هجمات الأعداء المتواصلة"

كتاب قلاع وحصون على ساحل البحر الأحمر للمؤلف حاتم الصديق

د. سالم الحنشي
باحث مقيم في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، رئيس تحرير مجلة بريم الصادرة عن المؤسسة

قلاع وحصون على ساحل البحر الأحمر، حاتم الصديق محمد أحمد، سلسلة الدراسات التاريخية(31)، دار آريثيريا للنشر والتوزيع، الخرطوم _ السودان، ط1، 2024م، كتاب يشتمل على تسعة فصول في 257 صفحة، بدأه المؤلف، بعد الآية القرآنية، بإهداء يكشف عمَّا يعيش فيه كثير من أبناء الأمة العربية من غربة واغتراب قسري، وأحلام في العيش بأوطان تسودها المحبة والعدل والأمن والاستقرار، يليه شكر وتقدير لكل من كان عونًا في تأليف هذا الكتاب، من أسرته، وأساتذة راجعوا مسودة الكتاب وآخرين وقدموا له، وأتت قائمة محتويات الكتاب بعده، ويليها تقديم الأستاذ الدكتور عز الدين عمر موسى، ثم تقديم الأستاذ الدكتور سمير محمد علي حسن الرديسي، اللذين أشارا في تقديمهما لهذا الكتاب إلى أهمية المنطقة ميدان الدراسة وما اختاره المؤلف من موضوع لم يُتطرَق له، وتقسيمه المنهجي الجغرافي لتناول ذلك الموضوع، وتزويده الدراسة بالصورة التي لا تقل أهمية عن الكلمة المكتوبة إن لم تفقها في بعض المواطن، فضلًا عمَّا عاد إليه من مصادر تاريخية عالية الموثوقية في دراسته، ويلي التقديمان مقدمة المؤلف لكتابه التي تكلم فيها بشكل عام عن بناء تلك القلاع والحصون على ساحل البحر الأحمر وتطورها عبر التاريخ وما تميزت به من نمط معماري وأهمتها. وجاء بعد تلك المقدمة فصول الكتاب التسعة، فجعل الفصل الأول تمهيدًا تكلم فيه بصورة عامة عن القلاع والحصون والبوابات والأسوار...، وعرف كل عنصر من تلك العناصر، وخصص الفصل الثاني لما جاء من تلك البنايات في الساحل اليمني وجنوب العرب، والفصل الثالث في الساحل السعودي، والفصل الرابع في الساحل الأردني والفلسطيني، والفصل الخامس في الساحل المصري، والفصل السادس في الساحل السوداني، والفصل السابع في الساحل الأريتري، والفصل الثامن في الساحل الصومالي، وأفرد الفصل التاسع لتناول المتشابهات المعمارية فيما تناوله في الفصول السابقة في تلك السواحل في شرق البحر الأحمر وغربه.

ويمكن عرض محتوى تلك الفصول بصورة موجزة شاملة على النحو الآتي:

الفصل الأول: القلاع والأبراج والحصون والبوابات

لقد عرف الإنسان القلاع والحصون والأبراج والبوابات منذ قديم الزمان؛ لحاجته لها إلى حماية نفسه وممتلكاته من أي هجوم محتمل، واستعمالها في أوجه الحياة المختلفة، وشهد ساحل البحر الأحمر عبر تاريخه الطويل إنشاء العديد من التحصينات الحربية بغرض حماية المدن الساحلية الاستراتيجية من هجمات الأعداء المتواصلة، ومن أنواع التحصينات الحربية:

_ القلاع: وهي مباني شديدة التحصين، تشيد على جبل أو على أرض منبسطة أو تطل على البحر، ولها العديد من المهام الحربية والمدنية، وقد تم استخدامها لأغراض متعددة، فاستخدمت مساكن وسجون ومستودعات وبيوت للمال وإدارة المنطقة التي توجد القلعة ضمنها، ومخازن للذخيرة والمؤن والعتاد والجند، وقد ظهرت القلاع منذ العهد الآشوري في العراق، وتطورت في العصور الإسلامية، وضمت بعض القلاع في المشرق العربي مكان للمصارعة، وهي خاصية إضافية ظهرت في تلك القلاع التي يرجح أنها أخذت من الحضارة الرومانية.

_ الحصن: يستخدم في توفير الحماية الضرورية للمدن في مراحل الحروب، وبتلك الخصوصية يتميز الحصن عن القلعة التي تستخدم لأغراض مدنية أو حربية.

_ السور: هو بناء يرتفع من سطح الأرض يحيط بالمدينة كليًا، لاسيما تلك المدن التي تنشأ في الوديان والسهول والسواحل، ويكون طوله وارتفاعه مناسبًا للمدينة وحجمها؛ لكي يعمل على حمايتها، ويختلف حجمه وارتفاعه من مدينة إلى أخرى، بحسب قدرتها المالية وتوفر المادة الخام اللازمة لتشييد تلك المرافق الدفاعية، وقد شكلت أسوار المدن أهم الاستحكامات الحربية التي اهتم بها الحكام بغرض التحصين، وتم تدعيم أسوار القلاع في مستواها السفلي بسطح أملس مائل مغطى بأحجار ملساء لكي يصعب تسلقها، ويستفاد من هذه الدعامات في تمتين السور تحسبًا لأي انهيار محتمل.

_ البوابات: جمع بوابة، وهي الفتحة القائمة في سور المدينة، وتغلق بمصراع أو مصراعين، وتُعدُّ الأبواب في أسوار المدن من أهم الأشكال المعمارية بالمباني الحربية، ومن أضعفها حيث تكون من أوائل النقاط التي يتم استهدافها من العدو عند مهاجمته لأي مدينة محصنة ذات أبواب، وقد تم إنشاء هذه البوابات لتسهيل عملية دخول الناس وخروجهم، وهناك أبواب عادية وأبواب أخرى سرية يتم تصميمها للنجدة أو لخروج الحاكم وحاشيته عند الحاجة لها. وقد ابتكر الإنسان منذ فجر التاريخ القديم بناء الأسوار والبوابات؛ لتحصين المدن بغرض توفير الحماية لها ضد الهجمات التي تشن بغرض الاستيلاء عليها أو تدميرها، ومعظم البوابات في المدن التاريخية يتم فتحها عند أذان الفجر ويتم إغلاقها عقب صلاة العشاء مباشرة؛ حيث نجد هذا الأمر في بوابة جدة، وسواكن، ومدينة أم درمان، وهذا التشدد في عملية الإغلاق والفتح لهذه الأبواب وفي مواعيد محددة الغرض منها تأمين هذه المدن، وتسهيل عملية مراقبتها ليلًا، ولمنع أي نشاط يعرض المدينة وسكناها للخطر، وقد تم تعيين حراسة خاصة لهذه البوابات تقوم بمراقبتها والإشراف عليها، ومراقبة الداخلين والخارجين عبرها.

_ الخنادق: جمع خندق، وهو أخدود يحفر بالأرض بحيث يكون محاطًا بالمدينة؛ ليمنع تجاوز الأعداء وغير المرغوب بهم في الوصول إلى المدينة، والعلاقة واضحة بين السور والخندق، فهما يحيطان بالمدينة أحدهما فوق الأرض والآخر محفورًا فيها، ولا ينشأ سور فوق خندق، ولا خندق تحت سور، لكن قد يجتمعان سور وخندق حول مدينة واحدة، فيوجد سور يليه خندق مثلًا، والأسوار والخنادق وسائل دفاعية استخدمها الإنسان لتحصين المدن، إلى جانب المصاطب الترابية والموانع الطبيعية.

_ الأبراج: وهي عبارة عن بناء مرتفع في سور المدينة أو المباني العسكرية المحيطة بها مثل القلاع والحصون، ويكون بها عدد من الجنود بغرض المراقبة والحماية والدفاع، وتميزت الأبراج بارتفاعها عن السور ويتم تزويدها بعدد من الغرف الدفاعية العلوية لقذف النار وإطلاق السهام، ويمكن من خلالها صب السوائل الحارقة مثل الزيوت والشحوم وغيرها على المهاجمين، وقد تطورت عمارة الأبراج بصورة كبيرة عبر التاريخ، وقد حرص المسلمون على جعل محيط الأبراج الحائطية المدمجة في أسوار المباني الدفاعية من الأسفل أكبر من محيطها من الأعلى حيث تتناقص مساحة البرج كلما اتجه إلى أعلى، وذلك بغرض تدعيمها، واعتمد المسلمون على الأبراج في تدعيم المعمار الحربي، من خلال وضعها في أطراف البناء أو توزيعها على امتداد السور المحدد لحماية المدينة، بحيث تكون المسافة بين كل برج وآخر ما مقداره رمي سهم أي 25 مترًا، وقد تعددت أشكال الأبراج في العمارة الإسلامية فنجد الأبراج المربعة الشكل والمستطيلة، التي ورثتها العمارة الإسلامية من الحضارة الرومانية والبيزنطية في العصور الوسطى ولتفادي العيوب والمشاكل في الأبراج المربعة والمستطيلة ابتكر المسلمون أنماطًا جديدة من الأبراج التي تسهل حركة المدافعين عن المدينة وتساعد على وضوح الرؤية لمسافات بعيدة وتغطية الزوايا المنفرجة أسفل الأسوار؛ لذلك اعتمدوا على الأبراج المضلعة والأسطوانية الشكل وقد ظهرت الأبراج الأسطوانية في البلاد الإسلامية منذ الدولة الأموية والعباسية. والعمارة الحربية في أبراج المدن الساحلية على البحر الأحمر تتوزع بين المربع والدائري، فالأبراج المربعة توجد في قلعة باب الغفل في مدينة اللحية في اليمن، وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بجمهورية مصر العربية، وبوابات سواكن وطوابي مدينة محمد قول في السودان، وأما الأبراج الدائرية فتوجد في قلعة صيرة في مدينة عدن، وقلعة باب النخيل في مدينة الحديدة، وقلعة باب مشرف، وقلعة الفقيه في اليمن، وفي بوابة مدينة جدة القديمة والحديثة، والقلعة العثمانية القديمة في مدينة ينبع بالمملكة العربية السعودية.

