من حلم اليوتوبيا إلى الديستوبيا العجائبية..

"الرواية العربية والعولمة".. دراسة تبحث مدى تأثر الروائيين العرب

العولمة تقتحم الرواية العربية من بابي اليوتوبيا والديستوبيا

الجزائر

يؤكد كتاب “الرواية العربية والعولمة.. من حلم اليوتوبيا إلى الديستوبيا العجائبية” لحسين تروش أن اليوتوبيا والديستوبيا نقيضان مثيران محل مقاربة، مع جملة من موضوعات مهمة اشتغل عليها الباحث بشكل معمق لكشف علاقة الرواية العربية بالعولمة، ومدى تأثرها بها أو مقاومتها لها.

كما تبحث الدراسة الصادرة حديثا عن دار خيال للنشر والترجمة والتوزيع، في مدى تأثر الروائيين العرب بالعولمة، ومدى تسببها في تشوهات على الصعيد العربي، وما ابتدعه الروائيون العرب لمواكبة هذه التحولات الخطيرة والجذرية التي فرضتها العولمة في سياق عالمي متغير.

ويشير مؤلف الكتاب إلى أن الرواية العربية المعاصرة استطاعت أن تصمد في وجه التطور الحضاري والعلمي المتسارع، واستطاعت أن تتأقلم مع كل جديد وأن توظفه بالشكل المناسب الذي يسمح لها بمسايرة تطور هذا الفن في العالم.

لذلك، عدّت الرواية من أكثر الأجناس الأدبية تأقلما مع مظاهر العولمة المعاصرة، وأكثرها مسايرة للتحولات التي فرضتها على الواقع العربي من نواحيه المختلفة.

ويوضح تروش أن كتابه يحاول الكشف عن الصلات والوشائج بين الرواية العربية والعولمة من خلال مصطلحي اليوتوبيا والديستوبيا، وأن اختيار الدراسة لهذين المصطلحين يجب ألا يقيد بزاوية المدينة التي ارتبطا بها فلسفيا عبر التاريخ، بل لا بد أن ينظر إليهما في دلالتهما الجديدة التي

 منحتهما إياها العولمة في تصورها الجديد للإنسانية التي تتجاوز حدود الجنس واللون والدين واللغة وحدود الجغرافيا وتأثيرات التاريخ.

كما يوضح أن تقسيم الديستوبيا إلى واقعية وعجائبية لا يعني ارتباط الأولى بالواقع وانفصال الثانية عنه؛ فكلا الشكلين منطلقهما واحد، وهو المجتمع العربي المتأزم الذي عبر عنه الروائيون من خلال النظرة العولمية التي ساعدت من قبل على إيجاد حلم يوتوبي جميل بمستقبل عربي مختلف، وتساعد اليوم على الكشف عن سلبيات الحاضر وخطره على المستقبل، فكان نقد الحاضر بديستوبيا واقعية وعجائبية وضعت اليد والفكر على جراحه الدامية.