ملف إيران..

محاكمة حميد نوري أحد جلادي مجزرة عام 1988 في السويد

شهادة مهري حاجي نجاد، أمام المحكمة عن مجزرة عام 1988 في إيران

طهران

استمرت محاكمة حميد نوري، أحد جلادي مجزرة عام 1988، في محكمة سويدية، في الجلسة الصباحية التي وأدلت مهري حاجي نجاد، إحدى المسؤولات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والتي زُج بها في السجن في إيران لمدة 5 سنوات بوصفها سجينة سياسية، وأعدم نظام الملالي أشقائها الـ 3؛ بشهادتها في جلسة بعد الظهر.

ويمكنكم الاطلاع فيما يلي على شهادة، مهري حاجي نجاد:

بادر المحامي في البداية، في جلسة المحاكمة، المنعقدة بعد الظهر، بتقديم مهري حاجي نجاد، والحديث عن فترة سجنها حتى انضمامها عودًا على بدء لمجاهدي خلق، كما بادر بتقديم شرح موجز عن إخوتها الـ 3 الذين استشهدوا على أيدي جلادي نظام الملالي.

وقالت، مهري حاجي نجاد: إن أخي علي قال لوالدتي أثناء زيارته أنهم نقلوه إلى محكمة الثورة في كرج، بعد أسبوعين من اعتقاله، وكان إبراهيم رئيسي آنذاك المدعي العام لهذه المحكمة، وحكموا عليه بالسجن 8 سنوات.

ثم شرحت مهري حاجي نجاد، كيف التقت بالمجاهد البطل على حاجي نجاد، في عام 1986، في سجن جوهردشت.

وقالت إنها تمكنت من زيارة شقيقها في سجن جوهردشت باستخدام البطاقة الشخصية لشقيقتها. وتمكنت من التقاط صورة لشقيقها في السجن سرًا، أثناء هذه الزيارة. واستطاعت أن ترى على جسده آثار أشكال التعذيب الوحشي التي تعرَّض لها.

وعندما أخبرتُ أخي على بأنني عاقدة العزم على الانضمام لمجاهدي خلق، قال لي في ختام حديثه:

لا تتأخري في الانضمام لمجاهدي خلق، وبلغي سلامي وتحياتي الحارة لكل من مسعود ومريم رجوي، وقولي لهما: من رابع المستحيلات أن يُنهِك قوانا أي شكل من أشكال التعذيب ويُثنينا عن مواصلة طريق الحرية.

وكانت آخر زيارة قامت بها والدتي لعلي في سجن جوهردشت، في شهر أبريل أو مايو عام 1988.

وحينها قال علي لوالدتي إن الوضع في السجن مريب، حيث أنهم يقومون بنقل السجناء، وقد لا أراك مرة أخرى. فلا تقلقي، فسوف يسقط هذا النظام، وتُزال عنك هذه الضغوط.

وقالت مهري حاجي نجاد في ردها على المدعي العام حول كيفية علمها بإعدام شقيقها، على حاجي نجاد:

لقد أرسلوا رسالة لوالدتي في الـ 30 من نوفمبر أو الأول من ديسمبر عام 1988، يطالبونها فيها بإرسال أحد أقاربها في اليوم التالي إلى سجن جوهردشت، وعندها قالت والدتي لهم: إنكم قتلتم كل أبنائي، ولم يعد لدي أحد. وتوجَّهت بنفسها إلى سجن جوهردشت في اليوم التالي. وعندها قال الحراس لوالدتي إن على حاجي نجاد لم يعد على قيد الحياة. إذ أنه كان عدوًا للجمهورية الإسلامية وأعدمناه. فقالت لهم والدتي: ألا تخشون الله وأنتم تعذبون ابني؟. أحمد الله على أنه قد استراح من تعذيبكم له. وعندها ألقوا بحقيبةٍ أمام والدتي، وقالوا خُذي مقتنياته هذه وأغربي عن وجهنا، فأنت الأخرى منافقة أيضًا. وعندما رأت والدتي الحبل الموجود ضمن مقتنياته أدركت أنهم أعدموا على شنقًا.