_ الممشى: هو المساحة المكشوفة بين أجزاء السور في المدن المحصنة، فهو جزء من السور وعرضه يتوقف على مدى اتساع عرض السور أو نقصانه، واتساع الممشى من الأعمال المحببة؛ لأنها تتيح فرصة تجميع القوات المدافعة في أسرع وقت ممكن، ويساعد في مراقبة المدينة من خلال تغطية المساحات المحصورة بين نقاط الدفاع الثابتة من السور خلال عمليات المراقبة. وقد أُطلِق على الممشى العديد من الأسماء مثل مطاف الحراس، وممر الحراس، ودرب السعة، ويتم الوصول إليه عبر سلالم مدرجة للراجلين أو منحدرة بغرض إيصال الأسلحة الثقيلة إلى أماكنها المحددة أعلى السور مثل المدافع. ومن الأجزاء المهمة في الممشى حائط الممشى الذي يعلو الأبراج والأبواب ويكون به عدد من الشرفات، وقد تفتح بها عدد من فتحات المراقبة ومهمة هذا الجدار حماية مستعملي الممشى خلال تنقلاتهم بين أجزاء السور أو كساتر يحتمون به عندما يتعرضون لهجوم.

_ الشرفات: هي تلك المباني التي تزين أعلى المباني في الأسوار، وقد تم استخدامها من قبل المسلمين في المنشآت العسكرية والمدنية مثل: المساجد، والأضرحة، والقصور، والحمامات، والعيون، بأشكالها المختلفة، ومنها الشكل المسنن والمتدرج، أو على شكل ورقة ثلاثية البتلات، فتختلف أشكالها في العمارة الدفاعية، إلا أنها تقوم بوظيفة توفير مساحة لعمل المزاغل التي تمكن الجنود من رؤية أهدافهم ورميها بالسهام أو الأسلحة النارية، وفي الوقت نفسه توفر لهم الحماية من ضربات أعدائهم. 

_ المزاغل: وهي عبارة عن فتحة للرماية على شكل مثلث مبتور الرأس ضيق من الخارج وعريض من الداخل لتسهيل حركة المدافعين عند تصويب أسلحتهم نحو العدو، وفي بعض الأحيان تكون الفتحة إلى الأسفل لمراقبة جوانب السور، وتصميم المزاغل بهذا الشكل يوفر عدد من الأشياء، مثل: إصابة الهدف بسهولة، وحماية المدافعين خلفه من المهاجمين، وتقليل تسرب مياه الأمطار إلى داخل المبنى. وتعرف المزاغل باسم (صوبت)، ويعتقد أنها من صوب السلاح، وقد استخدمت المزاغل منذ وقت مبكر في العمارة الإسلامية.

_ الساقطة: وهي عبارة عن شرفة بارزة في أبواب المدن والبنيات الحربية، وقد زودت أرضيتها بفتحات بغرض رمي الحجارة والسهام والمواد الحارقة كالزيت المغلي وغيره على المهاجمين، ويرجح سبب استخدامها لضعف يطرأ على النظام الدفاعي في قلاع وبوابات المدن.

وقد ظهرت المدن المحصنة بصورة واضحة في أوروبا في العصور الوسطى مثل آبلة في إسبانيا، وقلعة (لاسيتي) في قرقشونة بفرنسا وغيرها من المناطق، وكانت هناك عدة مدن محصنة في البلاد العربية مثل: القدس، وبغداد، وسواكن، وجدة، وأم درمان، وغيرها من المدن التي عرفت التحصينات الدفاعية من أسوار وقلاع وحصون وبوابات واهتمت بها وأصبحت جزءًا من تاريخها ومعالمها الأثرية، وعندما بسط الصليبيون سيطرتهم على عدد من المدن في فلسطين والعراق وبلاد الشام ومصر عملوا على إنشاء عدة قلاع وحصون، بغرض حمايتهم من هجمات المسلمين التي كانت تهدف لاستعادة أراضيهم المسلوبة وطرد الوجود الصليبي منها، وقد نجح الصليبيون في وضع معظم المناطق التي سيطروا عليها تحت المراقبة المستمرة، وعملوا على إنشاء عدد من القلاع والحصون تحرس بعضها بعضًا من نهر الفرات شرقًا إلى ساحل حوض البحر الأحمر غربًا، وقد كانت هذه التحصينات بأنواعها المختلفة في مدن البحر الأحمر وحواضره تهدف إلى تحقيق عدد من المهام، منها: تأمين المدن من الهجمات، وحماية الحجاج، وفرض السلطة وهيبة الدولة، ومقر للجند والحكام والاجتماعات.

الفصل الثاني: قلاع وحصون وبوابات الساحل اليمني

شهدت اليمن عمومًا وجنوب الجزيرة العربية خصوصًا ومدنها التي تطل على ساحل البحر الأحمر وخليج عدن منذ فجر التاريخ قيام العديد من الحضارات والممالك والسلطنات، التي تميزت ببناء العديد من القلاع والحصون والبوابات؛ لغرض حماية المدن من أي هجوم خارجي، وشهد القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي اهتمامًا ملحوظًا بالقلاع والحصون الحربية، بسبب الأطماع الأجنبية في المنطقة والتدخلات الخارجية، وبمرور الوقت أصبحت تلك القلاع والحصون مصدرًا من مصادر الحكم فلم تقم دولة إلا وكان لها قلعة تتخذها مقرًّا لحكمها وقاعدة لملكها، الأمر الذي أسهم في تنوع العمارة الدفاعية. وتميزت تلك العمارة بجمالها ونقوشها الفريدة وضخامتها الواضحة للعيان، ومن تلك المدن التي تميزت بوجود القلاع والحصون والبوابات فيها:

_ مدينة عدن

تُعدُّ هذه المدينة من أهم المدن المطلة على البحر الأحمر وبوابته الجنوبية، وتتميز بموقعها الاستراتيجي ودورها التجاري والحضاري عبر العصور، وأمن الحرمين الشريفين وجدة وكل ساحل البحر الأحمر يرتبط بهذه المدينة الاستراتيجية، فمن يسيطر عليها يمكنه منع الملاحة في جنوب البحر الأحمر، وتعرضت مدينة عدن، عبر تاريخها الطويل، إلى العديد من الغزوات، فسعت القوات البرتغالية في العام 1513م إلى السيطرة عليها؛ كي تسيطر على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وإغلاقه أمام السفن الإسلامية، لكن وجدت مشقة في ذلك لتحصين المدينة. ويمثل ميناء عدن أهم موانئ مدخل البحر الأحمر من جهته الجنوبية، وكان قبلة للسفن بمختلف أنواعها من موانئ البحر الأحمر والخليج العربي وشرق آسيا، وتحديدًا الهند.

_ أبواب عدن

تميزت مدينة عدن بوجود عدد كبير من البوابات، أشهرها باب عدن أو عقبة عدن الذي يُعدُّ واحدًا من المنافذ البرية التي تربط مدينة عدن بمدينة المعلا من ناحية الغرب، ويقع باب عدن أسفل جبل(التعكر) ويسمى باب البر، وباب اليمن، وباب السقايين، والباب، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن تاريخ بنائه يعود إلى شداد بن عاد الذي قام بثقب باب في الجبل، وبذلك أصبحت عدن سجنًا لكل من يغضب عليه.

_ قلعة صيرة في عدن

تقع في الجزيرة التي تحمل اسمها، شرق مدينة (كريتر)، فوق جبل يبلغ ارتفاعه 430 قدمًا فوق سطح البحر. بنيت في سنة 1173م من قبل الحاكم التركي في عهد الأمير عثمان الزنغابيلي التكريتي، وقد شكلت نقطة حماية مهمة للمدينة، وتم تصميمها للقيام بهذا الدور، ويوجد في جدرانها فتحات عديدة يتم استخدامها في حالة الهجوم على المدينة، وقد ساعدت عبر تاريخها الطويل في صد الكثير من الهجمات، ويوجد فيها مدخلان الأول بين البرجين ويقع في الجهة الغربية والآخر يوجد في الجهة الشمالية، ويتم الصعود إلى المدخل الرئيس عبر درجات دائرية الشكل تؤدي إلى فتحة باب مستطيل بطول 47.2 سم وعرض 96.1 سم، كان يغلق عليها باب خشبي سميك، وهناك باب آخر بطول 72.2 سم وعرض 96.1 سم، ويفتح على الصالة الرئيسة.

_ قلعة تعز(القاهرة).

تقع قلعة تعز التي يطلق عليها اسم (القاهرة) _ ويطلق هذا الاسم(القاهرة) على عدة قلاع في أماكن مختلفة داخل اليمن _ على سفح جبل صبر فوق مرتفع صخري يطل على المدينة، وقد عُرِفَت بعدد من الأسماء، منها القلعة الحمراء، ودار الأدب، وحصن تعز، ويرجح أن تاريخها يعود إلى العصر الحميري، وتمت عملية إعادة بنائها في عصر الدولة الصليحية (436-532هـ/ 1045-1138م) على يد السلطان عبدالله بن محمد الصليحي شقيق الملك علي بن محمد الصليحي مؤسس الدولة، وخلال الحكم العثماني في اليمن (946-962هـ / 1539-1555م) تم تجديد هذه القلعة، الأمر الذي أدَّى إلى تغيير معالمها القديمة، وأصبحت تتناسب مع المهام الدفاعية التي وضعها لها العثمانيون في ذلك الوقت، وتُعدُّ من أهم القلاع الدفاعية في المنطقة التي أسهمت في الدفاع عن المدينة في فترات تاريخية مختلفة، ونجحت في تأمين الطريق التجاري الواصل للبحر الأحمر. يحيط بالقلعة سور دائري يبلغ طوله 355م تتوسطه أبراج مربعة الشكل، وللقلعة مدخلان المدخل الرئيس من الجهة الشمالية والمدخل الآخر من الجهة الجنوبية، وقد تمت إضافة قصر في وسطها بواسطة الإمام يحيى وابنه أحمد في نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن الماضي، ويوجد فيها ست برك للمياه كما ظلت تقوم بدورها حتى نهاية القرن العشرين حيث تم تحويلها إلى سجن.

