مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات..

"الأفغان العرب (1979-1994).. دورهم في تصدير التنظيمات الإرهابية إلى البلدان العربية (دراسة تحليلية)

"تشير دراسات وتقارير صحافية إلى أن زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن حاول اقناع السعودية بتكرار تجربة الجهاد الأفغاني في اليمن الجنوبي، لكن الرياض لم تتعامل بجدية مع دعوة أسامة بن لادن، وأخبره الأمير تركي الفيصل بأنّ الجنوب سينهار من تلقاء نفسه".

رجل الدين الإخواني اليمني عبدالمجيد الزنداني في افغانستان مطلع تسعينات القرن الماضي - أرشيف

ملخص تنفيذي

يهدف هذا البحث الى معرفة نشوء ظاهرة (جماعة الأفغان) وكان أول عام 1990 م، محاولا الوقوف على العوامل التي أسهمت في ظهورها، والتحولات السياسية والعسكرية التي رافقتها، وكذلك تتبع مظاهر تجلياتها في الوطن العربي خلال الفترة 1979م- 1994م.

وقد جرى اعتماد المنهج العلمي الجدلي مع الاستعانة بمناهج أخرى، في تحليل هذه الظاهرة ومعرفة العوامل المركبة التي ساهمت في نشوء تلك، ومن ثم الخروج باستنتاجات واقعية تساهم في وضع معالجات لها.

الكلمات المفتاحية: الأفغان العرب – التنظيمات الإرهابية – الوطن العربي

-       المقدمة:

 إن البحث في نشأة تكوين التنظيمات الإرهابية في الوطن العربي يقودنا للعودة إلى تاريخ وجذور هذه الظاهرة ككل في المنطقة والإقليم مع الإحاطة الكاملة بأهم التحولات الثني شهدتها أهم تلك التنظيمات بداية من النشأة ومرورا بالمراحل المختلفة التي رافقت نشأتها، وصولا إلى أهم الاستراتيجيات المتبعة من قبل تلك التنظيمات.

إن المعلوم أن معظم التنظيمات الإرهابية، هي تسمية ابتكرتها المخابرات الغربية وارتضاها الجهاديون.

لقد انبثقت فكرة التنظيم من رحم المشروع الجهادي الذي دعمته الولايات المتحدة وكان موجهاً ضد الوجود السوفييتي في أفغانستان، وكان محكوماً بمخاوف أمريكية من أن يصل الاتحاد السوفييتي السابق إلى المياه لدافئة في الخليج وينافس واشنطن في السيطرة على أهم منابع النفط في العالم.

وكان هناك سبب آخر وهو رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الانتقام من الاتحاد السوفييتي الذين أغرقوها في حرب مدمرة بفيتنام، خرجت منها خاسرة.

-       مشكلة البحث:

أثناء نشأة تلك الأحداث برزت جماعات حملت السلاح ضد الأوطان العربية بعد انتهاء الهدف الرئيس التي أسست من أجله تلك الجماعات؛ مما ولد في المشهد ظاهرة الأفغان العرب ذو التوجه المتشدد ضد الأنظمة العربية نفسها وسعت إلى التنظير والتأليف والافتاء في تكفيرها وكان من أبرز الكتب في هذا المجال كتاب "العمدة في إعداد العدة للمنظر" للسيد أمام، وهذا الفكر المتشدد كان بالأساس منتج خارجي بامتياز، فهو التعبير الصارخ عن السلفية الجهادية، التي خرجت من عباءة السلفية التقليدية، وهذا الخروج تغذى من التجربة الجهادية الميدانية التي خاضها مقاتلو الجزيرة العربية في أفغانستان (الأفغان العرب)، وترافق انتشار المذهب الجهادي في المنطقة العربية، مع تنامي حركات الإخوان المسلمين، والتي وصلت إلى مرحلة التطابق تقريباً في فترة الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، بل أن حركة الإخوان المسلمين التي كانت تقدم نفسها على أنها حركة إصلاحية دعوية، باتت جزء من الحركة الجهادية المتطرفة إبان فترة الحرب ضد الروس في أفغانستان، وكان هذا بالطبع بتشجيع من بعض الأنظمة العربية.