وأتى أحد شهود المجزرة، في وقت لاحق، لزيارة والدتي، وقال إن علي قد أُعدم بمعية سجناء آخرين، في الأيام الأولى للمجزرة.

وقالت مهري حاجي نجاد، التي قضت ما يقرب من 5 سنوات في السجن، فيما يتعلق بوضع السجينات المجاهدات:

إن ما يقلقني منذ يوم إجراء هذه المحاكمة هو أنه لم يتم الحديث لا من قريب ولا من بعيد عن ضحايا هذه المجزرة من النساء.

والجدير بالذكر أنه عندما تم إطلاق سراحي في عام 1986، كان عدد كبير من صديقاتي قد قضين فترة عقوبتهن، وكان من المفترض إطلاق سراحهن، بيد أنهم لم يطلقوا سراحهن ولم يستثوا أي واحدة منهن، وأعدموهن في سجن إيفين أثناء مجزرة عام 1988، ومن بينهن أشرف موسوي، ومليحة أقوامي، وفروزان عبدي، وآزاده طيب، وأخريات كثيرات.

وقالت مهري حاجي نجاد، فيما يتعلق بعمليات الإعدام الإجرامية التي حدثت في عامي 1981 و 1982، في سجن إيفين:

كنت في عامي 1981 و 1982 مسجونة في العنبر الـ 4 المعروف باسم العنبر الـ 201، وكان يتم إعدام ما يتراوح بين 100 إلى 200 شخص كل ليلة. وكنَّا نُحصي كل ليلة أصوات رصاصات الرحمة التي كانوا يطلقونها عليهن. وكنا نسمع هتافات هؤلاء السجينات حتى يتم إخمادها بإطلاق رصاصات الرحمة عليهن. وكان العديد من هؤلاء السجينات طالبات تتراوح أعمارهن ما بين 16 و 17 عامًا، من أمثال سيمين هجير، وسودابة بقائي، وعطية خوانساري أو ليلا أرفعي البالغة من العمر 17 عامًا، والتي سمَّيت كتابي "الضحكة الأخيرة لليلا" على اسمها.

كان عددنا في هذا العنبر، في عام 1983، يبلغ 600 سجينة. واقتحم لاجوردي العنبر، وقال لنا: لا تظنن أنه سيتم إطلاق سراحكن من السجن، وأن الناس سوف يستقبلونكن بالزهور. حيث أننا سنرمي قنابل يدوية هنا وسنقتلكن جميعًا، وسنحطم جدران السجن أيضًا على رؤوسكن. وقال لاجوردي: إن دماء مسعود رجوي تجري في عروقكن، وأنتن العدو اللدود لنظام الملالي، ولا يجب إطلاق سراحكن. ونفذوا تهديهم، حيث أعدموا،في نهاية المطاف، 90 في المائة من هؤلاء النساء البطلات، أثناء مجزرة السجينات في سجن إيفين.

وقالت مهري حاجي نجاد، فيما يتعلق بمجزرة السجينات في سجن جوهردشت بكرج:

قضيت بنفسي في سجن جوهردشت شهرًا واحدًا فقط، وكان هناك أيضًا عنبر للنساء. وكان عددنا 70 سجينة في هذا العنبر، ولكن ليس لدي أي معلومات عن العنابر الأخرى. وأثناء مجزرة عام 1988، نقلوا عددًا من السجينات من سجون كرج وكرمانشاه إلى سجن جوهردشت، وأعدموهن جميعًا، ولم تنجو أي سجينة من السجينات في سجن جوهردشت.

وتزامنًا مع محاكمة حميد نوري، نظَّم المواطنون الأحرار وأقارب الشهداء الذين تم إعدامهم شنقًا أثناء مجزرة عام 1988، مظاهرة تكريمًا للأبطال الشهداء وإبقاءً على ذكراهم العطرة في الأذهان.