خاطرة شعرية
ثق بعدن

بحر عدن
ثق بضوء البركان
برائحة السمك في صيرة
بزحمة الشيخ عثمان
ثق بحزن الكون الذي يأتي مع الأمواج
بلا أشلاء
ثق بأنياب الضباب الجائع
التي لن تجد ما تفترسه بعد اليوم
بالهاوية
بأسراب السنونو
ثق بكل القبلات الخاطفة
والمواعيد المؤجلة
على ساحل العشاق
بشموخ شمسان
الذي يقف وحيدا
أمام ضريح وطن
لم يعش كما ينبغي
ولم يمت بسلام بعد..!
ثق بعدن
مدينة كل شيء
الحياة , الموت
الأمل , اليأس
الجمال , القبح
الحب , الكراهية
كل الحرية
وأقسى القيود
ثق بشمسها الساطعة
التي ستلتهم
غزاة ينهالون بفؤوس
على اشجارها
يقتلون أسماك ساحلها القريب
ياعدن ..
منذ زمن
نطوفُ عليك
ولنا ألف سؤال وسؤال
ضائعٌ, هائمٌ .. هاربٌ
نحو السماء
يا مدينة نُحبها حد التطرف والإشتعال
حد الجنون
حد اشتعال المدى بالفرح
حد انكسار القلب بالخذلان
ثق بعدن
المدينة التي تبعثرُ خوفها بعصافير
تُطلقهم للسماء
علها تقترضُ معجزة ما
قبل أن ترتطم بأرض تعجُ
بالقتلة واللصوص
وتكفرُ بالسلام..
سلامٌ لعطر بحرك
سلامٌ لانتشاء جمالك
سلامٌ لورد صباحك
سلامٌ لمواعيد نصرك المؤجلة..
سلامُ لكل الأحلام الهاربة
إليك يا مدينتا الصابرة
سلامٌ وألف سلام !
شيماء باسيد
فبراير 2017م