د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الاستعمار واستغلال الشعوب.. هل ستتورط أمريكا في حرب جديدة في اليمن؟

بعد الفشل الذريع للغزو الصهيوني البربري على غزة تسعى إسرائيل إلى أن تورط أمريكا في حرب جديدة في اليمن قد تؤدي الى حروب متناسلة أخرى في بعض الدول العربية، بل والشرق الأوسط كله وقد تكون على أمريكا من أفغانستان والعراق وهي تدرك ان ذلك أصعب !!
فكيف ستكون ردود الفعل لما سيحدث اذا تدخلت أمريكا عسكريا في اليمن وهل ستتدخل أطراف أخرى من حلفاء أمريكا الى جانبها ؟؟!! 
1-  حتما لن تندفع امريكا وبريطانيا الى غزو اليمن بريا. لان ذلك يتعارض مع مصالحها ولن تجازف بالدخول في حرب جديدة في المنطقة خاصة والحوثيون جزء أساسي من اللعبة السياسية في اليمن وهي أن أمريكا قد مهدت ونسقت مع الحوثي مسبقا والدليل على ذلك هو إيقاف الجيش الوطني اليمني عند زحفه الى صنعاء عند فرضة نهم وأيضا عندما كان على وشك دخول الحديدة أمرتهم بالتوقف وبقاء الميناء والحديدة بكاملها تحت النفوذ الحوثي بحجة الدواعي الإنسانية ؟؟
2- الاهداف البحرية الامريكية على مرمى صواريخ الحوثيين.. وليس هناك ما يمنع امريكا من تنفيذ عمليات عسكرية لضرب اهداف حوثية، وهي تعلم علم اليقين ان صواريخ الحوثي لن تستهدف أي باخرة تابعة لهم في البحر الأحمر وان حدث ذلك فلن تكون إصابة حقيقة للأهداف المعلنة خاصة بعد هجمات الطيران الامريكي والبريطاني على صنعاء والحديدة؟
وامريكا تعلم انها لن تتورط عسكريا في اليمن ، ورطة تشبه حرب اسرائيل في غزة، وكيف انخرطت اسرائيل في لحظة جنون وهستيريا وانتقام في حرب استنزاف بلا نهاية !!!؟

3- وانا أتفق مع الرأي الذي يقول ان ما يجري ليس سوى مسرحية حوثية أمريكية متفق عليها بينهما وهي حروب خفية مستترة من أجل النفوذ والمصالح بين الدول ، وعندما تتعارض المصالح بين الدول تترك مسافات للصلح والتناغم بينها حتى في ذروة القتال وامريكا تدرك اللعبة كلها سواء مع إيران الراعي والمحرك الديناميكي للحوثيين .
هذا ومن ناحية أخرى فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، تصنيف جماعة أنصار الله الحوثي مجموعة إرهابية عالمية، مصنفة بشكل خاص، وذلك خلال 30 اعتباراً من اليوم .
وأشار بيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنه ومنذ نوفمبر الثاني شن الحوثيون هجمات غير مسبوقة على السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك على القوات العسكرية المتمركزة في المنطقة للدفاع عن سلامة وأمن الشحن التجاري
واعتبر مسؤول أميركي أن الهدف من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو "القضاء على تمويلهم وتسليحهم"، مشيرا إلى أن هجماتهم على القوات العسكرية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن "تعريف حرفي للإرهاب "
وأوضح أن واشنطن تريد أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران.
وأعتبر أن قرار سريان التصنيف خلال 30 يوما لمنح الوقت لتقليل تأثير ذلك على شعب اليمن.
وشدد المسؤول الأميركي على التزام واشنطن بحل الصراع في اليمن، ودعم الجهود الخليجية والأممية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أزالت الجماعة من اللائحة قبل ثلاث سنوات، لأسباب إنسانية !!.
واعتبر مسؤولون كبار في الخارجية، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن اتخاذ الإجراء جاء بسبب استمرار الحوثيين المدعومين من إيران في هجماتهم على البحر الأحمر وخليج عدن
وقالوا إن هذه الهجمات "تعد مثالا واضحا على الإرهاب وانتهاك القانون الدولي وتهديدا كبيرا للتجارة العالمية الحية، كما أنها تعرض للخطر إيصال المساعدات الإنسانية
واستعرض المسؤولون ما قام به الحوثيون في الأسابيع الماضية إذ انخرطوا في هجمات غير مسبوقة على القوات الأميركية وسفن دولية تعمل في البحر الأحمر وخليج عدن

وتجارب الشعوب الحرة قد ضربت لنا أروع الأمثلة في مجال تحرير أوطانها من الهيمنة الاستعمارية الفرنسية والأمريكية على سبيل المثال في الجزائر وفيتنام وغيرها التي حاربت الغزاة وكسرت شوكتهم في ميادين القتال والحوثيون ليسوا سوى وكلاء لإيران والعبرة بالنهاية وليس البداية .

