عدن في مهب الريح ...!!

 لايزال أهالي عدن يعانون معاناة شديدة من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طوال تصل الى عشرين ساعة انقطاع في اليوم في احسن الأحوال باستثناء يوم واحد كان في الأسبوع الماضي؛ اذ انخفضت ساعات الانقطاع الى عشر ساعات.

تتم هذه الانقطاعات في جو صيفي حار ورطب تصل درجة الحرارة الى اعلى من أربعين درجة مئوية، ورطوبة نسبية تتجاوز التسعين في المائة، تخيلوا كيف ستكون معاناة الناس العاديين ؟!! ناهيك عن كبار السن والعجزة والأطفال الرضع والناس المرضى والنساء الحوامل والمرضعات؟!!..

يبدوا ان حكومتنا الموقرة  لاتهتم بمعاناة الناس بل تهتم بما تجنيه من مكاسب مادية شخصية لشخوص أعضائها الفاسدين ؛ فاعضاء هذه الحكومة لايحسون بما يعانيه المواطن البسيط من جراء الازمات المفتعلة التي تختلقها هذه الحكومة من العدم ، فالموطن البسيط يعاني من أزمات منوعة ومتعددة: تبدا بأزمة المشتقات النفطية ( بترول وديزل وغاز وغيرها ) مرورا بأزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طوال في جو صيفي حار ورطب، وكذا ازمة انقطاع تموينات المياه ولاتنتهي ازمة المواطن البسيط عند هذا الحد، بل يعاني من ازمة تراكم اكوام القمامة في الشوارع وماتصدره من روائح كريهة، بل تمتد ازمة المواطن البسيط الى مايعانيه من طفح المجاري ( مجاري الصرف الصحي ) ويعاني المواطن البسيط أيضا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وأسعار الخدمات؛ بسبب انهيار قيمة العملة الوطنية  ( الريال ) امام العملات الأجنبية نتيجة السياسة الرعناء واللامسؤلة التي تنتهجها هذه الحكومة  الفاسدة.  

كل هذه المعاناة والتي عرضنا بعضها وليس كلها التي يعانيها المواطن البسيط في عدن وفي غيرها وحكومة بن دغر الفاسدة عندها خبر خير وجالسة تتفرج على هذا المواطن وهو يتعرض للطحن والافتراس وربما تتلذذ بهذا المشهد ، ايه سياسة تمارسها علينا هذه الحكومة الفاسدة ، انها سياسة لامثيل لها ولم تمر على شعب من شعوب العالم الا عندنا!.

ان المواطن البسيط في عدن وفي غيرها من المحافظات يسال ويتسائل ماهي المشكلة التي قامت بحلها هذه الحكومة الفاسدة خلال الف يوم من بدء عملها. ان الشعوب تحاسب مسؤوليها كل مائة يوم من استلام الحكومة مهام عملها ويتعرضون للاستجواب بل وللمحاكمة وللإقالة عند بعض الهفوات التي يرتكبونها ولكن الحال عندنا عكس كل ذلك ، لقد مر اكثر من الف يوم منذ استلمت هذه الحكومة مهامها والأزمات والمشاكل والمصائب تنزل على رؤوس المواطنين مثل المطر، وكأن المهمة الرئيسة لحكومة بن دغر هو تعذيب المواطنين  في عدن وغيرها من المحافظات.

ان حكومتنا الموقرة فاقدة الإحساس بالمسؤولية لان بعض أعضائها يسكن في المنطقة الخضراء ( المعاشيق ) وبالمناسبة كلمة معاشيق ليست الاسم الصحيح للمكان وانما الاسم الصحيح هو جبل العاشق ولكن في فترة الاستعمار البريطاني ( البغيض ) لعدن وللجنوب العربي كانت هناك جاليات غير عربية ولاتتقن اللسان العربي فحرفتها من جبل العاشق الى معاشيق، ولصقت كلمة معاشيق في اذهان الأجيال التي أتت بعد ذلك مثلها مثل كلمة الضواحي الي حرفت الى التواهي ( احدى ضواحي عدن ). وبعض أعضاء هذه الحكومة يسكن في فنادق سبعة نجوم في مدينة الرياض فكيف ومتى سيشعرون بمعاناة المواطنين وهم في بروج عاجية وبعيدون عن المواطنين والامهم.

رحم الله عهد سالمين -رغم وجود بعض الأخطاء- حيث كان اغلب وزراء الحكومة يسكنون في احياء شعبية مثلهم مثل أي مواطن بسيط ويشاركون المواطنين الامهم واحلامهم وتطلعاتهم وافراحهم واتراحهم ويعانون ويحسون بما يحس به المواطن البسيط  ولهذا لم تكن هناك _ في تلك الأيام_ انقطاعات في التيا الكهربائي ولا انقطاعات في تموينات المياه ، ولم يشهد المواطنون في تلك الأيام اكوام القمامة في الشوارع ولم يكحلوا عيونهم بطفح مياه المجاري، ولم توجد طوال ربع قرن اية ازمة في المشتقات النفطية ، وكانت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في متناول الغالبية الساحقة من المواطنين البسطاء من باب المندب حتى المهرة ؛ بسبب ثبات قيمة العملة الوطنية وقوتها امام العملات الأجنبية اذ كان الدينار الجنوبي يعادل اكثر من ثلاث دولارات أمريكية وثلث ( كل عشرة دولارات أمريكية تساوى ثلاثة دنانير جنوبية ) كل ذلك ناتج عن السياسة الاقتصادية المنضبطة التي كانت تمارسها حكومة الجنوب آنذاك. رحم الله سالمين واسكنه فسيح جناته ذلك الرجل الذي لم يسكن في فندق حتى ولو بنجمة واحدة ، وهو الرجل الذي مات مديونا لصاحب بقالة.

ان أعضاء حكومتنا الموقرة اليوم لايبحثون عن الفضائل بقدر اهتمامهم بجمع المال.

ان رفع المعاناة عن الناس لن تبدا الا باجتثاث الفساد والفاسدين في هذه الحكومة يليه اجتثاث الفساد في المؤسسة العامة للكهرباء وشركة مصافي عدن وشركة النفط واذا لم يتم اجتثاث الفساد والمفسدين من هذه الحكومة وفي المؤسسات التابعه لها فان المواطن لن يرى خير ولم يذق طعم العافية.

على التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات مساعدة المواطنين في اجتثاث الفساد والفاسدين والمفسدين والا ابشروا بطوفان جنوبي قادم لامحالة اننا لاندعوا لذلك الطوفان ولانريده البتة ، ولكن كما تقول القوانين الطبيعية فان المقدمات تقود الى النتائج ؛ وانما نحن ننبه ونحذر من حدوث ذلك الطوفان التي تبدوا ملامحة تلوح في الأفق لان كثرة الضغط يولد الانفجار ولابد للمكبوت من فيضان وعند حدوث الطوفان فانه سيجرف كل شيء امامه وسيتم الندم في وقت لاينفع فيه الندم ، فالحذر الحذر قبل ان يقع الفأس في الراس.  

*مترجم وكاتب صحفي جامعة عدن