يحيى الهادي يكتب:

من دواعش تعز إلى دواعش صنعاء.. بلا تحية!

مرسل لكم الشاب عبدالله قائد الاغبري للقيام بالواجب.

عنوان الرسالة التي يمكن ان نصف ماذا يحدث للمواطن اليمني في حله وترحاله أينما ولى قبلته لطلب الرزق جاءته ميليشيات لتقتله سواء كانت تابعة أو غير تابعة لجماعات أو أحزاب معينة..

الاغبري ليس القصة الأولى وربما ورغم اننا نتمنى ان تكون الأخيرة ولكن لا اعتقد في وضع كالذي نعيشه ان تكون الأخيرة، فربما نسمع اليوم عن جريمة أخرى ابشع منها واقبح فلا غرابة بالأمس نسمع عن الرجل المعتوه الذي قتل امه وأولاده وزوجته واخاه، واليوم نسمع عن حيوانات بهيئة بشر تقتل انسانا سويا مهما كانت الذرائع التي يقولون أو خرجت، لكنها وفي ظل غياب صاحبها غير صحيحة، لأنه لا يحق لهم ممارسة ما قاموا به من اعمال إجرامية، وربما البعض يقول لا غرابة ففي ظل حكم الميليشيات يغيب القانون وتختفي الرقابة ويصبح الصراع بين القوي والضعيف..

منظر مؤلم ومفزع لنا نحن كمواطنين وبشر فكيف بربكم سيصل المنظر إلى عيون امه وزوجته وابنته التي لم تكمل عامها الأول وقيل انه لم يرها بعد والذي ولى قبلته من اجل جلب الرزق الحلال لهم بعد ان ضاقت به تعز قبلته الأولى جراء نفس الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تتحكم بها وتوغل في أهلها وناسها الجراح والتي ربما لا تختلف بقبحها عما تعانيه العاصمة صنعاء..

صنعاء قبلة العاشقين من زارها من غير أهلها لا يتمنى الخروج منها، ومن خرج منها يتمنى العودة اليها ولا يقوى على فراقها.. اليوم نراها موحشة مفجعة مخيفة كئيبة حتى لناسها الذين الفتهم والفوها والسبب غياب الدولة واحلال الميليشيات بدلا عنها ندفع الثمن جراء ما كسبناه بأيدينا افزعنا انفسنا برفضنا للقانون فجاءت جماعات لا تؤمن بالقانون، تعالينا ودسنا على قيمنا وعاداتنا فحلت البغضاء والكراهية فيما بيننا، توارينا عن الأنظار وكل تخلى عن واجبه نحو نفسه ووطنه فجاءت لنا المصائب والكوارث وكأنها تغزونا جميعا لتقصيرنا في حماية انفسنا ووطننا، وهذه أشياء طبيعية، فمتى ما حمل الشعب مصلحته وسعى لتحقيقها امام الجميع بوعي وحكمة وثقافة حينها سيعود كل ما نحلم به وستنتهي كل الميليشيات على الأرض ولن يبقى من صوت يزمجر سوى صوت الحرية والكرامة والحياة الكريمة التي لا احد بالتأكيد يكرهها..

قد يقول البعض انها مصطلحات قديمة لكن هذا لا يعني انها متطلبات الواقع الذي صرنا نحن اليمنيين خصوصا نبحث لنا عن وطن يحمينا، عن شجرة نستظل بها، عن مأوى يقينا مطاردة الحيوانات لنا في حلنا وترحالنا أينما ذهبنا في كل ارجاء يمنا الحبيب والذي كنا قبل عشرة أيام نجوبه من شرقه لغربه وشماله لجنوبه لا أحد يقول لك من اين انت أو من اين اتيت أو لماذا اتيت، ولم نكن نسمع عن مثل هذه الجرائم التي يشيب من هولها الأطفال..

الاغبري سبقه الكثير من المواطنين الباحثين عن لقمة عيشهم في كثير من المحافظات سواء المسماة المحررة أو تلك التي هي محتلة تحت يد الحوثي، ومنهم من لا يزال حتى اللحظة في غياهب السجون لا احد يعرف عنهم شيئا، والكثير من قصص التغريبة اليمنية داخل الأراضي اليمنية التي أصبحت مقسمة وحدودا بشرية كل يبتز القادم اليه وجميعهم يمنيون اما عائد لأهله ويتم ابتزازه وقتله أو باحث عن لقمة عيش كريمة فيتم ابتزازه وقتله أيضا والسبب.. لم نعد نعرف.

أين الإنسانية، أين الرحمة، هل لدى من قاموا بتعذيب الاغبري شيء من صفات البشر كوننا رأيناهم في الفيديوهات بهيئة بشر اما الهيئة مصطنعة وما حقيقة كل هذا التعذيب الوحشي الذي حتى الكيان الصهيوني لم نره يفعل مثل ما شاهدناه في هذه المقاطع البشعة والمقززة، وما صحة الروايات التي خرجت وايهما اصح ام ان جميعهم للتغطية وكما يقال (زدها ماء زدها طحين حتى ساحت أو تملططت) هل رواية انه متهم بالسرقة صحيحة وإذا كانت فليست مبررا!! ام ان رواية انه ماسك عليهم أشياء في انهم يأخذون صورا لنساء اليمن من تلفوناتهن كونه محل إصلاح وبيع ويتم بعد ذلك مقايضتهن وتهديدهن مقابل الاستسلام لهم!! وما رواية دخول زابن مدير البحث الحوثي على الخط هل هناك ترابط بين زابن وصاحب محل التلفونات!!

هذه الثلاث الروايات هي التي خرجت خلال أربع وعشرين ساعة من وقوع الجريمة وربما هي جرجرة الجناة ومن يقف خلفهم إلى حيث العدالة الإلهية التي يطالب بها كل أبناء اليمن وليست كافية فما يجب على أبناء اليمن ليس المطالبة والوقوف متفرجين لما سيحدث ولكن يجب عليهم ان توقظهم هذه الجريمة وتدفعهم للتجمهر والاحتشاد في الميادين والمطالبة برحيل الميليشيات جميعها وعودة الدولة والقانون وان يجعلوا من دم الاغبري نهاية لكل الظلم الذي يعيشه ملايين اليمنيين في مختلف المحافظات اليمنية، فهذا اقل واجب يقع اليوم على عاتق الشباب اليمني نحو انفسهم ووطنهم، اما المطالبة خلف شاشات التلفونات فلن تكف الجرائم ولن تحقق ما يطلبه الشعب بل على العكس كلما سكت الشعب ظهرت ممارسات وجرائم إرهابية أبشع وأقبح..