د. عيسى محمد العميري يكتب:

الإمارات والكويت.. أخوّة متجذرة

تأتي الزيارة الميمونة لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، لدولة الإمارات العربية المتحدة في سياق علاقات الأخوّة التاريخية العميقة بين البلدين الشقيقين، وهي العلاقات الطيبة التي نمت وتطورت على مر الزمن، وكانت نتاج بذرة الخير التي زرعها القادة على مدى عقود متتالية. وقد تعززت هذه العلاقات الأخوية على أكثر من صعيد، خاصة في ظل وجود العديد من اللجان المشتركة بين البلدين، والتي كان لها فضل الإسهام هي أيضاً في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وبالعودة إلى جذور العلاقات التاريخية الثقافية بين دولتي الإمارات والكويت نجدها راسخة في عمق التاريخ، وقد تكونت العلاقات الاجتماعية بين شعبي البلدين من خلال تبادل الخيرات والخبرات، مما أوجد لأبناء الشعبين أدوات تواصل وتبادل منذ أقدم الأزمنة. وازدادت هذه العلاقات تجذراً مع تطور الثقافات والعلوم، إذ كانت دولة الكويت سباقة بين دول الخليج في مجال التعليم الحديث، وكذلك الإعلام أيضاً، حيث عملت على نشر الثقافة الحديثة ولم تبخل بإمكانياتها في هذا المجال.
وتتويجاً لهذه العلاقات الأخوية بين الإمارات والكويت تتطور العلاقات الاقتصادية بينهما وتتمتن في الكثير من القطاعات الحيوية، اعتماداً على عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، والتي تمتد جذورها إلى الماضي البعيد، أي إلى ما قبل حقبة ظهور النفط، ثم حقبة الاكتشافات النفطية وما عرفته خلالها هذه العلاقات من تطور وتوسع وتجذر. وفي ذلك ما يمثل تجسيداً لتاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، وما يجمعهما من أخوة صادقة ورغبة قوية في تطوير التعاون الثنائي، لا سيما في المجالات الاقتصادية. وكل ذلك يجعلنا نقف على أرضية صلبة تمنحنا التفاؤل بمزيد من الفرص لتوطيد هذه العلاقات وللارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادتين الحكيمتين، بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
وعلى ضوء ذلك تعمل الجهات المختصة في البلدين على رفع نسبة التبادل التجاري بينهما بغية الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة عبر إقامة مشاريع تجارية واستثمارية مشتركة. إن الزيارة الميمونة لصاحب السمو أمير دولة الكويت لأبوظبي تعزز وتؤكد مسيرةَ التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين خلال المرحلة الحالية من عمر منطقة الشرق الأوسط. فالإمارات والكويت تؤمنان بأهمية التعاون الثنائي المشترك، وتعملان على تفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية وغيرها، الأمر الذي يعزز الآمال حول الزيارة المهمة، والتي ينتظر منها استكمال مسيرة هذا التعاون الأخوي الذي يصب في خدمة البلدين الشقيقين.. والله الموفق.

*كاتب كويتي