مدينة المخا

تطل على ساحل البحر الأحمر، وهي من المدن اليمنية التاريخية والتجارية المهمة، قبلة التجار من مختلف بقاع العالم، ويطلق عليها عاصمة (البُن)، وتُعدُّ حاضرة القهوة اليمنية التي عرفت في جميع أنحاء العالم، وميناء المخا أول ميناء يصدر البُن للعالم، توجد العديد من قلاع المدينة في جبال الثوباني ومنطقة يختل ووادي الملك بالإضافة للشريط الساحلي، ومن أشهرها: قلعة الساحل، والطيار، وقلعة المواصلات، وقلعة الحالي، وقلعة العمودي، وكلها بنيت للدفاع عن المدينة التي تعرضت لعدة غزوات عبر تاريخها الطويل من قبل الأحباش والبرتغاليين والعثمانيين والبريطانيين.

مدينة الحديدة

تُعدُّ من أهم الموانئ اليمنية، وقد تميزت بكثرة القلاع والحصون.

بوابات مدينة الحديدة

تمت إحاطة المدينة بسور من كل الجهات، ومن الأبواب التي اشتهرت فيها: باب النخل، وباب مشرف، وباب الساحل، وباب الفرحة، وباب النصر.

قلعة الكورنيش

أُنشئت عام 946هـ/ 1538م خلال الحكم العثماني، وبقيت قائمة لخمسة قرون. بُنيت من الطوب المحروق وتضم متحفًا، وتتكون من طابقين على شكل سور مربع تلتصق بأركانه أربع بوابات بارزة.

قلعة باب مشرف

أسسها الشريف حسين آل خيرات، وقام ببناء هذا الباب الشريف حمود آل خيرات الملقب بـ (أبو مسمار) سنة 1215هـ، وقد اهتمت الدولة العثمانية بترميم سور المدينة والأبواب التي شكلت معالم المدينة في ذلك الوقت.

قلعة بيت الفقيه

تم بناء هذه القلعة في العهد العثماني على يد الوالي مصطفى باشا، وتقع على تل مرتفع على الجانب الشرقي من مدينة بيت الفقيه، وتم بناؤها من الأجر وزينت جدرانها وأسطح سقوفها بزخارف بديعة، وسُقِفت غرفها بجذوع الأشجار، تم تجديد بنائها في العام 1349ه، وتضم مسجدًا وبعض الملحقات وفناء داخلي.

مدينة اللحية

تقع شمال مدينة الحديدة على بعد 110 كلم، تحيط بها المياه من ثلاث جهات، وتُعدُّ من الموانئ والمدن اليمنية الاستراتيجية، تم تأسيسها في القرن السابع الهجري، وكان فيها العديد من القصور كقصر عبدالودود، وهو ما يدل على ثرائها وغناها الكبير، وضمت العديد من القلاع والحصون الحربية ومن أشهرها قلعة المسيلة، والحمراء، وقد تعرض معظم هذه القلاع للإهمال مما أدى إلى تهدمها بمرور الوقت، ويبلغ عددها أكثر من 14 قلعةً وحصنًا، ومن أهم وأكبر هذه القلاع قلعة الزيلعي.

قلعة الزيلعي

تقع على تل مرتفع يشرف على المدينة ويتحكم في مدخلها الرئيس من جهة البر، تتكون من طابقين على مساحة تقدر بـ 3000م²، حجراتها من الكلس البحري وجدرانها من الطوب المحروق، وتضم عددًا من المرافق مثل: صهريج للمياه مزود بنظام محكم لتجميع مياه الأمطار، ولها سراديب سرية تحت الأرض بطول 500م تمتد إلى الشاطئ.

قلاع جبل الملح:

تتكون من ثلاث قلاع تتوزع على جبل الملح الذي يبعد مسافة 15م عن مدينة اللحية، تم بناؤها في فترة الوجود العثماني الأول، وهي: قلعة الدريهمي، وتستخدم حاليًا مقرًا إداريًا للمديرية، وقلعة الطائف وعرفت باسم قلعة أحمد فتيني، وتتميز بضخامة مبانيها ومرافقها وقربها من الشاطئ، فضلًا عن ذلك فهناك قلاع أخرى، مثل قلعة قضبة، وقلعة الولاج، وقلعة الضحي، وهي من القلاع الأثرية تم تجديدها على يد الشريف الحسين بن حيدر الخيراتي، يصل ارتفاعها إلى 15م وأبعادها 30×60 تميزت أساساتها بالقوة والصلابة؛ لأنها بنيت من الحجر وجدرانها من الطوب، وقلعة المغلاف، وقام بتجديدها الشريف الحسين بن علي حيدر الخيراتي أمير المخلاف السليماني عام 1254هـ، وتتكون من طابقين على مساحة 150م²، وقلعة الفناوص كانت عبارة عن غرفة واحدة، أضاف إليها أمير المخلاف السليماني طابقين وقام شخص يدعى غالب المداني بترميم الجزء الشمالي منها في العام 1970م تم استخدامها سجنًا في بعض الأوقات، وتعرضت هذه القلعة وغيرها من القلاع للإهمال.

قلعة الضحى

تم بناؤها خلال العصر العثماني الأول 1538-1635م، وتم تجديد بنائها خلال العصر العثماني الثاني 1918-1849م، مستطيلة الشكل تبلغ مساحتها 30م × 60م، ويرتفع سورها المبني من الطوب 15م، وتتميز بأساسها المتين الذي بني من الأحجار الصلبة، تم بناء أساسات السور حولها من أحجار البازلت الضخمة، وتم رفعها عن الأرض لبعض الأمتار قبل بناء الطوب (الياجور الأحمر) الذي تمت ليآسته من الخارج بطبقة سميكة من القضاض ملساء مدهونة بشحم الحيوانات وذلك لزيادة تحصيناتها الحربية للجزء الأسفل من الجدران، نوب الحراسة لها قواعد ضخمة، والسور مزود بزوائد بارزة للخارج تشبه المشربيات فيها فتحات إلى الأسفل ومن الجوانب وذلك ليتم استخدامها في رمي الحجارة الثقيلة والزيوت والسهام فوق رؤوس الأعداء الذين يرغبون في تسلق الجدار، وتُعدُّ من القلاع المميزة التي شيدت على أرض سهلية منبسطة وتعتمد على سورها بوصفه خط دفاع أول في حالة تعرضها لأي هجوم خارجي، وتطل على سوق الضحى، وهو سوق أسبوعي بالمدينة، ويطلق عليه اسم سوق الاثنين.

قلعة القفل في اللحية:

تم تشييدها على الجبل الذي أخذت اسمه، وتطل على الميناء ومسجد الزيلعي، وهي مبنى مكون من طابقين، والأحجار التي تم البناء بها من شعب البحر التي تساعد على امتصاص الرطوبة، ويتكون السقف من الأخشاب التي تصنع منها السفن وذلك لقوتها، ويحيط بها سور، ويقع مدخل القلعة الرئيس في الجهة الجنوبية الغربية باتجاه الساحل ويوجد فيها أيضًا بابان آخران، ويقع جنوبها صهريج لتخزين المياه وسرداب.

قلعة كمران

تتكون من عدد من الغرف تحيط بها مجموعة المتاريس، ويوجد بها مخزن للغلال وبئر للمياه ونفق طويل للطوارئ، وتُعدُّ جزيرة كمران أو لؤلؤة البحر الأحمر، كما أطلق عليها حصن ملوك تهامة، من أكبر وأهم جزر حوض البحر الأحمر، تقع بالقرب من ميناء الصليف، وتبلغ مساحتها 107 كم²، وتوجد عدد من الجزر القريبة منها تسمى بأرخبيل كمران، وهي كمران الكبرى، وكمران الصغرى، وعقبان الصغير، والجريد، وشيب وفنجان، وعقبان، والبوزي، وربشة، والقطيع. وقد تعرضت هذه الجزيرة للاحتلال من قبل الفرس الذين بنوا القلعة في العام 620م، ثم الرومان، واحتلها البرتغاليون في العام 1513م، والمماليك في العام 1515م، وعاد البرتغاليون إلى احتلالها في العام 1517م وتم تجديد بنائها في هذه المدة، وتعرضت بعد ذلك للاحتلال البريطاني.

الفصل الثالث: قلاع وحصون وبوابات الساحل السعودي

لقد اشتمل هذا الساحل على عدة قلاع وحصون وبوابات وأسوار، تبنى من الحجر الجيري، والرملي، والصخور البركانية، والجص، وجذوع الأشجار، والنخيل، ويصل ارتفاع أسوارها من بين 4 إلى 10م، وتكون مستطيلة أو مربعة الشكل، ومعظم القلاع احتوت على 4 أبراج في الزوايا، بعضها مستدير وبعضها نصف أسطواني، وتضم مزاغيل للمدافع والبنادق، وممرات داخلية، ومواقع مرتفعة تسهل الرؤية والمراقبة، لتحصين تلك المواقع والدفاع عنها وما تشرف عليه، وتكون وظائف تلك التحصينات حماية المدن، والحجاج، وتأمين الساحل، وتوفير مياه الشرب، وغالبًا ما تحوي مسجدًا وبئرًا وسكنًا للحكام والجنود.

مدينة جدة

عُرِفَت جدة بأنها عروس البحر الأحمر والبوابة التجارية للمملكة، تميزت عبر التاريخ بسورها الحصين وبواباتها المتعددة، تبلغ مساحتها الإجمالية 748 كم²، ويُعدُّ ميناؤها من أهم موانئ البحر الأحمر وأقدمها، وتعود نشأته إلى ما يقارب 3000 سنة.

سور المدينة وبواباتها

شُيّد سور جدة بأمر من السلطان قنصوه الغوري سنة 917هـ/ 1509م، بطول 2.5 كلم وارتفاع 4م، محصن بالقلاع والأبراج والمدافع. أُزيل في 1366هـ/ 1947م، واحتوى على 8 بوابات، منها باب مكة، وباب شريف، وباب النافعة، وباب المغاربة، وغيرها، وتفتح هذه البوابات مع أذان الفجر وتُغلَق بعد صلاة العشاء.

