رؤية استشرافية في أول خطاب رئاسي للشيخ محمد بن زايد..

رئيس دولة الإمارات يطرح خارطة طريق سياسية واجتماعية واقتصادية

اعتمدت الإمارات سياسة تصفير المشاكل، مركزة على الأولويات الاقتصادية. وقد أدى ذلك إلى إقامة علاقات مع إسرائيل والدخول في حوار مع إيران وتركيا بعد عداء على مدى سنوات.

رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

أبوظبي

قدم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأربعاء خارطة طريق سياسية واجتماعية واقتصادية في أول خطاب له للشعب الإماراتي منذ توليه رئاسة البلاد في مايو/أيار خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حدد فيها سياسات الدولة الداخلية والخارجية وقدم فيه رؤية استشرافية للبناء والتنمية المستدامة ومؤكدا أن الإمارات حققت انجازات نوعية واستثنائية إلا أنه طموحاتها أكبر بكثير.

وقال الشيخ محمد إن بلاده ستواصل دعم أمن الطاقة العالمي كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي العالمي وذلك قبل قمة أميركية عربية ستعقد في السعودية مطلع الأسبوع المقبل.

وأضاف في أول خطاب للأمة ينقله التلفزيون منذ توليه رئاسة البلاد أن الإمارات ستمد "يد الصداقة" إلى جميع الدول التي تتشارك في قيم التعايش السلمي والاحترام المتبادل.

وتابع "سنستمر في نهجنا الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع".

وتزامن حديثه مع بدء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة والتي تتضمن لقاء مع قادة عرب في السعودية يوم السبت. ووصل بايدن إلى إسرائيل الأربعاء في المحطة الأولى من الرحلة التي من المتوقع أن تناقش إمدادات الطاقة والأمن في المنطقة.

وقال الشيخ محمد "مستمرون في ترسيخ مكانة الدولة مزودا موثوقا للطاقة وداعما لأمن الطاقة العالمي كونه العمود الفقري لتمكين النمو والتطور الاقتصادي العالمي"، مضيفا أن اقتصاد الإمارات وهي مركز للتجارة والسياحة، "يعد اليوم ضمن أكثر الاقتصادات قوة ونموا وصار مصدر الهام وأمل لشعوب المنطقة والعالم... تنويع اقتصادنا ضرورة إستراتيجية أساسية ضمن خططنا للتنمية".

وتوترت العلاقات القائمة منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة وحليفتيها الخليجيتين السعودية والإمارات لأسباب منها ما بدا أنه نأي واشنطن بنفسها عن المخاوف الأمنية الخليجية في الوقت الذي تسعى فيه للحصول على دعم المنطقة لترويض أسعار النفط.

وقال الشيخ محمد "سيادة دولة الإمارات وأمنها مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه"، مضيفا أن الدولة ستعمل على تعزيز الحوار لتحقيق "الاستقرار والازدهار للجميع".

واعتمدت الإمارات سياسة تصفير المشاكل، مركزة على الأولويات الاقتصادية. وقد أدى ذلك إلى إقامة علاقات مع إسرائيل والدخول في حوار مع إيران وتركيا بعد عداء على مدى سنوات.

وأشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بكلمة الشيخ محمد، معبرا عن ثقته بأن الإمارات و العالم سيستفيدان منها خلال الفترة المقبلة. وقال في تغريدة له عبر حسابه على تويتر "تابعت باهتمام بالغ كلمة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للشعب الإماراتي الشقيق التي وضع فيها خارطة طريق واضحة للرخاء و التنمية والأخوة وحدد بها بشكل واضح سياسة الإمارات الداخلية و الخارجية".

و أضاف "أؤكد مجددا عزمنا تعزيز علاقات الأخوة والتعاون ونقلها إلى آفاق أرحب تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ".

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي قوله إن كلمة الشيخ محمد رؤية استشرافية ونافذة، "وهي بداية متجددة لمسيرة الازدهار والإنجازات الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وانطلاقة للخمسين عاما المقبلة، بما تحمله من تطلعات الدولة للريادة العالمية ومستهدفات مئويتها2071".

وتابع أن الشيخ محمد "قدّم للعالم نموذجا متفردا في القيادة التي تستشرف المستقبل لخدمة الأمتين العربية والإسلامية والعالم بشكل عام وشعبه ووطنه بشكل خاص"، مضيفا أن "ما تضمنته كلمة صاحب السمو رئيس الدولة، يؤكد أن رفعة الإنسان وسعادته وازدهاره في مقدمة اهتمامات وأولويات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وأن الله حبا الإمارات بقادة ملهمين ومخلصين لوطنهم، فهم لا يدخرون جهدا في تعزيز مكانة بلادهم وتوفير الرفاهية والازدهار لشعبهم، فمبادراتهم وأفكارهم تؤكد أن الريادة عنوان المستقبل".

كما اعتبر أن ما جاء في كلمة رئيس دولة الإمارات وما حملته من مضامين "تمثل إستراتيجية متكاملة للمستقبل وأحد أعمدة الاتحاد والتنمية، حيث ترفع سقف التوقعات لمستقبل الإمارات وترسم خريطة طريق لغد مشرق ومستقبل واعد، كما سترسّخ مكانة الدولة كواحدة من الدول الفاعلة في شتى المجالات وتتوج جهود الخمسين عاما الماضية من مسيرة الإنجازات الإماراتية وانطلاقة لخمسين عاما مقبلة من الإنجازات الطموحة المستدامة".