حين أوشكت حرب أفغانستان على الانتهاء، بدأ الحديث عن مصير «الأفغان العرب»، أولئك الشباب الذى جرى تجنيدهم وحشدهم وتدريبهم من قبل المخابرات الأمريكية، عبر بعض الوسطاء العرب، من حكومات ومن جماعة الإخوان، وتحدث البعض في مصر، وقتها مطالبين الدولة بأن توفر فرص العمل للمصريين الأفغان العائدين وأن تحتضنهم، كما فعلت مع المجندين بعد حرب 1973، لاحظ -هنا- أن هؤلاء ساووا بين مجندين قاتلوا لعبور القناة ولتدمير خط بارليف وتحرير سيناء، داخل الجيش الوطني؛ وآخرين «مرتزقة» استخدمتهم المخابرات الأمريكية في فصل من فصول الحرب الباردة؛ لإضعاف الاتحاد السوفيتي أو خلق «فيتنامهم الخاصة» كما عبر مستشار الأمن القومي الأمريكي حينها.

وحين عودة «الأفغان العرب» إلى بلادهم؛ ليحاولوا تكرار المأساة الأفغانية في بعض البلاد العربية، حدث ذلك في اليمن والجزائر ومصر وليبيا والصومال، وتبين أن هؤلاء العائدين لا يريدون وظيفة ولا تأمين حياة خاصة، بل يسعون إلى إسقاط الدول، وإقامة ولايات طائفية صغيرة، وأن القتل والتخريب صار هدفهم النهائي، وقتها وقفت بعض الدول الغربية تفرك يديها بحبور وتحاسبنا بالقسطاس في إجراءات الديمقراطية التي تتبع مع هؤلاء الإرهابيين، فكانت الاستجابة من الجزائر واليمن ومصدر في دخول هؤلاء في التنافس السياسي.

أسئلة البحث:

 ما مدى قدرة الأفغان العرب في تصدير العنف والتطرف والإرهاب الى البلدان العربي؟

ويتفرع من هذا السؤال عدد من الأسئلة:

-       من هم الأفغان العرب؟ وكيف تحولت تسميتهم من المجاهدين العرب إلى الأفغان العرب؟

– ماهي الظروف الدولية والإقليمية لقدوم الأفغان العرب إلى أفغانستان؟

-       هل انتهى دور الأفغان العرب بعد أن انتهى القتال في أفغانستان؟

-       لماذا لم يتوفر لعمليات مقاومة مسلحة أخرى سابقة للقضية الأفغانية مثل القضية الكشميرية والفلسطينية، أو لاحقة بها مثل القضية البوسنية أو الشيشانية.

– ما هو الإطار الفكري للأفغان العرب؟

– ما هي التحولات الكبرى في تاريخ حركة الأفغان العرب؟

-       ما علاقة مطالبة امريكا الأنظمة العربية بالديمقراطية وقبول التنظيمات الإسلامية المتشددة في العملية السياسية؟

-       كيف تجلت التنظيمات الإرهابية في الوطن العربي؟

-       ماهي التوصيات والاستنتاجات التي ستسهم فيها هذه الدراسة.

-       أهمية البحث:

تكمن أهمية البحث في أن ظاهرة الافغان العرب أو الأصولية بشكل عام أخذت تبرز كمعيق جدي في البنية الداخلية للمجتمع؛ لتحول دون تشكل البديل الديمقراطي العقلاني التنويري المنشود، إضافة إلى المعوقات الاقليمية والدولية.

ويهدف هذا البحث في تحديد المنابع الأصلية لظاهرة الارهاب وتشخيص العوامل التي ساهمت في نشوئها وبلورتها، والتحولات السياسية والعسكرية التي رافقتها، وبالتالي تحديد مظاهر تجلياتها في الوطن العربي على ضوء ذلك نحاول التوصل إلى المعالجة العلمية الموضوعية لهذه الظاهرة.

-       أهداف البحث

-       معرفة مفهوم الأفغان العرب.

– تحديد الظروف الدولية والإقليمية لقدوم الأفغان العرب إلى أفغانستان.

-       معرفة دور الأفغان العرب بعد أن انتهى القتال في أفغانستان.

– الكشف عن الإطار الفكري للأفغان العرب.

– تحديد التحولات الكبرى في تاريخ حركة الأفغان العرب.

-       معرفة علاقة مطالبة امريكا الأنظمة العربية بالديمقراطية وقبول التنظيمات. الإسلامية المتشددة في العملية السياسية.

-       تحديد مظاهر بروز التنظيمات الإرهابية في الوطن العربي

-       تقديم التوصيات والاستنتاجات التي ستسهم فيها هذه الدراسة.

-       منهج البحث:

منهج البحث - جرى اعتماد المنهج العلمي الجدلي مع الاستعانة بمناهج أخرى، في تحليل هذه الظاهرة ومعرفة العوامل المركبة التي ساهمت في نشوء ظاهرة الأفغان العرب، ومن ثم الخروج باستنتاجات واقعية تساهم في وضع معالجات لها.