بوابة مكة

تُعدُّ من أبرز بوابات مدينة جدة، أُنشئت عام 1509م، تحيط بها أسواق تاريخية مثل سوق البدو وسوق قابل.

بوابة بيت نصيف

بني بيت نصيف في عام 1872م، وتتميز بوابته الحجرية بالأقواس القوية والمتينة.

بوابة متحف بيت المتبولي

شُيد عام 1022هـ، ويتكون من عدة طوابق ومدخلين، وتتميز بوابته الخشبية بمتانتها.

بوابة بيت سلوم

شُيد عام 1301هـ في حارة المظلوم، ببوابة بنية ذات نقوش خشبية تقليدية.

قلعة الليث

كانت تضم أبراجًا دائرية مطلة على البحر، بُنيت لحماية الميناء الذي استخدم منذ العهد الفرعوني.

مدينة ينبع

تنقسم إلى قسمين: ينبع البحر، وينبع النخيل. وسميت بهذا الاسم لكثرة الينابيع فيها، وينبع البحر هي الجزء الذي يقع على ساحل البحر الأحمر، وينبع النخيل يقع إلى الداخل وإلى الشرق قليلًا من ينبع البحر، وسميت بينبع النخيل لكثرة النخيل فيها، وقديمًا عندما يقال ينبع يقصد بها ينبع النخيل لشهرتها ووقوعها على طريق الحج والقوافل التجارية بين الحجاز والشام ومصر، أما الآن فيقصد بها ينبع البحر أو الميناء. ولحماية المدينة من أي هجوم خارجي أمر السلطان قنصوه الغوري في العام 915هـ/ 1509م ببناء سور حول ينبع النخيل وتم تدعيمه بعدد من القلاع، وتوجد في مدينة ينبع قلعة داخلية تُعدُّ من أهم المباني الدفاعية بالمدينة، عُرِفَت باسم قلعة (المدينة المنورة)، أمر السلطان سليمان القانوني بتجديد سورها في العام 1532م، وتم تدعيم السور بعدد من الأبراج والبوابات.

قلعة ينبع

تقع داخل سور المدينة، مثمنة الشكل، بُنيت على جبل متوسط الارتفاع بعلو 5م، بها 8 أبراج نصف أسطوانية، وتتكون من طابقين، وضم حصن القلعة بئرًا للمياه وحمامات وفرن، ولتدعيم قدرة ينبع الدفاعية قام وزير الشريف غالب بن مساعد ببناء سور جديد حول المدينة سنة 1218هـ/ 1803م، وإضافة أبراج بغرض المراقبة وحماية المدينة.

القلعة العثمانية

تجمع بين الطراز الإسلامي والأندلسي، وتتكون من مجموعة من الأبراج والأسوار تحيط بساحة كبيرة، وضمت مجموعة من الغرف والمخازن وبئر للمياه.

قلعة أملج (قصر الإمارة)

شُيدت على هضبة شمال الميناء، من صخور بركانية سوداء، بطول 30م×25م، بها برج مراقبة وروشان ودرج حلزوني، ويوجد بها عدد من الغرف _ يفتح أغلبها على القلعة من الداخل بنوافذ عديدة _ المخصصة لسكن الحاكم واستقبال الوفود وأخرى كسجن، في العام 1336هـ، تم تدميرها من قبل القوات الإيطالية، وأُعيد بناؤها على الطراز المعماري الحديث، فأصبحت شبيهة بالقصر، ورُمِّمت عام 1375هـ، مع زيادة عدد الغرف بداخلها وإضافة طابق ثانٍ، واستخدموا جذوع الأشجار وجريد النخل في سقفها، وتم استخدامها مقرًّا للإمارة لفترة طويلة.

قلعة الملك عبد العزيز في حقل

بنيت عام 1359هـ بالحجر الجيري على الطراز العثماني، بطول أسوار 5م وأبراج مستديرة، تحتوي على فناء داخلي وفي كل برج منها أربعة مزاغل مستطيلة الشكل، وحجرات ذات نوافذ متعددة، وسقف بجذوع النخل، ويوجد فيها بئر للمياه.

قلعة ذات الحاج

بنيت عام 971هـ/ 1563م، في عصر السلطان العثماني سليمان القانوني، مساحتها 23.6م×23.8م، جدرانها بسمك 1.8م، تتكون من 3 طوابق، وفيها عين ماء، و5 حجرات أرضية وغرف علوية ومسجد في الطابق الأوسط، وأسوار بممر دفاعي داخلي.

قلعة تبوك

أُنشئت بأمر من السلطان سليمان القانوني سنة 967هـ، استخدمت لحماية مورد الماء وركب الحج، تم تجديدها في عهد السلطان محمد الرباع 1064هـ/ 1653م، وترميمها في 1260هـ بأمر من السلطان عبدالحميد خان بن محمود، وتجديدها مرة أخرى سنة 1370هـ/ 1950م، وتحولت لاحقًا إلى مركز شرطة.

قلعة المويلح

بنيت عام 968هـ على ربوة، لتأمين الحجاج، وتوفير المياه لهم وخدمتهم، وحفظ أمتعتهم ومقتنياتهم، وحماية الساحل من البرتغاليين، وهي قلاعة حصينة طولها 100م×80م، وبها عدد من الأبراج في أركانها بقطر10م، وطول حوشها 83م×62م، وبها بئر ماء بعمق 11م، وتتكون من 7غرف ومسجد وبئر ومخازن للسلاح، ويوجد بها مخازن لتجار الفحم والحطب، والسمن والعسل، تم ترميمها عدة مرات.

أسوار القلعة وأبراجها

يصل بين أسوار القلعة وأبراجها ممر داخلي علوي يسمح بتحرك الجنود بين الأبراج، وله جدار ساتر تنتشر به المزاغيل والمشرفات، وتم تزويدها بأبراج ضخمة في أركانها الأربعة، وصمم البرج على أن يكون بمستوى علوي وآخر سفلي للدفاع، وصممت ثلاث فتحات في الجزء السفلي وأربعة في العلوي، وتزويد كل برج بسبعة مدافع والسور تم تزويده بمزاغيل للبنادق على طول البرج.

قلعة رابغ

تعود لبدايات القرن 10هـ، تحتوي على برج شمالي غربي، ومخازن غلال، وخمس آبار، كانت محطة لحجاج الشام ومصر ومنها إحرامهم.

قلعة الأزنم

بُنيت عام 916هـ بأمر من السلطان المملوكي قنصوة الغوري على يد المعماري خشقدم الخازن، مربعة الشكل، وفيها أبراج مضلعة، و4 أسوار متعامدة، وحول فنائها حجرات أسقفها مغطاة بالقبوات، وممرات دفاعية ومزاغيل.

قلعة الملك عبد العزيز – ضباء

شُيدت عام 1352هـ على ربوة مشرفة على البحر، من الحجر الجيري، بها 4 أبراج شبه دائرية، ومسجد داخلي، ومرافق إدارية وسكنية، تميزت بأسلوب معماري عثماني.

مدينة الوجه

تقع على الساحل، وبها قلعة أخذت اسم المدينة وتقع إلى الشرق منها بحوالي 8 كلم في وادي (الزريب)، وهو واد فسيح تتوزع في جنباته أشجار الأراك والطلح، وقد بنيت القلعة في سفح أحد جبال الوادي، تم استخدام الحجر الرملي المجلوب من المحاجر لبنائها، وتم سقفها بأشجار الدوم والأثل، وجلبوا المياه للبناء من الآبار العديدة التي حفرت في الوادي، وقد تم تشييدها لتكون محطة لحجاج بيت الله الحرام، وحفظ الأمتعة والودائع، وحفظ الأمن بوادي الوجه، وتضم بالإضافة لسورها والمباني الداخلية مسجدًا وبئرًا لمياه الشرب، و3 برك للمياه ملاصقة للسور الشمالي من الخارج، واحدة لشرب الحجاج، والثانية لسقي البهائم، والثالثة لغسيل الملابس والاستخدامات الأخرى.

مبنى محافظة الوجه

من أقدم مباني المدينة، استخدمته البحرية العثمانية، وبه أول معمل لتحلية مياه البحر.

قلعة السوق

بُنيت عام 1276هـ، على جرف صخري، مستطيلة الشكل، بها برج واحد مربع بفتحتين للمدافع، وحجرات تستخدم للإدارة، وسلمان داخليان. 

قلعة فرسان

بنيت عام 1250م في جزيرة فرسان، مساحتها 500م² وارتفاعها 10م. مستطيلة الشكل، جدرانها بسمك 65 سم، بها غرف، وساحة، وخزان مياه، ودكة للمراقبة، وبوابة محصنة، استخدم في بنائها الجص، والحديد، وسيقان الأشجار.

الفصل الرابع: قلاع وحصون الساحل الأردني والفلسطيني

مدينة آيلة العقبة

يقع ميناء آيلة - العقبة على الطرف الشرقي من خليج العقبة، وهي من المدن القديمة يرجع تاريخها إلى 12 ألف سنة ق.م، وكلمة أيلة اشتقت من (أيل)، التي جاءت في نص جلجامش بمعنى(الله)، وكان(أيل) إله الأكاديين والكنعانيين والعبرانيين، وفي القرن الثامن ق.م استولى الآراميون على أيلة.

قلعة أيلة - العقبة

هي قلعة أثرية تقع في وسط العقبة جنوب الأردن، يعود تاريخها إلى العصر المملوكي، وتم اختيار موقعها بالقرب من شاطئ البحر الأحمر؛ لأهمية هذا الموقع من الناحية الجغرافية والاستراتيجية. وتتكون القلعة من فناء مربع مسور طول ضلعه 58م، وكان يبرز عن الجدران المحيطة أبراج مضلعة استبدلت بأخرى دائرية في منتصف القرن الثالث عشر والتاسع عشر الميلاديين، زار القلعة في العام 1828م الرحالة (ليون دي لابورد) ومن خلال رسمه لها يبدو أن الأبراج المضلعة ما تزال قائمة في ذلك الوقت، كانت مهمتها تيسير مهمة الحجاج المصريين القادمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي العام 1841م ونتيجة لاتفاقية لندن أصبحت مصر تتولى إدارة العقبة بغرض حماية طريق الحج المصري، وبذلك أخذت طابعًا عسكريًا أدى إلى إعادة أبراجها فضلًا عن مجموعات الغرف المقامة في الجهتين الشمالية والغربية. يقع مدخل القلعة في الجدار الشمالي ويحيط به برجان دائريان قطراهما غير متساويين، ويظهر على كل برج قرص بداخله اسم السلطان العثماني مراد بن سليم خان، وموضح داخل القلعة بأن من قام ببنائها خاير بك العلائي، وقد أرخت القلعة لفترات تاريخية مهمة من خلال النقوش التي وجدت بداخلها، وتم تدمير الجدار الغربي خلال الحرب العالمية.

