وصف مناطق سيطرة الحوثيين بالأكثر استقراراً..

عبدالهادي: المجلس الانتقالي الجنوبي لم يقدم أي شيء للشعب

المحاضر في كلية الأداب بجامعة عدن الدكتور محمد عبدالهادي - أرشيف

القاهرة

قال عميد كلية الأداب السابق بجامعة عدن الدكتور محمد عبدالهادي، إن مدن اليمن الشمالي الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد استقراراً كبيراً، على عكس مدن الجنوب المحررة، لافتا الى ان المجلس الانتقالي الجنوبي لم يقدم أي شيء للشعب، بالإضافة الى الحكومة التي لا تزال في الخارج.

وأتهم عبدالهادي المجلس الانتقالي الجنوبي الوقوف وراء انهيار سعر صرف الريال اليمني، قائلاً "ان الإدارة الذاتية (الغيت)، قامت بفتح اعتمادات لها بالبنك الأهلي بعيدا عن المركزي كل هذا أثر على قيمة الريال اليمني".

وتحدث عبدالهادي في مقابلة مع وسائل اعلام مصرية عن مستقبل الصراع، ودور مصر الحيوي في الدفع نحو تسوية سياسية تنقذ الشعب من المجاعة.

ووصف عبدالهادي " الحرب التي بدأت في 2015، بالكارثة على اليمن ، وقد بدأت بتمرد ميليشيات الحوثي والذى بدأ بوضع يده على محافظات الشمال ثم بدأ الزحف على المحافظات الجنوبية وأهمها عدن ، واجه الحوثي مقاومة كبيرة فالحرب في حد ذاتها كارثة دمرت كل شيء باليمن ، دمرت الاقتصاد والبنية التحتية ، خلفت جرحى بمئات الآلاف والقتلى بالمثل وخلفت هيكل للدولة مدمر واستمرار  الحرب يعني مزيد من المآسى ناهيك عن نزوح الأهالي وتهجيرهم وخروج الملايين إلى خارج البلاد وكلما زاد أمد الحرب زاد الوضع تعقيدا وأرى أن لا حل إلا بوقف الحرب بحيث يتم الجلوس على طاولة واحدة للوصول للتسوية السياسية سواء على مستوى اليمن ككل أو على مستوى الملفات البارزة للمشهد السياسي اليمني".

وعن تدهور الخدمات في مدن الجنوب المحرر، قال عبدالهادي "في اليمن (الشمال) الأوضاع لا نسمع منهم عن انقطاع الخدمات أو الرواتب بل بالعكس نجد المناطق المحررة هي التى تعاني من الحرمان من الخدمات كالماء والكهرباء وانقطاع الرواتب".. مضيفا "كنا نعتقد أن المناطق المحررة ستكون الأسعد حظا ويكون للحكومة وجوداً أكبر فيها لأن الشرعية هي المسئولة عن توفير الخدمات ولكننا لاحظنا انهيار  في كافة الخدمات من كهرباء وماء وانقطاع رواتب العسكريين وبعض المؤسسات لتسعة أشهر ، وتدني المستوى الاقتصادي وانهيار  العملة المحلية أمام الدولار والريال السعودي مما أدى إلى ارتفاع  الأسعار بشكل مبالغ فيه إلى جانب أن الخدمات الأمنية ليست بالكفاءة العالية التي تشعر المواطن بالأمان  في هذه المحافظات ، فلا تستطيع أن تقوم الشرعية بواجبها ولا المجلس الانتقالي استطاع  أن يقوم بواجبه، وأصبح المواطن ضحية للصراعات السياسية بعدن تحديدا وبباقى المحافظات التى تسيطر قوات  عليها".

وقال إن "هناك مشايخ (قبائل) تم اغتيالهم بصنعاء فى الفترة الأخيرة من قبل الحوثيين وكذلك تم اغتيال أئمة المساجد وكثير من القيادات السياسية ورجال من المقاومة بعدن ، وزادت تلك الجرائم لأنه لا يوجد تحقيقات فعلية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم أو حتى لمعرفتهم".

 

ورفض الدكتور عبدالهادي الإفصاح عمن يقف وراء قصف قاعدة العند العسكرية الجنوبية، لكنه أكد ان الصواريخ اطلقت من منطقة في تعز.

