د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
من فعلها وفجر ميناء رجائي في إيران
في أحد أحاديثه العلنية السابقة كشف محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية الملالي الأسبق عن سوء الأوضاع الأمنية في إيران وأن استخبارات النظام مخترقة من قبل الأعداء وأن شخصيات استخباراتية رفيعة المستوى مكلفة حماية البلاد من التجسس تم كشفها تعمل جواسيس لصالح الموساد، وأنه عندما يكون التجنيد بهذا المستوى فإن شبكة عريضة من الجواسيس رفيعي المنصب يديرون إيران لصالح الأعداء، ومن هنا كان من السهل جدا التأكد مِن أن مَن وضع الملالي على رأس السلطة في إيران هو النظام العالمي، وأن نظام الملالي نظام مكلف بهدم المنطقة وترويضها وجعلها تحت التصرف، وتكتمل المخططات بتسليم العراق لملالي إيران لنزع قدراته تماماً ثم التوجه من بعد ذلك إلى سوريا لهدمها بعد أن هدموا لبنان، ثم القضاء على الحق الفلسطيني وإبادة غزة والقضاء على قدرات حماس وحزب الله وقتل قادتهما.
لم تكن عملية تفجير البيجرات في لبنان بعيدة عن أيدي الملالي والسماسرة والجواسيس المزدوجين التابعين لهم ولغيرهم أو حتى عن مرتزقتهم المتنفذين الساعين لكسب المال بأية طريقة ومع كائنٍ من يكون، وعقلية الأوروبي الشرقي ليست ببعيدة أيضاً عن الملالي وسلوكياتهم هم ومرتزقتهم.. اكتملت الأدوات وتوافرت الظروف بعد احتلال العراق وتسليمه لملالي السوء وجنودهم حيث تحسنت الفرص.. سيول أموال وممتلكات ونفوذ وأرصدة واستثمارات وأوراق وسندات وأمور كثيرة تسخرت بيد الملالي لينجزوا المهمة ويحققون مكاسب للرأسمالية العالمية لم تكن رموزها لتحلم بها...
الإلمام بالتاريخ وحُسن قراءة الأحداث وتحليل ما يجري لحظة بلحظة وبدقة يدفعنا نحو طرح العديدة من الأسئلة ليس لرغبة في الحصول على جواب فالجواب حاصل ومعلوم؛ لكن لإيصال الحقائق إلى من يهمه الأمر سواء كان إنسان يهمه حال أخيه الإنسان أو كان مسؤول وطني تنقصه المعرفة ومعرفة الحقائق أو عضو ضمن أفراد القطيع الهائم على وجهه وراء عمائم الشر القابعة في قم إيران والنجف بالعراق عل هذه القطعان تفيق ولا الأمل يراودني بأنها قد تفيق على الرغم من استحباب لهذه الغفوة القبيحة طويلة الأمد.. من بين الأسئلة التي لابد من طرحها هي: هل كان التفجير تفجير ميناء رجائي في بندر عباس نتيجة خلل أمني ونجاح استخباري لسلطات الاحتلال في فلسطين بمساعدة جواسيس الحرس الذين سرقوا ملفات المشروع الإيراني وقتلوا العلماء والقادة والشباب الثائر في العراق، وقتلوا العلماء في إيران، وقتلوا ضيفهم إسماعيل هنية ولم يستحوا من العار، وقتلوا حليفهم وسيدهم نصرالله، وقتلوا السنوار وقتلوا وقتلوا؟ أم كان هذا التفجير ضمن سيناريو متفقٌ عليه كسابقاته من السيناريوهات التي تحدث عنها ترامب فيما مضى وهو خارج البيت الأبيض؟
حفرة التفجير في ميناء رجائي بعمق 40 مترا وقطر دائرة التفجير مئات الأمتار ودمار التفجير بمساحة الميناء بالكامل مساحةً تتوسع تدريجياً مع الوقت، ثم تأتي صواريخ الحوثي على فلسطين المحتلة في هذا التوقيت لتقول شيئاً آخر، لتقول أن الحفرة ذات الـ 40 متر عمق قد تمت فعلا بمقذوف مرجح أن يكون صاروخيا يستند على معلومات استخبارية دقيقة كتلك التي قتلوا من خلالها إسماعيل هنية وحسن نصرالله وغيرهم، وكما تم التكتم على تفجيرات ميناء بيروت وهو نفس التفجير ذاته ولكن بأضرار كبيرة وكبيرة جدا على دولة في ظروف وحجم لبنان؛ تم التكتم بنفس الطريقة ونفس التوجيه على ملابسات تفجير ميناء رجائي.. والمستفيد هنا هو نظام الملالي خاصة في ظل التصعيد الجاري والمفاوضات الشكلية بينه وبين الإدارة الأمريكية.. وهنا خسران ميناء رجائي لا يعد بالأمر الكبير أمام استمرار الملالي في السلطة وبقدرات تُفرض على المنطقة كأمر واقع، وكسب المزيد من عنصر الوقت أهم وأثمن بكثير من أية مقدرات أو خسائر مادية، أما وقود الصواريخ فيمكن الأتيان به من نفس المصدر الآن أو بعد حين.
رسائل الصواريخ الكونكريتية التي أرسلها الملالي إلى سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة تم توضيحها أكثر وبشكل أدق من خلال صواريخ الحوثي.. الحوثي الذي لن يكون أغلى ولا أهم من حسن نصرالله لكنه يتمترس محصننا داخل اليمن ومحمياً بإرادة عربية لا تريد تصعيداً بالمنطقة حتى لا تسقط شظايا المهاترات على رؤوسهم، وخشية تفاقم الأزمة بالمنطقة إلى حرب فعلية تسحق العروش وتفرض ضرورة إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة كما قالها أحد الحمقى في أثناء إبادة غزة وأهلها وأطفالها.
من فجر ميناء بيروت فجر ميناء رجائي والفعل في بيروت وبندر عباس كان بمقذوف حربي رد عليه الحوثي بالنيابة.
د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي