مشاريع إعلامية للدوحة في كبرى المدن اليمنية..

تقرير: عبدالعزيز جباري.. هل أصبح رجل (قطر) الأول في الشرعية؟

عبدالعزيز جباري امام صواريخ حزب الله اللبناني المقرب من إيران قبل سنوات

صالح علي
كاتب جنوبي يكتب باسم مستعار

  "عبدالعزيز جباري في تعز المحاصرة"، كيف وصلها والحوثيون يحاصرون المدينة من كل مكان؟، كيف سمح الحوثيون لنائب رئيس الحكومة اليمنية بزيارة المدينة دون ان يعترضوا الوفد الحكومي الرفيع.

في الـ 5 من  سبتمبر (أيلول) المنصرم أجرى وفد حكومي يمني رفيع يرأسه نائب رئيس الحكومة عبدالعزيز جباري وزير الخدمة المدنية  زيارة ميدانية إلى مدينة تعز (كبرى المدن اليمنية)، المحاصرة من قِبل مسلحي جماعة (الحوثيين) وحلفائهم، حسبما أفادت وكالة الأنباء التركية (الاناضول).

ويفرض الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حصارا على تعز، الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، من جميع المنافذ الرئيسية منذ أغسطس/ آب 2015، ورفضوا مرارا فتح أي معابر أمام سكان المدينة.

ونقلت وكالة الأنباء التركية عن غمدان الشريف، السكرتير الصحفي لرئيس الحكومة أحمد بن دغر قوله إن “الوفد الحكومي المكوّن من وزراء الخدمة المدنية عبد العزيز جباري، والثقافة مروان دماج، والإدارة المحلية عبد الرقيب فتح، والأشغال العامة معين عبد الملك، ورئيس جهاز الأمن السياسي، اللواء عبده الحذيفي، وعددا من نواب الوزراء يزورون مدينة تعز المحاصرة”؛ كأول وفد حكومي يزور المدينة منذ بداية الحرب.

 ومنذ ذلك اليوم بات الجباري والوفد المرافق له يزور يدير مدينة تعز  التي تقول الحكومة إنها محاصرة من مسلحي الحوثيين، لكن هذا الوفد يمارس عمله بكل حرية، في ظل انتشار مسلحي الجماعات المتشددة في الجزء المحرر من المدينة حيث يتجول الوفد الحكومي.

 شهد الجباري والوفد المرافق له حلف تخرج العديد من الدفع العسكرية والأمنية في تعز.

وهذه هي الزيارة الأولى التي يصل فيها جباري مدينة تعز، في حين انه كان يقيم في مأرب منذ أول عودة لحكومة أحمد عبيد بن دغر الى داخل البلاد بعد ان ظل في الخارج.

ففي يوم  الخميس 22 من سبتمبر (أيلول) 2016، عاد نائب رئيس الوزراء عبدالعزيز جباري إلى مأرب للعمل من هناك بالتنسيق مع نائب الرئيس علي محسن الأحمر" وفقا لما ذكرته صحيفة الشرق القطرية.

 وعلى الرغم من وجود أزمة بين دول التحالف وقطر المتورطة بعدم الإرهاب، إلا ان الحكومة اليمنية وجزء كبير منها ظل يتعامل مع الدوحة ويتلقى تمويلا منها، بما في ذلك الجباري.

 وتعد جماعة الإخوان في اليمن الحليف الأبرز لنظام الدوحة، حيث قدم العديد من المشاريع منها تدريب وحدات أمنية وعسكرية في مأرب وتعز يشرف عليها قادة إخوان اليمن.

وقدمت الدوحة مشاريع إعلامية ضخمة في كبرى المدن اليمنية المحاصرة، حيث أفتتح نائب رئيس الحكومة اليمنية عبدالعزيز جباري الأحد اذاعة وطني الاخوانية الممولة من دولة قطر في مدينة تعز.

وقالت مصادر إعلامية في تعز لـ(اليوم الثامن) "إن إدارة الإذاعة التي افتتحها الجباري  يشرف عليها طاقم اعلامي ينتمي الى حزب الاصلاح برئاسة احمد الجبري رئيس قطاع الشباب في حزب الاصلاح بتعز، بتمويل قطري ضخم.

وكشفت المصادر ان الإذاعة سوف توظف ضد التحالف العربي والأجهزة الأمنية في الجنوب.. قائلا "الإصلاح  أسس في تعز صوتا معاديا للجنوبيين، وهو ما يعني الإذاعة سوق تعمل على التحريض المناطقي والجهوي بين سكان تعز والجنوب.

وأكدت مصادر سياسية يمنية أن الجباري الذي يرأس حزبا سياسيا يمنيا بات الرجل الأول للدوحة لتنفيذ سياساتها داخل اليمن وخاصة في محافظتي مأرب وتعز.

وقالت المصادر لـ(اليوم الثامن) "إن دخول الجباري والوفد الحكومي الإخواني إلى مدينة تعز تم بتنسيق قطري مع إيران لفتح المجال أمامه، حيث أمن الحوثيون له الدخول إلى المدينة التي تقول الحكومة ان المسلحين الحوثيين يحاصرونها.

وتقول مصادر سياسية إن الدوحة نجحت إلى حد كبير في اختراق الحكومة الشرعية وسقوط الكثير من المسؤولين للمال القطري الذي دفعته لهم نكاية بالمملكة العربية السعودية التي تقود المقاطعة ضد نظام تميم.

 ويعتزم الإخوان تأسيس وسائل إعلام مناهضة للجنوبيين في عدن، حيث كشفت مصادر إعلامية في عدن عن تقديم الدوحة دعما ماليا كبيرا لحزب الإصلاح لإصدار صحيفة اسبوعية بطابع خاصة تحمل اسم عدن ويشرف عليها قيادي إخواني يقيم في الدوحة.

وقالت المصادر ان الصحيفة الجديدة المتوقع صدورها في وتحمل اسم عاصمة الجنوبيين سوف توجه ضد القضية الجنوبية والمطالبين بالاستقلال.

وتناصب الدوحة الجنوبيين العداء دون اي خلافات مسبقة، حيث دعمت قطر الحرب التي شنها تحالف صالح والإخوان على الجنوب في صيف 1994م، لكن تحالفها الجديد مع الحوثيين ساهم في عودة قطر  للعداء القديم ضد الجنوبيين، نكاية بجيرانها.

 وتقاطع دول التحالف العربي قطر المتورط في دعم الحوثيين والجماعات المتطرفة، الا ان تصرفات الدوحة الأخيرة عبر الحكومة الشرعية قد تربك عمل التحالف الرامي الى استعادة المدن من قبضة الحوثيين الموالين لإيران.