أشار محمد صادق باشا صاحب كتاب (مشعل المحمل) إلى قلعة تقع في منطقة العقبة، وقد وصفها عند زيارته لها، وهو أمين لصرة الحج المصري في سنة 1297هـ/ 1880م بأنها من القلاع المتينة وأكبرها في طريق الحج المصري، مبنية من الحجر المقطوع مساحتها 300م² تطل على شاطئ البحر الأحمر، أنشأها السلطان مراد بن السلطان سليم الأول، ويبلغ طولها 63م وعرضها 63م أيضًا، ويوجد في أركانها 4 أبراج اثنان منهما آيلان للسقوط، وتبلغ مساحتها الداخلية 45×45م، وتحتوى على بئر للمياه صالحة للشرب يبلغ عمقه 20م، وتضم مسجدًا للصلاة، ومكانًا للذخيرة، وعليها يوزباشي من الجهادية الطوبجية، ومزودة بأربعة مدافع أحدهما نحاس عيار 35 والثلاثة المدافع الأخرى من الحديد، وبها 33 من العساكر بيادة المشاة و7 طوبجية؛ أي ضاربي المدافع ويوجد بجوارها عدد من البيوت الصغيرة والعشش. وتأتي إلى القلعة القبائل العربية القريبة بغرض التجارة، حيث كانوا يتاجرون بالفواكه مثل: الخوخ، والرمان، والعنب، من بلدة معان في حدود الشام، وتتم زراعة البامية والخضروات المختلفة في المنطقة، ويوجد بها بالإضافة للخضروات أشجار النخيل ومياه عذبة للشرب، وقد تم حفر عدد من الحفائر بالقرب من البحر الأحمر فتنبع منها مياه أعذب من مياه البئر الموجودة بالقلعة، ويوجد بالمنطقة العديد من أنواع الأسماك مختلفة الألوان والأشكال.

قلعة أم رشراش

تقع أم الرشراش أقصى جنوب فلسطين المحتلة كان يطلق عليها اسم قرية الحجاج؛ إذ كان الحجاج المصريون يستريحون بها في طريقهم إلى الحجاز، ويرجع اسم أم الرشراش إلى إحدى القبائل التي كانت تقطن في المنطقة، وكان ميناء أم الرشراش ميناء رئيس للحجاج تحت الإدارة المصرية، ووقعت تحت سيطرة الصليبيين، وتمكن القائد صلاح الدين الأيوبي من طردهم منها وتحصين الميناء في العام 1170م ضد الهجمات الصليبية التي تعرضت لها المنطقة، وعمل على بناء عدد من الحصون والقلاع على خليج العقبة. ثم عادوا إليها مرة أخرى، وتمكن السلطان الظاهر بيبرس من طردهم منها نهائيًا في العام 1267م، وفي عهد السلطان قنصوه الغوري تم بناء قلعة في أم الرشراش بغرض حمايتها. وتأتي أهمية ميناء أم الرشراش وقلعته التاريخية، من الاهتمام الكبير بها من قبل القائد صلاح الدين الأيوبي وقنصوه الغوري اللذين عملا على بناء قلعتين في فترات تاريخية مختلفة بغرض حماية الميناء والمدينة، وما يدل على أهمية الميناء والمنطقة التي تبلغ مساحتها 1500م2، وقعت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي في 10/ 3/ 1949م.

الفصل الخامس: قلاع وحصون وبوابات الساحل المصري

قلعة صلاح الدين الأيوبي

تقع في جزيرة فرعون عند رأس خليج العقبة على بعد 8 كلم من مدينة العقبة، وأم رشراش، مساحتها 325م من الشمال إلى الجنوب و60م من الشرق للغرب، وقد دلت الكشوف الأثرية التي نقبت في الجزيرة إلى أنها ميناء قديم، وجزيرة فرعون ذات طبيعة صخرية تتكون من تلّين كبيرين أحداهما شمالي، وهو الأكبر والأعلى، والآخر جنوبي أصغر، بينهما سهل أوسط، ويرجح أن أصل تسميتها بجزيرة فرعون يعود إلى (فارا)، الذي أطلقه الرومان عليها، وتعني المنارة ثم تحولت إلى فرعون، تم بناء القلعة لتكون نقطة حصينة لحماية الطرق البرية والبحرية بين مصر والشام والحجاز، وقاعدة بحرية لتأمين خليج العقبة والبحر الأحمر من الهجمات الصليبية، استخدمت الجزيرة في العصور الإسلامية للعديد من الأغراض، وتمت السيطرة عليها من قبل الصليبيين في سنة 1116م أثناء هجماتهم المتعاقبة على سيناء حتى تم تحريرها على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 1170م، الذي شرع في بناء العديد من التحصينات لتأمين البحر الأحمر من الهجمات الصليبية وحماية طريق الحج المار بوسط سيناء بداية من السويس مارًا بنخل ثم منطقة (التمد) حتى رأس خليج العقبة لينتهي في الحجاز.

شكل القلعة

تتكون القلعة من مجموعة تحصينات شمالية جنوبية، وكل منهما عبارة عن قلعة مستقلة تستطيع أن تستقل بمفردها إذا تمت محاصرة إحداهما، والحصن الشمالي أكبر من الجنوبي ومازال يحتفظ بكثير من عناصره المعمارية، أما المساحة الوسطى بين القلعتين فقد أقيمت فيها المخازن والغرف، وهي عبارة عن بقايا حجرات صغيرة لا يوجد منها إلا الجزء السفلي من الجدران ويوجد بها فرن لتصنيع الأسلحة وحظائر للماشية، ومخازن للأسلحة، ومعدات للصيد، وبقايا كنيسة على الطراز البازيلكي والبحرية الداخلية تم استخدامها ميناء لرسو القوارب التي تقوم بنقل المياه والطعام والجنود إلى الجزيرة، أما القلعة الجنوبية فهي مجرد أطلال ترجع إلى العصر البيزنطي. ويتكون الحصن الشمالي من عدد من الأسوار يصل ارتفاعها إلى 6م يتخللها مجموعة أبراج مربعة ذات طابقين، وأحيانًا ذات ثلاثة طوابق بغرض زيادة قدرتها الدفاعية، كما توجد بها مزاغل لرمي السهام في ثلاثة اتجاهات بحيث يمكن التحكم في كل اتجاه، وخاصة في المناطق التي يمكن الصعود منها إلى أعلى، وعدد هذه الأبراج 9 أبراج، ويبلغ سمك السور الغربي 1.6م، ويحتوى على طرقات وشرفات كانت تستخدم ليقف الجنود خلفها لرمي السهام، أما السور الشرقي فهو متهدم تمامًا ولم يتبق منه سوى الآثار الدالة على خط سيره، وهناك برج آخر يطل على الجهة الشرقية وملحق به برج للحمام الزاجل الذي كان يستخدم في نقل الرسائل بين القلعة والقاهرة والقلعة والشام.

ويضم الحصن الشمالي عددًا من المباني، هي: غرف للمبيت، ومخازن، ومطبخ وفرن، ووجد فيه صهريج للمياه محفور في الصخر بالقرب من المدخل الشمالي شيّد من الحجر الجيري مكسو من الداخل بطبقة من الملاط، وصهريج آخر بالقرب من المدخل الثاني في الجنوب، ويقع الحمام بالقرب من صهريج الماء، ويتكون من 3 غرف مشيدة من الحجر الجيري ومغطاة بأقبية من الحجر الجيري أيضًا، ويوجد فيه مسجد، وهو مستطيل الشكل، وكان يحيط بالجزيرة سور يبلغ طوله 950م تهدم معظمه، وكان به 9 أبراج دفاعية لم يبق منها إلا برج واحد بالجهة الغربية.

قلعة القلزم

تقع قلعة القلزم أو الطابية في بلدة القلزم (السويس) وهي من القلاع القديمة التي تتميز بتحصيناتها القوية، تم بناؤها على تلّة عالية تطل على البحر الأحمر بارتفاع 50م فوق سطح البحر، وذلك للقيام بعدد من المهام، منها: الدفاع عن المدينة، ومقر دائم للقوات، ومدرسة عليا للعلوم العسكرية وتعليم الجنود كيفية خوض المعارك في البر والبحر، وكانت مركزًا لصناعة وصيانة السفن بأنواعها المختلفة وترميمها. وشهدت القلعة العديد من الأحداث والفترات التاريخية منها حكم المماليك والعثمانيين، وتم إحاطتها بسورين مزودين بعدد من الاستحكامات العسكرية المزدوجة من الداخل والخارج، وقد بلغ عرض السور الخارجي مترين وارتفاعه 8م به عدد من الأبراج، أما السور الداخلي فقد كان سمكه أصغر من السور الخارجي به عدد من الأبراج مستديرة ومسقوفة بفتحات ضيقة. وتضم مجموعة من الحجرات المتجاورة تم إعدادها ثكنات للجند، تميزت بأبوابها الضخمة مزودة بفتحات (مزاغل) للتهوية، تبلغ مساحة القلعة (الطابية) 330م× 150م، وقد دلَّ الكشف الأثري فيها على وجود حصون قديمة مما يدل على الأدوار الدفاعية التي كانت تقوم بها في حدود مصر الشرقية ومنها تحركت الحملة المصرية ضد البرتغاليين في جنوب البحر الأحمر، وتمكنت من إجبار الأسطول البرتغالي بقيادة (استفاو داجاما) حاكم الهند على الانسحاب نحو قاعدته في (أرقيفو) في ميناء مصوع على الساحل الأريتري، تعرضت القلعة للهدم والإزالة في العام 1962م بحجة بناء عدد من المساكن الجديدة.

