ترسانة الصواريخ الإيرانية..

إيران تلوّح بصواريخ متطورة بعد حرب الـ12 يوماً: رسالة ردع مزدوجة

في خضمّ حالة التوتر التي لا تزال تسيطر على الشرق الأوسط عقب حرب الإثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل، عادت طهران لتسلّط الضوء على ترسانتها الصاروخية بإعلانها تطوير جيل جديد من الصواريخ "أكثر قوة وأعلى قدرة تدميرية".

إيران تُلوّح بترسانة صاروخية جديدة بعد حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل

طهران

أعادت إيران تسليط الضوء على برنامجها الصاروخي، بإعلانها تطوير صواريخ جديدة "أكثر قوة وأعلى قدرة تدميرية"، في خطوة تحمل رسائل مزدوجة: من جهة تأكيد الاستعداد لأي مواجهة مقبلة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ومن جهة أخرى طمأنة حلفائها في إطار ما تسميه "محور المقاومة" بأنها لا تزال قادرة على الحفاظ على توازن الردع رغم الخسائر الثقيلة التي تكبدتها في الحرب الأخيرة.

وقال وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، إن الصواريخ التي استُخدمت في حرب الإثني عشر يوماً جرى تصنيعها قبل سنوات، مضيفاً أن بلاده باتت اليوم تملك صواريخ أكثر تقدماً، متوعداً باستخدامها في حال أقدمت إسرائيل على "مغامرة جديدة".

اندلعت المواجهة منتصف يونيو الماضي بعدما بدأت إسرائيل حملة قصف واسعة استهدفت مواقع عسكرية ومناطق مدنية في إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين إلى جانب المئات من الضحايا المدنيين. وردّت طهران بهجمات صاروخية وبالمسيّرات، في حرب امتدت 12 يوماً، قبل أن يتوقف إطلاق النار في 24 من الشهر نفسه دون التوصل إلى اتفاق رسمي.

ورغم غياب أرقام دقيقة حول حجم الخسائر الإسرائيلية نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية، إلا أن مشاهد متسربة أظهرت دماراً في بعض المرافق وحالة فزع بين السكان، ما وضع ضغوطاً على صانع القرار في تل أبيب.

يرى مراقبون أن إيران تراهن على برنامجها الصاروخي لتعويض الفجوة التقنية الكبيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة. فعلى الرغم من التشكيك الدولي في دقة ومدى هذه الصواريخ، فإنها أثبتت عملياً قدرتها على تحقيق حد أدنى من الردع. كما منحت حلفاء طهران في المنطقة – من حزب الله في لبنان، إلى الميليشيات العراقية، وصولاً إلى الحوثيين في اليمن – القدرة على تهديد مصالح خصومها واستقرارهم، خصوصاً في البحر الأحمر حيث صعّدت جماعة الحوثي من استهداف الملاحة الدولية.

التصريحات الإيرانية في الأيام الأخيرة عكست إدراكاً بأن الحرب قد تتجدد في أي لحظة. نائب الرئيس محمد رضا عارف قال إن بلاده "ليست في ظل وقف لإطلاق النار بل في حالة وقف أعمال عدائية"، فيما شدد المستشار العسكري للمرشد الأعلى، يحيى رحيم صفوي، على أن الوضع الراهن هو "وقف حرب" قد ينهار في أي لحظة.

بالتوازي، أعلن الجيش الإيراني عن مناورات عسكرية وشيكة ستستخدم فيها أنواعاً متعددة من صواريخ كروز قصيرة ومتوسطة المدى، في رسالة واضحة بأن تعزيز القدرات الصاروخية أولوية قصوى.

أثارت هذه التطورات قلقاً متزايداً لدى العواصم الغربية. فرنسا، على سبيل المثال، دعت في يوليو الماضي إلى اتفاق شامل مع إيران يتناول برنامجها النووي والصاروخي على حد سواء، إضافة إلى طموحاتها الإقليمية. لكن طهران رفضت مراراً إدراج قدراتها العسكرية في أي مفاوضات، مؤكدة أن أمنها القومي "خط أحمر".

إعلان إيران تطوير صواريخ جديدة يندرج في إطار معركة الردع المستمرة مع إسرائيل، كما يشكل رسالة دعم لحلفائها الإقليميين في ظل بيئة متوترة وقابلة للاشتعال في أي لحظة. وبينما تواصل طهران استعراض قوتها، يبقى التحدي الأكبر في قدرتها على موازنة الدعاية العسكرية مع الواقع الميداني، في مواجهة خصوم يمتلكون تفوقاً تقنياً ساحقاً.