ضياء قدور يكتب لـ(اليوم الثامن):

عائلة الشاه المخلوع تتحدث عن (ضباط شرفاء) في الحرس الثوري الإيراني

باريس

 في الوقت الذي تدعو فيه حركة المعارضة الإيرانية الرئيسية والمقاومة الإيرانية الى تغيير شامل في إيران يتضمن بشكل واضح قلب نظام الحكم والتخلص من الحرس القديم المتمثل بالقوى القمعية والإرهابية كالملالي المتشددين وحرس الملالي وأجهزة المخابرات والأمن العديدة، يصر ابن الشاه المخلوع وأمه - وأخیراً زوجته - على نظرية غريبة أخرى، وذلك بالتزامن مع أكبر ثورة شعبية مستمرة منذ 195 يوماً تشهدها البلاد بشكل غير مسبوق منذ عقود.

في 5 مارس الماضي، طالبت فرح بهلوي الملالي "الشرفاء" وضباط الحرس الثوري ومسؤولي الملالي، الذين وصفتهم بأن "قلوبهم مع إيران"، بأن يرفضوا ظلم النظام الحاكم.

وقبل ذلك بكثير، في 19 حزيران/ يونيو 2018، تطرق ابن الشاه للجزء "الأكثر أهمية" في استراتيجيته بوصفها تقوم على "جذب غالبية المجموعات شبه العسكرية" في إيران، واصفاً إياهم بأنهم "غير فاسدين وغير مجرمين" !!! 

وفي محاولة لتطمين حواضن النظام وقواعده التي يعتمد عليها بشكل أساسي كروافع لسياسة القمع والبطش الداخلي، ادعى ابن الشاه المخلوع على يد الشعب الإيراني أن هؤلاء الأفراد "يجب أن يعلموا أنهم لن يذهبوا ضحية تغيير النظام"، معتبراً أن "بعضهم يجب محاكمتهم، أما البعض الآخر لا يستحق العقاب".

وبغض النظر عن مدى سطحية هذا الطرح، وابتعاده أميالاً طويلة عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه الشعب الإيراني اليوم في ظل انتفاضة شجاعة غير مسبوقة في مواجهة نظام ظالم ومجرم، إلا أن هذه التصريحات تعطينا لمحة موجزة عن شكل نظام الحكم المستقبلي الذي يحلم ابن الشاه المخلوع بتأسيسه بعد الملالي، وهو نظام دكتاتوري آخر لا يختلف عن النظام الحالي، سوى بوجود بعض الشعارات العلمانية البراقة ربما! 

إن حديث الشاه وأتباعه من بقايا جهاز السافاك المخيف عن ذهاب نظام الملالي بدون حل تام لجميع أجهزته القمعية هو بمثابة الحديث عن إسقاط فاشية هتلر بدون حل جهاز الجستابو والبوليس السري المسمى بـ (SS) .

وأبعد من ذلك، وحتى لا يقال أننا أسأنا تفسير تصريحات الرجل المتكررة، يتحدث ابن الشاه بوضوح تام قائلاً أن ضباط الرتب الدنيا في الحرس الثوري يمكنهم أن "يلعبوا دورًا مهماً في الحفاظ على القانون والنظام خلال الفترة الانتقالية"، معتبراً أنهم "بحاجة إليهم لهذا الغرض!".

إن مجرد التنظير حول رحيل نظام الملالي بدون تفكيك مؤسستهم الأمنية والعسكرية والاقتصادية الرئيسية، الحرس الثوري، هو محض سراب، والتطرق المستمر لمثل هذه المواضيع يسلط الضوء على عدم فهم مطلق لدى ابن الشاه للدوافع الحقيقية التي أجبرت الإيرانيين اليوم على الخروج بصدور عارية لمواجهة نظام لا يعرف الرحمة والمستفید الرئیس من هذه الفكرة المثيرة للسخریة هو النظام نفسه والحرس الإرهابي‌ لدیمومة‌ حیاته.

على ما يبدو، عندما يتحدث ابن الشاه عن "حفظ القانون والنظام" فإنه يعني بذلك بقاء ذات المنظومة الاستخباراتية - الأمنية الجاثمة على صدور الإيرانيين وشعوب المنطقة، لكن بأشكال وصور مختلفة، أي الإبقاء على جرثومة الاستبداد ذاتها بالاعتماد على طرق تحايليّة وتقديم بدائل مزيفة لا تلبي رغبات المنتفضين الإيرانيين.

ما يؤكد فهمنا السابق، هو انتقاده، بالتوازي مع طرحه المنقوص والمريض السابق، لحركات النضال الإيرانية والتي تمتلك جذوراً ضاربة في القدم في مقارعة المستبدين، كمنظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، والتي وضعت رئيستها المنتخبة مريم رجوي برنامجاً مكوناً من عشر نقاط لإيران حرة ديمقراطية غير نووية ومتعايشة سليماً مع جيرانها.

إن التجربة المريرة والدموية لسرقة ثورة عام 1979، أظهرت للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية أنه لا يجب، مهما كانت الظروف، الوثوق بالشاه والملا وأتباعهم المفضوحين.

ختاماً، لاشك في أن الثورة الديمقراطية الجديدة ستنتصر وسيتحدد مستقبل إيران المشرق على أساس حرية اختيار الشعب الإيراني، وستحرص المقاومة الإيرانية على تحقيق ذلك بكل السبل المتاحة.