مؤتمر دولي يبحث مخرجًا علميًا من الأزمة..
من المناخ إلى الأمن المائي: عدن تفتح نقاشًا علميًا حول مستقبل الاستدامة
استضافت العاصمة عدن مؤتمرًا علميًا دوليًا ناقش قضايا حماية البيئة وتحقيق الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية، بمشاركة باحثين وخبراء من عدة دول عربية، في إطار جهود أكاديمية تسعى إلى ربط البحث العلمي بصناعة السياسات وبحث حلول مستدامة للتحديات البيئية المتصاعدة التي تواجه اليمن والمنطقة.
جامعة عدن تستضيف مؤتمرًا دوليًا حول البيئة والأمن المائي
استضافت عدن، صباح اليوم الأحد 21 ديسمبر، أعمال المؤتمر العلمي الدولي الموسوم بـ «حماية البيئة وتحقيق الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية: تحديات الواقع وآفاق التنمية المستدامة»، الذي نظمته جامعة عدن ممثلةً بمركز الدراسات البيئية والمناخية، بالشراكة مع المركز الديمقراطي العربي في برلين، وبرعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سالم صالح بن بريك.
وجرى افتتاح المؤتمر بإشراف رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور، ورئيس المركز الديمقراطي العربي الأستاذ عمار شرعان، وبحضور رسمي وأكاديمي واسع، تقدمه نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية الأستاذ إقبال بهادر، وأمين عام مجلس الوزراء الأستاذ محمد باهبري، ونائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ صلاح العاقل، إلى جانب عدد من الوكلاء ورؤساء الجامعات ونخبة من الأكاديميين والباحثين.
وفي كلمته، أكد وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لقطاع الشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور خالد باسليم، أن انعقاد المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل التحديات التي تواجه البلاد، خصوصًا ما يتعلق بالأمن المائي والتوازن البيئي، معتبرًا أن تنظيم مثل هذه الفعاليات العلمية يمثل مؤشرًا على تعافي النشاط الأكاديمي وعودة الحراك البحثي، ومشددًا على أهمية تحويل مخرجات المؤتمر إلى توصيات عملية قابلة للتطبيق.
من جانبه، أوضح رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور، أن المؤتمر يعكس حجم الاهتمام الرسمي بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، ويؤكد الدور المحوري للبحث العلمي في مواجهة التحديات التي تمس حاضر المجتمعات ومستقبلها، مشيرًا إلى أن الشراكة مع المركز الديمقراطي العربي في برلين تمثل إضافة نوعية تعزز من الحضور العلمي للجامعة، وتسهم في تبادل الخبرات وتقديم حلول واقعية داعمة لمسارات التنمية المستدامة.
بدوره، قال مدير مركز الدراسات البيئية والمناخية بجامعة عدن الدكتور فواز باحميش، إن المؤتمر يركز على إشكالية تحقيق الاستدامة في ظل تصاعد آثار التغيرات المناخية، وما تفرضه من تحديات متزايدة على الموارد المائية والبيئية في اليمن والمنطقة العربية، لافتًا إلى أن المؤتمر يسعى للخروج بتوصيات عملية تسهم في تعزيز القدرة على التكيف وبناء سياسات بيئية أكثر فاعلية.
وأكد رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعدن، السيد محمد رفيق نصري، دعم المفوضية لمخرجات المؤتمر، مشيدًا بدور المؤسسات الأكاديمية في ربط البحث العلمي بالسياسات العامة، ومجددًا التزام المفوضية بالعمل مع الحكومة والشركاء لدعم البرامج المعززة للصمود والعمل المناخي.
وعقب الجلسة الافتتاحية، انطلقت الجلسة العلمية الأولى التي قُدِّمت خلالها ستة أبحاث علمية لباحثين من اليمن والجزائر والمغرب، عبر تقنية الاتصال المرئي، تناولت قضايا متنوعة، من بينها تأثير التغيرات المناخية على العمارة الطينية في سيئون، وإدارة المياه الجوفية العابرة للحدود، ومخاطر الفيضانات في محافظة المهرة، وجودة مياه الشرب في مدينة زبيد، وإدارة النفايات واستعادة المعادن الثقيلة، إضافة إلى تحليل تحلية مياه البحر كخيار استراتيجي لتحقيق الأمن المائي.
وعلى هامش المؤتمر، شهد رئيس جامعة عدن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين مركز الدراسات البيئية والمناخية وكل من مؤسسة صلة للتنمية، ومنظمة Pure Hands، والمؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة، بهدف تعزيز الشراكات في مجالات التدريب وتنفيذ المشاريع البيئية والتنموية.
ويُعقد المؤتمر على مدى يومين متتاليين في مدينة عدن، حضورياً بفندق كراون، وبمشاركة علمية عربية واسعة عبر تقنية التحاضر المرئي، بهدف بحث سبل مواجهة التحديات البيئية والمناخية، وتعزيز الأمن المائي، وبناء نماذج مستدامة قائمة على البحث العلمي، والتكنولوجيا الحديثة، والتعاون الإقليمي.