الاستعمار واستغلال الشعوب

1- كولومبوس وخسوف القمر
في أحد الأيام أثناء رحلته الى أمريكا  هدّد الرحالة الإيطالي " كريستوفر كولومبوس "السكان الأصليين من  الهنود الحمر بأنه سيسرق القمر منهم إذا لم يمنحوه الطعام والتموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة... آنذاك لم يصدّق الهنود الحمر أن كولومبوس قادر على تنفيذ تهديده .. وكان الفلكيون الذين رافقوا كولومبوس قد أعلموه أن خسوفاً كاملاً سيحصل .. لما غاب القمر بالفعل جاء الهنود يتوسّلون كولومبوس لإعادته إليهم.. بعد أن تعهّدوا بتنفيذ جميع أوامره حرفياً.. وفي الليلة التالية عاد القمر مكتملاً معتقدين بأن كولومبوس هو من قام بإعادته إليهم..
العبرة :
منذ حصول تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر .. ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة .
الجهل هو السلاح الأقوى الذي استخدمه الغرباء في محاربة الأوطان حتى تحققت مطالبهم .. وما زال هذا السلاح يستخدم حتى زماننا هذا !!
واليوم يحاول المستعمرون من جديد فرض الهيمنة السياسية و الاقتصادية من خلال نهب الثروات  الطبيعية الهائلة التي وهبنا الله تعالى بها في الوطن العربي وقد كان من قبل مركز النور والحضارة في العالم فأصبح اليوم أكثر من 30 دولة وفرضوا على دوله المتفرقة الوصاية المبطنة والهيمنة في  كل وقت وحين والويل لمن يخرج عن  طاعتهم فسرعان ما يشنون عليه الحروب المتناسلة من كل حدب وصوب ويدمرونه كما فعلوا في فلسطين  ويفعلون اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن !!
2- هل يستحقون أن نموت من أجلهم ؟!
قال الثائر تشي جيفارا هذه العبارة قبل أن يعدم !!
مما يؤلم الانسان هو ان يموت على ايدي من يقاتل من اجلهم !!
في تقرير نشرته صحيفة " لوبوان" الفرنسية " عن الثائر الأممي  تشي جيفارا وعددا قليلا من رفاقه من جيش التحرير الوطني كانوا يحاولون إشعال الثورة في بوليفيا عام 1967م قد أصيبوا بالأمراض وجوعوا وتعقبهم الجيش وتخلى عنهم كاسترو ولم ينجحوا في إيقاظ الوعي الثوري لدى الفلاحين البوليفيين
وعند الفجر، أحاط ألفا جندي بوليفي بالمعسكر الكوبي في الوادي الذي كان يقيم فيه جيفارا ورفاقه، حينها قال تشي لرفاقه: "لا أعرف لماذا، لكنني أعتقد أننا وصلنا إلى المعركة الأخيرة". وبعد 3 ساعات من القتال، مزقت رصاصة أولى ساق تشي، ثم حطمت ثانية بندقيته وقال قبل أن يتم قتله قال
كلمته المشهورة :
"مما يؤلم الانسان هو أن يموت على أيدي من  يقاتل من أجلهم "

3- الهيمنة الأوربية على أفريقيا
ورغم أن دول إفريقيا تعد من أغنى الدول من حيث الموارد الطبيعية كالنفط والغاز، تبقى المنطقة أكثر فقرا من حيث التطور والتنمية، فإفريقيا وإن كانت قد تخلصت من الاستعمار، إلا أنها ظلت تعيش حالة من التبعية والارتهان للدول الأوربية. رغم أن هذه الأخيرة وعلى رأسها فرنسا ما فتئت تعمل على تغذية الاشتباكات والنزاعات الإثنية والطائفية والحروب الأهلية والقبلية، وإشعال فتيل الصراع على الأراضي والمياه والثروات الطبيعية في كل مكان من القارة الأفريقية.
مما يحوّلها الى قارة مشتعلة بسبب غياب الاستقرار. وهذا يضاعف من مشاكلها الاقتصادية والتنموية عموما. وتكفي الإشارة أنه من بين 53 دولة إفريقية، توجد 23 دولة منها تعتبر وفق التقارير الدولية في موضوع التنمية من أكثر دول العالم فقرا. وأزيد من 60 في المائة من بين 800 مليون إفريقي يعيشون حالة أدنى من مستوى الفقر المعتمد عالميا من المؤسسات التنموية.
إن الحديث عن استغلال الإمكانيات الإفريقية في تحقيق تنمية قارية، يقتضي البحث والخوض في معوقات هذه التنمية، لتحديد متطلبات الإقلاع التنموي. بهدف البحث عن الحلول الكفيلة للخروج من هذه المعوقات. ومن أبرز هذه الحلول القيام بالثورة على الوصاية الأوربية على الدول الإفريقية، وهذا لن يتم إلا باللجوء إلى تبني الديموقراطية وتفادي الأنظمة الاستبدادية الشمولية المتحكمة في الدول الإفريقية، التي تتغذى وتتقوى من الدعم الأوربي شكلا ومضمونا، كما هو الشأن لفرنسا في تجارب متعددة مع دول إفريقيا.