قلعة عجرود

تم إنشاؤها في إبان الحكم المملوكي لمصر؛ بغرض خدمة ضيوف الرحمن، وقد اشتملت على العديد من المنشآت المعمارية المختلفة، منها: خان حصين للمسافرين، ومسجد، وملحقات خدمية تشتمل على بئر للمياه، وجبانة لدفن المتوفين من الحجاج. فكانت محطة مهمة في السويس للحجاج والتجار العابرين بين مصر والشام، وكذلك للتجار العابرين بقناة السويس وموانئ البحر الأحمر، تراجع دورها بعد تطور وسائل النقل والمواصلات وبعد أن حلت القطارات محل الدواب، وتم هجرها بشكل كامل في عهد الخديوي إسماعيل في العام 1883م.

مدينة القصير

يقع ميناء القصير على ساحل البحر الأحمر، وهو من أقدم الموانئ، ولحماية المدينة تم تشييد (قلعة) القصير التي يطلق عليها أهل المنطقة اسم الطابية في عهد السلطان العثماني سليم الأول باقتراح من والي مصر في ذلك الوقت سنان باشا، واكتمل بناؤها في العام 1517م وقد بنيت بالحجر الجيري للقيام بالمهام التالية: حماية الميناء البحري، ومطاردة اللصوص وقطاع الطرق، وتأمين قوافل الحجاج. وقد تم تزويدها بعدد من المدافع التي تم وضعها على أبراجها الأربعة للقيام بالمهام الدفاعية والمراقبة. وتُعدُّ من مباني الحماية التي انتشرت على طول ساحل البحر الأحمر في العصر العثماني وقبله، ولأن اللصوص وقطاع الطرق ضيقوا على أهل المدينة ودفعوهم لتركها، كان لابد من بناء هذه القلعة(الطابية) التي تميزت بوجود أعداد كبيرة من المدافع، وقد شيدت فوق هضبة مرتفعة، وتُعدُّ من أشهر معالم مدينة القصير وتميزت جدرانها بالمتانة، ويوجد بها خزان للمياه بغرض توفير المياه للمقيمين بالقلعة. وتُعدُّ طابية القصير من أكثر المباني الدفاعية على امتداد الساحل امتلاكًا للمدافع الأمر الذي يوضح الأهمية الكبيرة لهذا الميناء التاريخي. ويلاحظ أن فكرة الطوابي وبنائها ظهرت في وادي النيل السودان ومصر وغيرها من المناطق حيث تم استخدامها لأغراض دفاعية وهي موجودة، حتى يومنا هذا، في شمال السودان ووسطه.

الفصل السادس: قلاع وحصون وبوابات الساحل السوداني

حصن برنيس

ميناء برنيس من الموانئ السودانية القديمة تم تأسيسه في العهد البطلمي في منطقة حلايب، وأُطلِق عليه ميناء برنيق Berenike وميناء الحبش، وميناء الساباي، ولشحة المياه فيه تم جلبها من(شنشيف) التي تبعد 35 كم جنوب برنيق، ويرجح أن الميناء كان يستخدم لنقل الأفيال من مناطق السودان للمشاركة بها في العديد من الأنشطة الحربية لدى البطالمة، وقد عُرِفَت مروي بأنها من المناطق التي استخدمت الأفيال في الحروبات. ويرجع تاريخ الحصن إلى عام 2300 ق.م، وتم تشييده بغرض حماية ميناء برنيس، وضم ساحات كبيرة ومجموعة من الورش والمخازن والتحصينات الدفاعية، مع بئر لتجميع مياه الأمطار.

سواكن

تُعدُّ مدينة سواكن من أهم الموانئ السودانية على ساحل البحر الأحمر وأقدمها، نالت سواكن شهرة كبيرة على مستوى العالم القديم والمعاصر، وكانت قبلة للتجار والبحارة والرحالة من مختلف البلدان، وكانت الميناء الرئيس للصادرات والواردات السودانية، بحكم موقعها الاستراتيجي الرابط بين الموانئ الأوربية عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي، وسعت جميع القوى وعبر فترات تاريخية مختلفة للسيطرة عليها؛ لتكون قاعدة للأساطيل والقوات، فتعرضت لهجمات البطالمة والرومان والمرويين، وخضعت للسيطرة البرتغالية والعثمانية ومملكة الفونج وتوسعات الخديوية المصرية وتمكنت بريطانيا من وضع يدها عليها، وحاولت المهدية عبر قوات الأمير عثمان دقنة السيطرة على المدينة الساحلية، لكن لتحصيناتها القوية لم يتمكنوا من ذلك رغم من محاولاتهم المستمرة حتى سقوط دولتهم في العام 1898م، وتدلُّ كل الشواهد التاريخية والحضارية والاقتصادية على مكانة سواكن بوصفها ميناءً ومدينةً لها أهميتها التي اكتسبتها عبر التاريخ، وتميزت من جهة البحر بتحصينها الذي وفر لها التواصل مع العالم الخارجي لذلك يصعب إسقاطها عبر الحصار؛ لأن كل متطلباتها تأتيها عبر البحر الممتد من الحجاز ومصر والهند وغيرها من المناطق.

صيانة بعض المرافق في سواكن من قبل الدولة العثمانية

شهدت الفترة بين (1517-1882م) التي بسط العثمانيون سيطرتهم على سواكن العديد من أعمال الصيانة بحسب ما تضمنته وثائقهم، فبحلول العام 1854م شهدت المدينة بعض أعمال الترميم التي شملت مقر قائمقامية سواكن وبعض الأحياء الداخلية فيها، وقد طلب القائمقام في سواكن من الصدر الأعظم بضرورة تجديد مبنى الجمارك وإنشاء ميناء جديد على أن يتم دفع تكاليفه من قبل إدارة الجمارك في جدة بولاية الحجاز العثمانية، الأمر الذي يوضح بُعد نظر الإدارة العثمانية في ذلك الوقت وأن ميناء سواكن لا يغطي حركة الصادر والوارد من السلع والمنتجات بالصورة المطلوبة، وقام الاحتلال البريطاني بعد سطرته على السودان بإنشاء ميناء بورتسودان الذي يقع إلى الشمال من سواكن، وبذلك تلاقت مشروعات الدولة العثمانية مع الطموح والرغبة البريطانية الرامية إلى تأسيس ميناء حديث على الساحل السوداني بدلًا عن سواكن.

وفي العام 1864م حصلت شركة العزيزية المصرية على امتياز بناء خط سكة حديد سواكن الخرطوم، وقد قام العثمانيون ببناء قلعة في سواكن بغرض حمايتها من الخطر البرتغالي الذي تمدد في المنطقة، وقد اتاحت سواكن من خلال موقعها الاستراتيجي للإدارة العثمانية ضمان سلامة التجارة في البحر الأحمر، ووقف التقدم البرتغالي فيه، وضمان أمن البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. وأصبحت سواكن ميناءً مهمًا يستقبل التجار القادمين من الهند والداخل الأفريقي والباشوات المسافرين على اليمن والحبشة ومجموعات الحجاج القادمين من داخل السودان وغرب أفريقيا إلى الأراضي المقدسة في الحجاز. وانتعش الطريق البحري عبر البحر الأحمر الذي ازدحم بحركة السفن التجارية مما أدى إلى إعادة الحيوية إلى الموانئ المطلة عليه ومن بينها سواكن. وقد سعى الخديوي إسماعيل إلى تطوير المدينة من خلال بناء منازل جديدة ومصانع ومساجد ومستشفيات وكنيسة للأقباط. فعادت إليها السفن الأوربية، وجرت عمليات نقل وتبادل السلع السودانية المختلفة، مثل: الذهب، والتمور، والجلود والقطن والصمغ العربي، وسن الفيل، وريش النعام، وشمع العسل، والسمن بمنتجات الشرق والغرب، ومن بينها التوابل والزجاج، والورق، والمنسوجات وازداد عدد سكان المدينة من البجا والعرب وغيرهم من التجار القادمين من مختلف بقاع العالم، مثل: الدولة العثمانية، ومصر واليونان واليمن، وأرمينيا والهند وأوروبا.

سور سواكن

قامت بريطانيا بعد سيطرتها على مصر في العام 1882م بإنشاء قنصلية لها في سواكن، وكلفت المهندس الملازم غردون، الجنرال فيما بعد، ببناء سور حول المدينة ليمنع هجمات القبائل القاطنة حولها، فبناه وبنيت حوله من الداخل السكنات الحربية، الأمر الذي أدَّى إلى زيادة استحكامات المدينة وأصبحت من المدن المحصنة بعد استكمال السور، وصل ارتفاع السور إلى 4م وسمكه 3م، وبحلول العام 1886م تم فتح 5 بوابات على السور بغرض مراقبة الداخلين والخارجين للمدينة، كما تم وضع قوة عسكرية لحماية تلك الأبواب.

قلاع سواكن وبواباتها

توجد في سواكن 17 قلعة، تعرَّض معظمها للإهمال وتهدمت مع مرور الوقت، منها قلعة الحاكم البريطاني - المصري التي تم بناؤها في مدخل الجزيرة بواسطة الضابط البريطاني في ذلك الوقت شرلس جورج غردون، وتم تجهيز القلاع الحربية التي تبعد مسافة ميلين بالأسلحة والقوات والمساكن للقوات المرابطة هناك، وتم وضع ثلاثة وابورات حربية راسية بالميناء لتضيء المناطق المحيطة بالمدينة ليلًا. وكانت في سواكن 5 بوابات، هي: بوابة الأنصاري، وبوابة أندارا، وبوابة المحلج، وقد عرفت سواكن محالج القطن منذ وقت مبكر، وبوابة أسفنكس، وبوابة كتشنر التي تم بناؤها بواسطة الضابط البريطاني كتشنر في العام 1886م، وهي أشهر البوابات في السودان وقد تم تضمينها في إحدى إصدارات العملة السودانية، وتمت إعادة ترميمها بواسطة الشيخ محمد نور هداب على نفقته، بعد أن سقط أحد برجيها، وكانت القوافل التجارية تدخل إلى المدينة عبر هذه البوابة التي تُعدُّ أهم بواباتها، وفضلًا عن بواباتها ففيها عدد من الحصون، وهي: حصن مهاجر، وحصن أبو الهول، وحصن طوكر، وحصن السوداني، وحصن الأنصاري، وحصن اليمني. وتضم المدينة أيضًا متحف هداب الذي يحتفظ بالكثير من المقتنيات الأثرية لفترات تاريخية مختلفة من سواكن والسودان.