واتهم المحاضر الجامعي، نادي قضاة الجنوب، بتعطيل عمل المحاكم في عدن، داعيا إلى أن "يعاد النظر فى فتح النيابات والمحاكم فى عدن الذي مضى على إغلاقها أكثر من 6 اشهر".. لافتا إلى أن بعض القضاة يدعو أن من يمثلهم هو نادي القضاة الجنوبي، بالرغم من أنهم الجهة الوحيدة التى تستلم رواتبها بانتظام وتحصل على جميع مستحقاتها ولكن نادي القضاة هو الذي أعلن إغلاق المحاكم، لكن بالعكس معظم القضاة يريدوا أن يقوموا بمهامهم خاصة فى ظل غياب الدولة نجد مثل هذه المخالفات التى تؤثر سلبا على حياة المواطن".

والأسباب يوضح "أن نادي القضاة يطالب بإعادة النظر فى مجلس القضاء الأعلى فهل هذا يستدعي إغلاق المحاكم والنيابات؟ فمن المفترض أن يستمروا فى عملهم وتناقش مطالبهم مع الجهات المختصة لكن إغلاق المحاكم بهذه الطريقة وبالقوة تحت دعاوي محاربة الفساد بالعكس ينتج فساد أكثر ويعد إنتشار لمزيد من الفساد والجرائم فى ظل غياب المحاسبة والعقاب ، حتى التلاعب فى الصرافة وغيرها كان بسبب غياب القضاء".

وعن الأزمة الاقتصادية، قال "الشعب يعول على أهاليهم بالخارج أو منظمات حقوق الإنسان فى ظل انقطاع  الرواتب وبعض التشكيلات العسكرية باليمن تستلم الراتب بالريال السعودي وهذا يساعد أيضا فى حل أزمة المعيشة ورواتب أخرى تأتي عن طريق منظمات دولية ولكن الوضع برمته مأساوي والجنود التابعين للشرعية (حكومة المنفى) يصرفون رواتبهم بالريال اليمني".

وقال إن أسباب انهيار الريال اليمني مقابل الدولار، يعود إلى انتشار مئات محلات الصرافة بعدن بدون أى تراخيص ومع الأسف تذاكر الطيران وإيجار الشقق بالعملة الصعبة وأغلب التعاملات بالعملة الأجنبية وبيتم رفض التعامل بالريال اليمني مما أدى إلى انهيار  الريال اليمني وهذا إلى جانب غسيل الأموال وضعف رقابة البنك المركزى الذى أصبح ليس له أى سلطة تسنده لا قضائية ولا أمنية وكان مقر البنك المركزي بصنعاء وكل تعاملاته وشفراته بصنعاء ولذلك عندما انتقل  بعدن أصبح مجرد صراف، وقامت الإدارة الذاتية بفتح اعتمادات  لها بالبنك الأهلي بعيدا عن المركزي كل هذا أثر على قيمة الريال اليمني .

وتحدث د. عبدالهادي عن دور مصر المستقبل في حل الازمة اليمنية، وقال "إن مصر دولة كبيرة ومهمة في المنطقة، ولا يمكن الاستغناء عنها، ونحن نتابع الإنجازات والمجهودات التى يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعم عملية السلام بالمنطقة العربية، ونحن نستغيث به أن يجد لنا حل بالتدخل فى إيقاف الحرب والوقوف بجانب الشعب اليمني المظلوم الذي راح ضحية مرار الحرب والمرض و الجوع ومكانة الرئيس السيسي الكبيرة تجعله قادر على هذه الخطوة رحمة بالشعب المسكين ونطلب منه أن يجد لنا حل مثلما تدخل فى ليبيا وتدخل لغزة ونحن نتمنى أن يكون لنا نفس الدور من الرئيس نظرا لعلاقتنا التاريخية القديمة ونظرا لأن الأمن اليمني جزء من الأمن المصري وإذا رجعنا إلى حرب أكتوبر 73 انتصرت  مصر بإرادة فولاذية بجهودها ودعم الأشقاء العرب وكان للجنوب وباب المندب دور مهم فى هذه الحرب".