حسين الوادعي يكتب:
مقترحات لإحياء حقيقي لذكرى البردوني
قيمة البردوني الفكرية والادبية في اعماله المنشورة وليس تلك التي لم تنشر ، او تلك التي يحكي عنها الناس دون ان يكون لها وجود حقيقي.
والتكريم الحقيقي للبردوني هو في اعادة طباعة اعماله التي لم تعد متاحة في السوق ليتمكن الجيل الجديد من قراءتها..
اعيدوا طباعة المنشور والمعروف وهو الاهم بدلا من انتظار "اللي ما هلوش".
اما بالنسبة لكتب البردوني التي لم تنشر فساتحدث عنها في منشور لاحق. مع ملاحظة ان اغلب العناوين المنشورة للكتب 'المفقودة" غير حقيقية!
***
هناك ثلاث صور مختلفة للبردوني:
1) الصورة الشعبية: وهذه تجدها في الحكايات والنكات والطرائف والمواقف التي يتداولها اليمنيون عنه وعن علاقته بالسلطة والاحداث. والفرق بينها وبين البردوني الذي نعرفه اديبا ومفكرا كالفرق بين السيرة الشعبية لسيف بن ذي يزن وسيرته الحقيقة.
كما تجلت هذه الصورة الشعبية في التعامل مع قصائدة بمنطق احتوائها على نبوءات تفصيلية عن الاحداث السياسية.
2) الصورة السياسية: وهذه الصورة تصارعت عليها التيارات السياسية اليمنية التي يدعي بعضها انتساب البردوني لها. وتعتمد هذه الصورة على مرويات وحكايات واساطير وحقائق مجتزأة تسعى كل منها لضم البردوني تعسفا الى هذا التيار او ذاك، او الى إنطاق اشعاره وكتاباته بهذه التوجه السياسي او غيره.
3) الصورة الادبية/الفكرية: وهي الصورة التي يمكن تكوينها من خلال القراءة المنظمة لدواوينه واعماله الفكرية وتكوين صورو ذهنية موضوعية عن افكاره الرئيسية وتطوره وتحولاته.
ولسبب لا اعرفه هناك اتجاه واضح وقوى لتسييس صورة البردوني وابداعه واختراع تاريخي اسطوري وهمي يقدم البردوني السياسي كبديل للبردوني الشاعر والمفكر والمثقف العضوي.
صورة لا علاقة لها بالبردوني ولا بما كتبه فعلا. .لكنها تستعيض عن ذلك بمرويات وحكايات و"احاديث آحاد" وتخرصات عن كتب مجهولة وضائعة يزداد عددها من سنة لأخرى.
***
نستطيع تحويل الذكرى السنوية لرحيل البردوني الى عاشوراء ادبيه.
ونستطيع كل سنة اضافة تفاصيل جديدة الى الصورة الاسطورية المصطنعة للبردوني تحوله من شاعر وناقد ومؤرخ الى جيفارا او علي الزيبق.
لكن الأفضل من هذا كله ان نتخذ خطوات جادة لاحياء تراث البردوني.
وهنا مقترحات بسيطة وعملية:
1- المقالات المطولة التي نشرها البردوني في صحيقة 26 سبتمبر هي الآن ملك الدولة ممثلة في وزارة الدفاع المسؤولة عن الصحيفة، ولها حق اعادة تجميعها ونشرها في كتاب.
ومجموع المقالات ضخم وكبير يمكن ان يحتل 4 مجلدات على الاقل.
ولدى الوزارة احدث الطابعات والقدرة الفنية والمالية على اخراج الكتب.
2- المقالات المختصرة التي نشرها في صحيفة الوحدة تحت عنون "المستطرف الجديد" هي الآن ملك الصحيفة ولها حق اعادة نشرها في كتاب.
وسيكون كتابا ذا مضمون خفيف وغير مسبوق وجذاب للقراء الشباب.
3- السيرة الذاتية لعبدالله البردوني التي نشرها على صفحات 26 سبتمبر تحت عنوان واحد هو "المواطن عبدالله البردوني" هي ملك فكري للصحيفة وتستطيع اعادة نشرها في كتاب.
ورغم انها لم تكتمل الا انه يمكن تنقيحها من الأخطاء الطباعية ونشرها في كتاب 400 صفحة على الأقل.
4- حلقات البرنامج الاذاعي "مجلة الفكر والادب" التي استمر في كتابتها 35 عاما تقريبا محفوظة في ارشيف اذاعة صنعاء وبامكان المتحمسين البحث عن دعم وفريق من المتطوعين لتحويلها الى ملفات صوتية متاحة على الانترنت.
5- الكتب المنشورة للبردوني لم تعد متاحة في الاسواق.
وبعضها صار نادرا مثل كتاب "الثقافة الشعبية" و "رحلة في الشعر اليمني". يجب ان تتكاثف وزارتا الثقافة اليمنيتان ووزيرا الثقافة في صنعاء وعدن لاعادة اصدارها واتاحتها للجمهور الشاب في طبعات شعبية رخيصة الثمن.
6- مجموعة المقابلات التي اجراها للصحف والمجلات يمكن اعادة صفها وتجميعها ونشرها في مجلد او مجلدين.
6- بالنسبة للكتب المفقودة يتم تشكيل لجنة من المثقفين لمتابعة مصيرها دون تهويل ودون اختراع اساطير سياسية او اضافة عناوين من نسج الخيال.
هذه مجموعة مقترحات اقدمها للجميع.. واعلن نفسي اول المتطوعين في هذا العمل الجماعي.