افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... الحلوى المسمومة
يتجرع نظام الملالي في ايران سم ما وصفه الولي الفقيه بـ “الحلوى” حين قام بعمليته الجراحية، التي اخرجت احد اجنحة النظام من السلطة، وانتهت بتنصيب ابراهيم رئيسي رئيسا للبلاد.
وصف خامنئي الانتخابات الرئاسية بأنها “مهمة وكبيرة” وتعيين رئيسي بأنه “من أهم المعالم والحلويات لعام 1400” وبعد أقل من عام ونصف العام من التلذذ بحلاوة رئيسي، يتهاوى هيكل حكم الملالي، بفعل المناخات المسمومة في مجلسي الشورى والوزراء.
مناخات التوتر في اجتماع مجلس الشورى الذي عقد في 28 فبراير دلالة اخرى تضاف الى دلالات عديدة على الصراعات داخل النظام، حيث تم بحث الوضع الاقتصادي المأزوم وتسمم طالبات المدارس، مما ادى الى تبادل المشادات الكلامية بين الاعضاء ومهاجمة حكومة رئيسي.
اعترف عبدالعلي رحيمي أن التسمم شمل ما بين 10 و 15 مدينة، لكن رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف سارع لرفض تقديرات رحيمي لتقتصر القضية على قم وبروجرد، مما دفع الاول الى الرد على الثاني قائلا “أسحب عدد 15 مدينة لكن العدد أكثر من الرقم الذي تقوله”.
وعند مناقشة الوضع الاقتصادي انفجر النائب محمد رضا صباغيان، المذعور من حدوث انفجار في الشارع الإيراني، معترفا بانتشار الفساد، وتساءل عن تحديد البرلمان والحكومة 7 ملايين تومان كحد أدنى للرواتب، وتحديدهما سقفا يتراوح بين 55 و 200 مليون تومان لبعض الناس، مشيرا الى ان التواجد في المجلس يشبه الجلوس في برلمان طاغوت او دولة أجنبية، ولدى اشارة صباغيان الى الذين لا يستطيعون شراء البصل والبطاطس، قطعوا عنه الميكروفون، وهاجمه قاليباف قائلاً: “أنت مخطئ تمامًا”.
شكل خامنئي الحكومة المأزومة من لون واحد، بناء على اعتقاد بان النظام قائم على عيوب، قد تؤدي الى زلزال وانهيار كل شيء في حال حدوث تحرك ـ
كما جاء في خطاب القاه في حزيران عام 2016 ـ ونصب إبراهيم رئيسي منفّذ مجزرة 1988 رئيسا للسلطة التنفيذية، اختار قليباف رئيساً لمجلس من طيف واحد، ومحسني ايجئي للسلطة القضائية، مبعدا عناصر أخرى عن الهرم القيادي لنظام ولاية الفقيه، على امل سد ثغرات الحكومة، منع الهزات الاجتماعية، وقمع الانتفاضة، لكن واقع المجتمع المتفجر ووجود المقاومة الثورية ووحداتها قلب طاولة الولي الفقيه العاجز، ليصل الصراع المستمر بين الشعب وجبهة أعدائه إلى داخل النظام، وتتعمق ازمة السلطة، ليتجرع خامنئي الحلاوة سما، يقصر من عمر النظام.