الخيول في سواكن

عرف السودان الخيول منذ قديم الزمان، وأشارت العديد من المصادر التاريخية والشواهد الأثرية إلى حب الملك بعانخي للخيول، وقد تم العثور على رفات فرس يعود تاريخها إلى العصر المروي وتحديدًا إلى 3000 ألف عام ق.م. وقد تم دفنها بعناية كبيرة، وقد كانت ذات لون كستنائي وقد تم تكفينها مما يعني أن الخيول كانت محل تقدير في ذلك الوقت من قبل حكام ذلك العصر في السودان، وقد أكدت البعثة الأثرية التي نجحت في الكشف عن هذه المهرة أنها كانت تجر عربة، وقد أطلق على هذه الفرس اسم(تومبوس) وهو اسم المكان الذي اكتشفت فيه، وقد ذكر الباحثون من جامعة بوردو ومن خلال استخدام الكربون أن الفرس يعود تاريخها إلى 950 ق.م تقريبًا.

بوابة غردون في سواكن

تم تعيين غردون باشا في العام 1877م حاكمًا عامًا على السودان وجاء للمرة الثانية لهذا البلد عبر سواكن إلى الخرطوم، فأمر ببناء طريق معبد يربط بين جزيرة سواكن والبر، وبالفعل تم الشروع بواسطة سجناء المدينة في بناء الطريق في ستة أشهر، وتم تشييد بوابة غردون في سواكن في العام 1879م لتصبح واجهة المدينة الحضارية من جهة البحر، وقد استخدمت البوابة لعبور الحجاج والمشاة والإبل التي كانت تحمل البضائع من السفن التي ترسو في الميناء لتحملها إلى مناطق السودان المختلفة، ونجح غردون في بناء بوابته والممر الموصول بها، ومدينة مثل سواكن تستحق مثل هذه البوابات التي تدل على مكانتها التاريخية والحضارية بين مدن ساحل البحر الأحمر. ويتمُّ إغلاق بوابة الجزيرة بعد صلاة العشاء مباشرة وذلك بغرض تأمين المدينة، وعليها حراسة مشددة ويتم فتحها في صباح اليوم التالي.

القصور في سواكن

ضمت مدينة سواكن عدد من القصور، منها: قصر كتشنر باشا، وقصر ممتاز باشا، وقصر الشناوي، وقصر محمد علي شاويش، وهي من القصور التاريخية المهمة في المدينة التي ارتبط أسمها باسم المدينة.

قصر ممتاز باشا

تم بناؤه في عهد ممتاز باشا الذي عين حاكمًا على المدينة في بدايات العام 1866م، وقد قام بتوسيع ميناء سواكن، وببناء عدد من المنازل الجديدة.

قصر محمد علي شاويش

كان محمد علي شاويش أحد أهم أثرياء المدينة، ويُعدُّ قصره الذي يقع بالقرب من بوابة غردون، من أهم معالم المدينة التاريخية، ويعود تأسيسه إلى العهد العثماني.

قصر الشناوي

الشناوي بك هو أحد شيوخ تجار سواكن، وتم إنشاء قصره في العام 1879م على النمط المصري، ويُعدُّ من أهم معالم المدينة، يتكون من 3 طوابق و365 غرفة، وهناك غرفة للضيوف من الرجال و(حرملك) للنساء، استغل الشناوي الطابق الأول لبضائع التجار والطابق الثاني للسكن، والثالث للنوم في فصل الصيف، والقصر به ساحة فسيحة للبيع والشراء والمزاد والبورصة، وكان يطلق عليه اسم وكالة الشناوي أو بورصة سواكن، ويتم فيها عرض السلع المختلفة المحلية والمستوردة.

قصر الأمير عثمان دقنة (أمير الشرق)

يقع القصر على ساحل البحر الأحمر مباشرة، لدرجة أن بعض الأعمدة والطابق الأرضي مغمور بمياه البحر، وأرضية ذلك الطابق مصنوعة من الخشب القوي المشبع بالرطوبة، وبه (بالكونة) مطلة تمامًا على البحر، وغرفه واسعة وجدرانه سميكة صامدة، ولا يوجد أي مبنى ملاصق له ولا أسوار.

مدينة محمد قول

تقع على ساحل البحر الأحمر، اشتهرت بمينائها القديم وصيد الأسماك وتصديرها للأسواق الخارجية كالسعودية.

طابية محمد قول:

مبنى يشبه الحصن أكثر من الطابية، له طابقان وسقف خشبي ونوافذ للمراقبة، بُني بالحجر بمتانة عالية، وتميّز عن طوابي الخديوية والمهدية، ويشكل شاهدًا على العمارة الدفاعية في شرق السودان.

الفصل السابع: قلاع وحصون الساحل الإريتري

مدينة مصوع

أُطلِقَ على مصوع، لؤلؤة البحر الأحمر، ويقال إن اسم مصوع جاء من القاضي الشرعي للمدينة والمعروف باسم محمد مسؤ، ولد في العام 1200هـ، وكان يحضر إليه الناس، ويقول الواحد منهم (إني ذاهب إلى القاضي مسؤ)، وحرفت بعد ذلك كلمة مسؤ إلى مصوع، وكانت أحد المراكز الإسلامية في شرق القارة الأفريقية بعد مكة.

ومدينة مصوع من أهم المدن الإريترية على ساحل البحر الأحمر، كانت عاصمة لإريتريا حتى مجيء الاستعمار الإيطالي الذي حول العاصمة إلى مدينة أسمرة، ومصوع شديدة الشبه بكل من سواكن وجدة، وهذه المدن الثلاث لعبت أدوارًا مهمة في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والحضاري للبحر الأحمر عبر عصوره المختلفة وحتى اليوم، وتتميز بأهميتها الاستراتيجية ودورها في التجارة المحلية والدولية، وشكلت هذه المدن عنصر جذب للكثير من المجموعات البشرية لتأتي وتستقر فيها.

ولأهمية مصوع وموقعها الاستراتيجي في الجزء الجنوبي الغربي من البحر الأحمر تعرضت للاحتلال من قبل القوى الإقليمية والدولية، كمصر والدولة العثمانية، وإيطاليا، وبريطانيا وأثيوبيا التي كانت أريتريا جزءًا منها، وقد تم إنشاء ميناء مصوع في عصر الفراعنة 2625 _ 2475 ق.م، وعبر الميناء استطاعوا أن يتحصلوا على البخور، والذهب، والعاج، وغيره من المنتجات من داخل العمق الأفريقي.

قام إسماعيل حقي حاكم مصوع بحرق قرية (دخنو) وبنى قلعة فيها وذلك لتثبيت دعائم الوجود العثماني هناك ولقمع أي حركة معارضة جديدة. وفي العام 1872م، وفي عهد سيطرة الخديوية المصرية قرر الخديوي إسماعيل تعيين المستشرق السويسري (متزنجر)  باشا حاكمًا عامًا على مصوع، وقام بربط سواكن بميناء مصوع من خلال خدمة البريد والتلغراف، ووصل عدد السفن بين الميناءين إلى 172 سفينة في إحدى السنوات لتقوم بنقل البن، والسمسم، والذرة، والسنامكي، والحيوانات المختلفة، مثل: الأسود، والنور والأنعام والأبقار، وريش النعام، وسن الفيل، وفي الفترة ما بين 1870-1871م وصل عدد السفن إلى 92 سفينة، منها سفن البريد والسفن التجارية، وقد تم ربط سواكن ومصوع بميناء السويس ومدن الساحل الشرقي من البحر الأحمر.

قلعة مصوع

عرفت مصوع القلاع منذ أن هاجر إليها بني أمية، بعد زوال دولتهم في 132هـ على يد العباسيين، وعندما بسطت الدولة العثمانية سيطرتها عليها قامت ببناء طابية في منطقة(مشتاق) على قمة جبل(حطملو)، وقلعة في(حفيفو)، ووصلوا الماء إليها من(أم كلو) إلى جزيرة طوالات، ويطلق أهالي مصوع على هذه القلعة اسم (فورتو مشناق)، وتشرف القلعة على المدينة وعلى واد وسهول(أم كلو)، والقوات التي كانت تتمركز في هذه القلعة من البوسناك أو البوشناق، وهي مجموعات من البوسنة، يرجح أنها تكونت على يد القائد سنان باشا، وعندما حصل الخديوي إسماعيل خديوي مصر على فرمان عثماني في 27 مايو 1860م مكنه من ضم مينائي سواكن ومصوع لحكمه، أصبحت بعد ذلك كل من سواكن ومصوع محافظتين جديدتين تتبعان للخديوي على ساحل البحر الأحمر حيث تبدأ حدود محافظة سواكن من جبال علبة في مثلث حلايب شمالًا وحتى رأس قصار، ومحافظة مصوع من رأس قصار إلى حلة رهيجة عند باب المندب، وقام الخديوي إسماعيل بإنشاء جسر وقلعة في مصوع ومباني للحكومة وموظفيها.

بعد أن تعرضت قلعة (مشتاق) للتدمير وهي القلعة التي تم بناؤها على يد العثمانيين تم نقل حجارتها لعمل جسر بين البر والطوالون وعرف هذا الجسر، فيما بعد باسم جسر الرفيع أو سقالة قطان، وفي العام 1872م قام السويسري(متزنجر) باشا حاكم مصوع بتوجيه من الخديوي إسماعيل بأخذ بعض الحجارة من القلعة القديمة؛ ليبني جسرًا يربط بين طوالون ومصوع، ويقال إن من الأسباب التي دفعت حاكم مصوع لبناء هذا الجسر الهجمات المتكررة من قبل أسماك القرش التي كان يتعرض لها الأهالي عند عبورهم من الجزء المقابل لمصوع من جزيرة(قرار) سباحة(بالقربة) وهي عبارة عن جلد من الماعز أو الضأن ينفخ فيه الهواء ويقومون بربط ملابسهم على رؤوسهم وقد كان مكان عبورهم بالقرب من مقر المحافظة الأمر الذي شجعه على إتمام الجسر.

