افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... جدران الوهم
يصر حكم الولي الفقيه في ايران على الاستمرار في اصدار وتنفيذ احكام الاعدام لترهيب شبان الانتفاضة، رغم الادانات والاستنكارات الدولية، التي تواجهها هذه السياسات، واخفاق القمع في الحد من الاحتجاجات المستمرة للشهر الرابع على التوالي.
قامت اجهزة القمع التابعة للولي الفقيه باعدام الشابين محمد مهدي كرمي 22 عامًا، ومحمد حسيني البالغ من العمر 39 عامًا، بأمر من خامنئي، بعد اتهامهما بقتل أحد أفراد الباسيج وإغلاق طريق كرج السريع.
تمت اجراءات المحاكمة وتنفيذ الحكم خلال اربعة ايام، بينما كان محمد مهدي في إضراب عن الطعام والشراب، مما زاد من حالة الغضب والكراهية داخل وخارج البلاد، حيث نزل الايرانيون إلى الشوارع في أكثر من 14 عواصم ومدن أوروبية وامريكية و كندا واستراليا ورددوا هتافات مثل “الموت لخامنئي” و “قسما بدماء الرفاق سنبقى صامدين حتى النهاية” فيما ندد اعضاء البرلمانات والسياسيين في دول مختلفة بنظام الملالي مطالبين بإجراءات حاسمة ضد الدكتاتورية الحاكمة في ايران.
ولم يخل الامر من انتقادات اطراف الملالي التي تخشى التبعات السياسية و الاجتماعية والدولية لتنفيذ احكام الاعدام، بما في ذلك دفع الانتفاضة نحو المزيد من الراديكالية والعنف، حيث ظهرت تحذيرات من موجات احتجاجات شبيهة بما جرى بعد إعدام الشهيدين محسن شكاري ومجيد رضا رهنورد.
كتبت صحيفة فرهيختكان التابعة لعلي اكبر ولايتي المستشار المقرب من خامنئي ان الإعدام “بشكل مفتوح” غير جائز، طالبت صحيفة جمهوري بالتخلي عن فكرة حل المشكلة بالاعدام والشنق لانها لا تنهي الازمة، وقال العضو السابق في السلك القضائي مقتدايي انه لا يجوز تنفيذ حكم الاعدام بكل من يصدر بحقه مذكرة توقيف، لكن الولي الفقيه ومساعديه السائرين على خطى خميني يربطون وجود نظام القرون الوسطى بتنفيذ الاعدامات، مما يدفعهم لتجاهل الاحتجاجات.
تظهر ردود فعل المنتفضين على العقوبة عجزها عن وقف المد الثوري للانتفاضة الشعبية، حيث يتردد شعار النار مقابل الاعدام، لكن الولي الفقيه عاجز عن استيعاب هذه الحقيقة، ويتجاهل حقائق اخرى، من بينها فاعلية الدعم الذي تقدمه المقاومة ومجاهدي خلق، الذين يستندون على ارث اربعة وعقود ونيف من المواجهة والتغلب على الخوف والترهيب.
يبني الولي الفقيه اوهاما على الاعدامات، حين يتعامل معها باعتبارها الجدار الاخير، الذي يعيق الاطاحة بنظامه، بعد ان قوض المنتفضون اساسات حكمه، وكشفوا انعدام شرعيته، ليواجه مصيره المحتوم، الذي سبقته اليه دكتاتورية الشاه.