-       أقسام البحث:

وفي هذا البحث التاريخي سنحاول تقسيم مراحل تطور التنظيمات الإرهابية الدولية في الوطن العربي وعلاقتها بظاهرة الأفغان العرب، وهي كالتالي:

المبحث الأول: الأفغان العرب، التسمية ومراحل التكوين، والمبحث الثاني: تجليات التنظيمات الإرهابية في الوطن العربي.

النتائج والتوصيات

أولا: النتائج:

1-         الحركة الجهادية (الأفغان العرب) نشأت بتدبير من أجهزة الاستخبارات الأمريكية وبإسناد من حكومات المنطقة، التي كانت في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم تقاتل حتى تتجنب خطر المد الشيوعي، كما تقاتل اليوم حتى تتجنب مخاطر تمدد الموجة الثورية التي يتهم الإسلاميون بتحريكها في المحيط العربي الكبير.

2-         لقد تعاونت الحكومات العربية الصديقة للولايات المتحدة والتي تخشى من المد الشيوعي لكثير من المتطوعين من مواطنيها بالسفر للاشتراك في تلك الحرب. وكانت أهم الدول التي قدمت دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا للمجاهدين الأفغان هي السعودية واليمن ومصر والكويت.

3-         بروز ظاهرة الأفغان العرب ساعدت عدة عوامل في وجود المقاتلين والإغاثيين العرب في أفغانستان وباكستان، وهو ما لم يتوفر لعمليات مقاومة مسلحة أخرى سابقة للقضية الأفغانية مثل القضية الكشميرية والفلسطينية، أو لاحقة بها مثل القضية البوسنية أو الشيشانية

4-         نظرت باكستان إلى الغزو السوفياتي لأفغانستان باعتباره تهديدا لأمنها القومي وأنها الدولة الثانية المستهدفة بعدها، ففتحت مطاراتها لاستقبال الوافدين إليها للقتال إلى جانب المجاهدين الأفغان.

5-         لم يبخل الإعلام لعربي على القضية الأفغانية وكان له الدور الكبير في تعريف الشعوب العربية بحقيقة الوضع في أفغانستان وكان للإعلام المصري دوره في تأييد ودعم الجهاد الأفغاني منذ بدايته وقد انبري بعض الكتاب الذين سخروا أقلامهم لنقل حقيقة ما يحدث على أرض الجهاد والمناورات التي تحاك بالمجاهدين ووضح ذلك في مؤلفات بعض الكتاب المصريين الذين أصدرا مؤلفات حول الجهاد الأفغاني.

6-         أن الحركة الجهادية (الأفغان العرب) مرت بتحولات كبرى اثرت على سير أهدافها مما جعلتها تتحول من هدف تحرير مواجهة التدخل الروسي في أفغانستان الى مواجهة البلدان العربية والإسلامية الداعمة لها.

7-         ساهمت الحركة في زعزعة الجبهة الداخلية الأفغانية مما جعلتها بعد التحرير تخوض حربا أهلية استمرت عدة سنوات.

8-         أصبحت تلك التنظيمات المتناحرة في أفغانستان سببا اخر في تدخل القوات الأمريكية لاحتلال أفغانستان في عام 2003

9-         شكل غزو السوفيتي لأفغانستان وأحداثه، مروراً برد فعل باكستان الذي واصل فيه الجنرال محمد ضياء الحق دعمه للمقاومة الأفغانية، الذي كان يمثل البوابة الوحيدة للدعم العربي والغربي، فاستطاع بموازاة ذلك أن يبني مشروعه النووي وقنبلته الذرية، وما إن انسحب السوفيت من أفغانستان حتى تم اغتيال ضياء الحق بعد ثلاثة أيام من الانسحاب بإسقاط طائرته بعبوة متفجرة زرعت فيها.

10-   كانت البلدان الاشتراكية اليمن الجنوبية والجزائر وليبيا المحطة الثانية من الاستهداف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تعرضت تلك البلدان لعمليات إرهابية منظمة.

11-   إن اعتماد معظم تلك التنظيمات على أداتهم الإيديولوجية والتنظيمية التعبوية بشكل ناجح في الصراع مع الإيديولوجية الماركسية التي كانت خصماً قوياً، دخل الإسلاميون إلى جانب النظام في الصّراع المسلّح العنيف مع الجبهة عبر صيغة المعاهد الإسلامية في تلك المرحلة.

