د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):

بالحطام يعبئ النظام الإيراني جبهاته الخارجية

ماذا ينتظر مِن مصيرٍ مَن عَمِل بجهالةٍ واعتدى على حدود الله وبغى وقتل ودمر ونشر الفساد والإرهاب والمخدرات وأساء الأدب وغدر وخان، وقاد أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية بفريق من الجهلة والبغاة وصيادي الفرص والمغرر بهم داخل إيران وعموم المنطقة لا كابح لغرورهم ولا حدود لأطماعهم الطفيلية.. ماذا ينتظر وماذا يتوقع غير سوء المصير، وما يؤسفنا أن من يضع ثمن جهلهم وحماقاتهم ومغامراتهم القبيحة هم بسطاء الناس، ومع هذا البؤس الحاصل لا يزال قطيع التطبيل يطبل بإخلاص...!!!   

منذ فضيحة اغتيال قادة محور المقاومة إسماعيل هنية وحسن نصر الله والسنوار وقادة حماس وحزب الله من خلال القادة الجواسيس المزروعة في نظام الملالي وتزود سلطات الاحتلال في فلسطين بجهدٍ استخباريٍ دقيق مكنهم من قتل إثنين من قادة محور المقاومة لا يمكن أن يصل إليهما إلا من كان في مقدمة الخطوط الأولى في قيادة الملالي، ولم يكن للغازي المحتل أن يحلم بتحقيق أكبر انتصاراته هذه في غزة ولبنان وطهران ودمشق لولا الخدمات الجليلة التي قدمها ولا زال يقدمها هؤلاء الجواسيس وكان أخرها تفجير ميناء رجائي كما فُجِرَ ميناء بيروت..؛ منذ ذلك الحين والرغبة المتعاظمة لدى نظام ولاية الفقيه بالبقاء في السلطة تدفعهم إلى المزيد من مشاهد الذل والانبطاح على الرغم من السيناريوهات المتفق عليها لكن حظوظ المنكسر المنبطح في هذه الحالات تكون هزيلةً ضحلة ولا تسمح للملالي المنبطحين بتحمل كامل مسؤولياتهم والقيام بأي رد فعل شجاع، ومن هنا لم يبقى لهم سوى تأجيج وتعبئة الجبهات الخارجية، والدفع بأبواقهم في العراق وغيره من الدول نحو خطاب التعبئة الطائفية والتحريض والفتن، وقد كشفت مساعي الملالي هذه الكثير من خلايا الملالي النائمة التي لم تكن بهكذا خطاب من قبل واليوم يفضحها الموقف ويُطهِر مدى تقزمها، وقد كانوا أقزاماً لولا أن تبناهم قادة عراقيين مثل الدكتور أياد علاوي وجعل منهم أرقاماً.. ومؤكدا أنه لم يكن يدرك أنهم خلايا مزروعة في كيانه، وما أكثرهم لكن سرعان ما خفت نجمهم.

قاءاني يعود إلى العلن من جديد 

 بعد فضيحة شبهة التجسس لصالح الصهاينة التي أدت اغتيال قادة حزب الله وحماس والتضحية بهم كقرابين محرقة ومن ثم الاختباء طويلا وربما قد كان سجيناً، ها هو قاءاني يعود إلى القتال بالحطام خارج الميدان حُطام القطعان البائسة التي لا تزال تأمن له ولنظامه الغادر؛ يعود قاءاني إلى العلن من جديد ليحشد الحطام في العراق من أجل القتال نيابة عنهم وتخفيف حدة الضغوط السياسية والعسكرية الواقعة على رؤوسهم، ولربما تكون عودته متعهداً بإتمام مشروع محرقة القرابين التي لا زال لم تكتمل بعد، ولن ينجو أحدا من محرقة جواسيس الملالي في المنطقة مع تفاوت حجم الخسارة من منطقة إلى أخرى وفقاً لحجم الاختراق ومن لم يستفد ويتعظ من الغدر بإسماعيل هنية وحسن نصر الله فمصيره الهلاك الحتمي..، والسؤال هنا هو ما الذي سيصل إليه نظام الملالي بعد حرق خرافه وقرابينه في العراق.. إنه التضحية والمساومة من أجل البقاء بعد اشتعال النيران نيران النفط وتعطل الحياة في الخليج حيث سيتحول نظام الملالي إلى نظام نووي كأمر واقع يرضخ جميع دول وشعوب المنطقة.

كل الأبواق التي تحرض على الفتنة في العراق جنود أوفياء مدينين بالولاء لنظام الملالي الحاكم في إيران فقد كانوا منعمين في ظله، ومنعمين وكذلك بعد احتلال العراق سنة 2003 حيث وفر لهم تحالف ملالي إيران مع قوات الاحتلال في العراق فرصٍ لم تكن في مخيلة أي كائن منهم إذ يقول أحدهم أنه كان يحلم بأن يكون مدير دائرة في مدينته.. هذا كان حلمه وهذه هي آفاقهم ورؤيتهم... العجب العُجاب اليوم أنهم يحرضون على المُحتل الأمريكي المتوافق مع الملالي الذي جعلهم حكاماً ومسؤولين كبار يسرقون وينهبون علانية بصلاحيات وفتاوى، ولا غرابة في ذلك فلا ثوابت ولا روادع في مستنقعات البكتريا.. 

رسالة إلى الشعب العراقي 

انفضوا من حول كهنة إيران والنجف فأنتم وأبناءكم قرابين المعركة المحتملة عاجلاً أو آجلاً، ولا خيار أمامكم سوى الثورة التي تُنهي كل شيء ولا تترك ورائها مسخاً ولا فاسداً ولا خائناً ولا جاسوساً ومرتزقاً.. أبنائكم مغررٌ بهم وليس أهلا للمعارك والصمود وسرعان ما سيحترقون.. صونوا أرواح أبنائكم واحقنوا دمائهم وابتعدوا عن الفتنة التي يسعى كهنة إيران والعراق إلى زجكم بها وتحويل العراق إلى غزة أخرى، ومن ضحى بحزب الله وقادته وحماس وقادتها سيضحي بكم فليس فيكم ولا في غيركم عزيز.. وكل ذلك من أجل بقاء الولي الفقيه ونظامه في الحكم والحصول على أسلحة وقدرات نووية.

الرسالة ذاتها إلى الشعب الإيراني

 نعلم كم هي تضحياتكم كبيرة ومؤلمة ولا زالت آلامكم تتعاظم يوما بعد يوم، فلا تركنوا إلى أي نداء من وسط نظام الملالي.. اليوم لم يعد هناك خلاص ولا مُنقِذ لكم إلا أنفسكم وثورتكم ومقاومتكم فهي الحل الوحيد .. انصروا ثورتكم ثورة شباط 1979 الخالدة والتفوا حول المقاومة الإيرانية، وأنزلوا ملالي السوء من على عروشهم قبل أن يقبل النظام العالمي بهم كعمائم نووية.. وعندها سيتحول الملالي إلى أباطرة جبابرة لا قِبل لأحد بهم وسيندم كل من دعمهم وساند بقائهم.. أعيدوا مجد ثورة فبراير شباط وواجهوا النار بالنار والحديد بالحديد وتخلصوا من عمائم الباطل كما تخلصتم من تاج الباطل.. وما ذلك بصعب أو مستحيل أمام إرادة الشعوب.. نصركم سيسعد دول وشعوب المنطقة.. نصركم سيزرع ظلالا من الندم لتُطارد كل من دعم بقاء واستمرار نظام الملالي... نصر من الله وفتح قريب.