"اخراس الأصوات الجنوبية"..

السعودية ترحل ناشطا جنوبياً بتهمة تأييد مشروع استقلال جنوب اليمن

قدر ناشط، عدد الذين تم ترحيلهم من السعودية خلال 2007-2023، بأكثر من 30 شاباً، ولكنه يقول ان هذه إحصائية غير دقيقة، حيث فقط يعرف ان نحو 30 شخصا تم ترحيلهم لكنهم فتحوا مشاريع خاصة بهم في عدن وحضرموت

تعارض السعودية بشدة استقلال جنوب اليمن، وتؤكد على أنها تدعم أي شكل من اشكال الاتحاد مع الاذرع الإيرانية في اليمن

بشائر أحمد
محررة صحافية لدى صحيفة اليوم الثامن
الرياض

قال ناشط جنوبي على منصة (X) إن المملكة العربية السعودية، رحلته قبل نحو عام، على خلفية نشاطه على المنصة الالكترونية تأييدا لمشروع استقلال اليمن الجنوبي، وهو المشروع الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي، أحد حلفاء الرياض في مواجهة الاذرع الإيرانية في اليمن.

وعلى الرغم من ان سعوديين شككوا في رواية "حسين بازهير"، الا ان قضية ترحيل ناشطين جنوبيين من المملكة العربية السعودية، قد بدأت منذ وقت مبكر لانطلاق الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك الجنوبي"، في العام 2007م، حيث رحلت الرياض ناشطين مناهضين لنظام علي عبدالله صالح، بناء على تفاهمات مع صنعاء، بدعوى انهم يدعون الى "انفصال الجنوب".

وقبل اشهر رحل الأجهزة الأمنية السعودية ناشطا جنوبيا ىخر، عقب اعتقال دام ايام، قال الناشط "إنه وجهت له دعوة من جهاز أمن الدولة في السعودية، وأول سؤال طرحه عليه الضابط المحقق "هل تعرف أين انت الآن؟، وكانت اجابته انه في "جهاز أمن الدولة".

وأضاف الناشط: اخذوا هاتفي الخلوي في البداية لأكثر من 6 ساعات متواصلة، وطلبوا مني الانتظار إلى أن يأتي تقرير بشأن قضيته من سلطة أعلى، وبعد أيام جاء التقرير وتم نقلي على الترحيل ورحت إلى بلادي".

وحول القضية التي وجهت ضده، قال "القضية المدونة في ملفي "تأجيج الرأي العام"، وقد ظلت القضية هذه تتنقل معي بين عدة أجهزة، "البحث الجنائي والشرطة، ثم ارسلني الى أمن الدولة، وتم التحقيق معي هناك، وطلبوا مني البقاء في الشرطة حتى يرسلوا برقية الى الرياض ومن ثم اطلاعه بالنتيجة، وحين جاءت النتيجة من الرياض عبر ضابط من جهاز المخابرات تم ترحيلي على بلادي ليلا".

وقال الناشط الذي تحتفظ صحيفة اليوم الثامن باسم خشية ملاحقته مرة أخرى "لم يسمحوا لي حتى مقابلة المدعي العام في النيابة، حسب طلبي، ثلاث مرات يأخذوني النيابة ولا يذكرون أسمي مثل بقية السجناء، مرة يكتبون في الكشف اسم غلط ومرة يقلبون اسمي، لقد تم طمس قضيتي ورحلوني ظلما".

وأكد الناشط انه أخبر جهاز أمن الدولي السعودي ان يكتب مؤيدا لعمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين، ولكنه في نفس الوقت، يقف مع تطلعاته شعبه "الجنوب"، في تحقيق الاستقلال"؛ وهو الأمر الذي يبدو انه ازعج السلطات السعودية.

وجهاز أمن الدولة السعودي يعرف بـ "رئاسة أمن الدولة هي مؤسسة أمنية واستخباراتية سيادية في المملكة العربية السعودية، أنشئت بأمر ملكي من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود في 20 يوليو 2017، وترتبط بمجلس الوزراء وتعنى بكل ما يتعلق بأمن الدولة".

في العام 2009م، رحلت الرياض، على متن طائرة سعودية الناشط البارز في الحركة الجنوبية إلى عدن (علي شائف الحريري)، تلبية لطلب تقدم به الرئيس علي عبدالله صالح، وقد برر السعوديون تلك المواقف بتهمة علاقة الحراك الجنوبي بالنظام الإيراني، وهو ما نفاه الجنوبيون لاحقاً، وقالوا ان حركتهم الوطنية، هي في الأساس تهدف الى طرد التواجد العسكري اليمني في بلادهم، على اعتبار انه "احتلالا عسكريا مفروضا عليهم بقوة السلاح"، الا ان الرياض لاحقا راهنت على الجنوبيين في مواجهة تحالف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والحوثيين، لكن المطالب الجنوبية بالاستقلال تواجه معارضة سعودية، بل ذهبت الرياض إلى خلق كيانات جهوية بغية منع تحقيق الاستقلال.

يبرر السعوديون تلك الخطوات بان المجلس الانتقالي الجنوبي، عرقل اتفاق سلام بين السعوديين والحوثيين برعاية من سلطنة عمان، حين اشترط الحوثيون التوقيع على الاتفاق مقابل ما نسبته 80 % من موارد الجنوب النفطية، وهو الأمر الذي رفضه المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدا ان الموارد السيادية حق مكتسب لشعب الجنوب".

وقدر ناشط، عدد الذين تم ترحيلهم من السعودية خلال 2007-2023، بأكثر من 30 شاباً، ولكنه يقول ان هذه إحصائية غير دقيقة، حيث فقط يعرف ان نحو 30 شخصا تم ترحيلهم لكنهم فتحوا مشاريع خاصة بهم في عدن وحضرموت.

وتعارض السعودية بشدة استقلال جنوب اليمن، وتؤكد على أنها تدعم أي شكل من اشكال الاتحاد مع الاذرع الإيرانية في اليمن.

وحذرت مصادر سياسية جنوبية، من مغبة الاستمرار في تهديد المقيمين الجنوبيين في المملكة العربية السعودية، بالترحيل من البلاد التي يعملون فيها.

وقال مصدر سياسي جنوبي لصحيفة اليوم الثامن "إن المجلس الانتقالي الجنوبي، وعبر هيئة الخارجية وشؤون المغتربين، مطالبا بمخاطبة السعودية بشأن معالجة التخفيف من القيود المفروضة على الجنوبيين الذين يدافعون عن بلادهم.

وقال إن اخراس أي صوت جنوبي، يعني النيل من كل وسائل الاعلام التي تسجل تقاريرها من العاصمة عدن.