الاستنتاجات:

1-         إن ظاهرة الأفكار المتطرف والعنف والإرهاب عالمية تتجاوز الحدود والثقافات والأديان، وإن محاربته تستدعي تضافر كافة الجهود من مختلف الأطراف.

2-          أن حربنا مع الإرهاب ليست حرباً عسكرية فقط، لأن الإرهاب ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، ويتطلب كل وجه أسلوباً خاصاً لمواجهته، ولهذا فإن الجهود المبذولة لتحدي التطرف والإرهاب يجب أن تعالج كل مرحلة: بدءاً من معالجة جذور الراديكالية، إلى مكافحة عمليات التجنيد، ووصولاً إلى المشاركة الفعالة في المجتمع.

3-         إن خطر الإرهاب والتطرف تحدى يومي يستهدف استقرار دولنا وأمن مواطينينا والمقيمين فيها ويهدد نظامنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

4-         التماهي والإهمال من بعض الدول العربية وعدم جدية التزامها على الدوام بمحاربة الأيدولوجيات المتطرفة التي تغذي العنف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية بمنتهى الوحشية.

التوصيات:

1-         إعادة النظر في الفكر الديني المتطرف والذي ترسخ مدة نص قرن من الزمن وأصبح لدى شباب الامة العربية من المسلمات؛ مما يجعل مستقبل امتنا العربية في مرمى التطرف والعنف والإرهاب.

2-         بناء استراتيجية امنية واقتصادية وفكرية وثقافية واجتماعية وتربوية تسهم في مواجهة الأفكار المتطرفة.

3-          حضر التنظيمات الداعمة للأفكار المتطرفة وتطبيق كافة التشريعات المحلية والعربية والدولية المختصة بمكافحة الإرهاب.

4-         تعزيز نظام مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وذلك من خلال القوانين والخطوات التي المنصوص عليها في الاتفاقيات العربية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

5-          رصد شبكات تمويل الإرهاب وايقافها وذلك من خلال التعاون مع وحدات الاستخبارات المالية الأخرى ومن خلال المنظمات الدولية كمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط والبرامج الخاصة بجمع وتحليل المعلومات المالية.

-       المصادر والمراجع:

1-الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة ما بعد الحرب الباردة، أسامة مرتضى السعيدي دار مكتبات البصائر- لبنان، ط1, 2011م

2-: الحرب الباردة "دراسة تاريخية للعلاقات الامريكية السوفيتية، ايناس سعدي عبد الله نشر اشور بانيبال للكتاب، ط1, 2015م .

3-العلاقات الأمريكية الروسية من نهاية الحرب الباردة الى حرب ابراد واحتواء 1991-2014, عبد الرزاق مطلك فهد دار القارئ للطباعة والنشر في بغداد، ط1, 2017م

4- العلاقات الامريكية – الروسية 1991-2014, دار القارئ للنشر والطباعة, عبد الرزاق مطلك فهد ط1, 2017م.

5-ملحمة المجاهدين العرب في أفغانستان، عصام دراز، دار الطباعة والنشر الإسلامية، القاهرة 1989.

6-  الأفغان العرب.. محاولة للفهم. د. نشأت عبد الله أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة لندن، دراسة منشورة في موقع إسلام أون لاين. Arab Veterans of the Afghan Wa

7-   المجالس الرئاسية في اليمن: استكشاف المحاولات السابقة لتقاسم السلطة والإمكانيات من أجل المستقبل - ميساء شجاع الدين - مركز صنعاء للدراسات.

8- ينظر تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في اليمن الجنوبي: بين الأمس واليوم - بواسطة سمر أحمد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط

9-  نص الفتوى في صحيفة الشورى العدد (231) الصادرة في عام 1994م وعدد من التسجلات الصوتية.

10-  شهادات عبدالله انس حول الأفغان العرب والجهاد https://daraj.media/189

11-  الأدبيات التابعة للتنظيم والإصلاحيين في السعودية على حد سواء تطلق عليها انتفاضة.

12-  رحلات الأب الروحي لـ"تنظيم القاعدة".. عبدالمجيد الزنداني.. من ميادين تجنيد الأفغان العرب إلى قصر الرئاسة اليمنية (فصول موجزة) https://alyoum8.net/posts/:

13-    تركي الفيصل: قابلت "بن لادن" ورفضت طلبه بدعم استخباراتي في اليمن (alarabiya.net)

14-    https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title   

15-              https://ar.wikipedia.org/wi