التجارة في مصوع

اشتهرت المدينة بأهميتها التجارية في منطقة جنوب البحر الأحمر، وهناك عدد من السلع التي تميزت بها عبر تاريخها الطويل، ومنها اللؤلؤ ويُعدُّ الصدف الموجود في أرخبيل(دهلك) من أجود الأنواع التي يوجد بداخلها اللؤلؤ في منطقة جنوب البحر الأحمر، وقد كانت مجموعات الصيادين التي تبحر على ظهور السنابيك من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين تتوجه إلى مصوع؛ لبيع ما تحصلت عليه من لؤلؤ في موسم الصيد، وكانت مصوع قبلة للتجار القادمين من الهند والخليج العربي وأوروبا لشراء اللؤلؤ من هناك؛ وذلك لجودته العالية.

مدينة عصب

عصب مدينة إريترية تقع على ساحل البحر الأحمر ذات أهمية استراتيجية، كانت الميناء الرئيس لأثيوبيا قبل استقلال أريتيريا، وكانت جزءًا من سلطنة (أوسا) العفرية وبعد أن تم الاتفاق بين السلطان محمد حنفري العفري والإيطاليين لإنشاء شركة ملاحة إيطالية في عصب زاد النفوذ الإيطالي في الساحل الأريتري والبحر الأحمر عمومًا، ويطل ميناء عصب على باب المندب المدخل الرئيس للبحر الأحمر، والمسافة بين عصب والمخا على الساحل الشرقي للبحر الأحمر 40 ميل بحري فقط.

قلعة البحر الأحمر في عصب:

تحتوي مدينة عصب على العديد من المواقع الأثرية والتاريخية ومنها قلعة البحر الأحمر التي تتميز بجمالها وروعتها.

الفصل الثامن: قلاع وحصون الساحل الصومالي

تأثرت العمارة الصومالية في العصور الوسطى بالعمارة الإسلامية التي وفدت إليها من شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس، وتم استخدام العديد من المواد المحلية مثل الحجر المرجاني، والطوب المجفف(اللبن)، والحجر الجيري، في بناء القلاع والحصون فيها، وقد ظهرت فيها العديد من المدن التجارية التي بنيت بالحجر الجيري مثل مقديشو وغيرها من المدن الصومالية.

القلاع والحصون الصومالية

بنيت القلاع والحصون الصومالية التي كانت تعرف باسم(كالكادس) من قبل السلاطين الصوماليين؛ لحماية المدن من الهجمات الخارجية، ومن الممالك التي نجحت في إنشاء العديد من القلاع والحصون سلطنة(أجوران) وعندما استولى حاجي شارماركي علي صالح على مدينة برير على الساحل شمال غربي الصومال في عام 1845م عمل على تشييد 4 حصون، ووضع جيشًا مكونًا من 30 رجلًا في كل حصن.

ويرجع الفضل لدولة الدراويش في الصومال في بناء العديد من الحصون في شبه الجزيرة الصومالية، وبعد انسحاب القوات البريطانية من العمق الصومالي إلى الساحل في العام 1913م بنيت العاصمة الدائمة التي أصبحت مقر الدراويش في منطقة (تلاح)، وهي بلدة كبيرة مسورة تحتوي على 14 حصنًا، وقد اشتمل الحصن الرئيس على حديقة مسورة وبيت وحراسة، وأصبح هذا البيت مقرًا لسكن الشيخ محمد عبدالله حسن قائد الدراويش في الصومال، وضم زوجاته وعائلته وبعض قادته العسكريين الصوماليين، واستضاف العديد من الشخصيات البارزة والمهندسين والمعماريين وعمال البناء ومصنعي الأسلحة الأتراك واليمنيين والألمان، وبنيت عشرات القلاع الأخرى في مناطق(إيليج) و(شمبيرس) ومناطق أخرى من القرن الأفريقي.

وظهرت العديد من الأسوار حول المدن الساحلية في الصومال مثل مدن(ميركا) و(باراوا) ومقديشو؛ لحمايتها من الهجمات البرتغالية وغيرها من المجموعات المحلية التي عملت على مهاجمة هذه المدن.

قلعة دوبار: هي عبارة عن حصن دفاعي تم بناؤه في القرن الثامن عشر الميلادي في العصر العثماني ويقع في شمال الصومال.

مقديشو

تُعدُّ مدينة مقديشو من أهم المراكز التجارية في الساحل الشرقي من أفريقيا، وكانت معروفة لدى الإغريق والرومان منذ أكثر من ألفي عام، وقد سميت عند الإغريق باسم (سيرابيون)، واشتهرت بوصفها مدينة تجارية تأتي إليها السفن محملة بالسلع والبضائع من مختلف البلدان، ولتحصين المدينة المطلة على المحيط الهندي تم إنشاء سور يحيط بها من جميع الجهات مبني من الحجر مما زاد من تحصيناتها الدفاعية.

الحصون في الجزء الشمالي الشرقي من الصومال

كان الساحل الشمالي الشرقي من الصومال من أكثر المناطق التجارية ازدهارًا وقد نجحت سلطنة ماجيرتين في القرن الثامن عشر الميلادي في بسط سيطرتها على هذه المنطقة المهمة، وأصبحت حلقة الوصل بين البر الصومالي والمحيط الهندي، ومن خلال مدنهم المحصنة تمكنوا من السيطرة على تجارة التوابل في المنطقة مع شبه الجزيرة العربية والهند.

الفصل التاسع: المتشابهات المعمارية في حوض البحر الأحمر

هناك شبه كبير بين موانئ سواكن وجدة ومصوع وهي من الموانئ المهمة والاستراتيجية على ساحل البحر الأحمر وتتمثل أوجه الشبه بين هذه الموانئ الثلاثة في أنها تطل على البحر الأحمر في دائرة، وهي من أقدم وأعرق الموانئ على ساحل البحر الأحمر، وتتميز مدنها بشكلها البيضاوي، ويتشابه طرازها المعماري بصورة كبيرة، وتعرضت في فترات عديدة للاحتلال من قبل البطالمة والمماليك والبرتغاليين والعثمانيين والبريطانيين وغيرهم، وكانت هذه الموانئ الثلاثة في فترة الحكم العثماني تحت إدارة واحدة، وهناك علاقة كبيرة بين المجموعات السكانية فيها.

مقارنة بين مينائي جدة وسواكن

يوجد تشابه كبير بين مدينتي ومينائي جدة وسواكن عبر التاريخ، من حيث شكل المعمار وطريقة البناء والأبواب والمشربيات، والحجارة والأخشاب التي بنيت بها المنازل والمرافق الخدمية في المدينتين، والشبه كبير في طريقة البناء وشكله داخل المدينة وأيضًا المساجد والمرافق العامة، وكذلك الإطلالة على ساحل البحر الأحمر، وشكلهما شبه بيضاوي أو دائري، وكذلك في السور الذي تم تشييده حول المدينتين لغرض الحماية، وأيضًا البوابات في السور، فمدينة جدة بها ثمانية أبواب ولمدينة سواكن ستة أبواب، ووجه الشبه الآخر أن ميناء جدة أقدم موانئ المملكة العربية السعودية وميناء سواكن من أقدم الموانئ السودانية. ويمكن القول إن مدينتي جدة وسواكن مدينتين توءمتين على ضفتين مختلفتين من البحر الأحمر، لكنهما يشابهان بعضهما بعضًا في الجغرافية والتاريخ والتطور الحضاري.

المتشابهات بين قلعة الصيرة في عدن وباب مكة في مدينة جدة

الشبه كبير جدًّا في شكل العمارة وطريقة البناء وشكل الطوب بين قلعة صيرة في عدن وبوابة جدة التاريخية، وهذه القلعة من القلاع الدفاعية، ويتضح ذلك من شكل البناء وسمكه وتزويدها بالمدفعية كل ذلك يؤكد على أنها من القلاع الدفاعية.

المتشابهات المعمارية بطابية محمد قول في السودان وقلعة أملج في السعودية

هناك شبه بين طابية محمد قول بشرق السودان وقلعة أملج بالسعودية، فبنائهما من الحجارة، المتميز بالمتانة، وبوابتيهما من الحديد، وتوجد فيهما نوافذ، وتتكونان من طابقين أو دورين، وتوجد في الطابق الأرضي في كل منهما فتحات صغيرة.

المتشابهات في البوابات

تتميز مدن ساحل البحر الأحمر بكثرة بواباتها التي أصبحت من السمات الحضارية والمعمارية لهذه المدن، فيوجد شبه كبير بين بواباتها إلى حد يثير الدهشة والإعجاب، ومن هذه البوابات بوابة ينبع البحر بالمملكة العربية السعودية وبوابة السلطان علي دينار بمدينة الفاشر غرب السودان ومن أوجه الشبه بين البوابتين: الشكل المستطيل للمدخل واتساعه، والبوابتان تمتازان بالمتانة والقوة، والسور الملحق بهما يمتاز بالمتانة والسماكة والقوة، ويوجد في أعلى بوابة ينبع غرفة للمراقبة ذات نافذتين وبوابة صغيرة، وفي أعلى بوابة قصر السلطان علي دينار مظلة مزينة بمجموعة من الأعواد ربما الغرض منها إضفاء ناحية جمالية على البوابة.

وهناك شبه كبير بين بوابة عبد القيوم بمدينة أم درمان في السودان وبوابة مدينة الوجه في المملكة العربية السعودية، ويتمثل وجه الشبه بينهما في البوابتين والسورين المرتفعين، والارتفاع واحدة من مواصفات بوابات الحماية في المدن قديمًا، ويوجد في البوابتين شكل قوس، والبناء في السورين والبوابتين يتكون من الطوب والحجارة.

ويتشابه برج ميناء الوجه في المملكة العربية السعودية وبوابة كتشنر بمدينة سواكن في السودان في الشكل والنوافذ والفتحات والمهام.