حسين الوادعي يكتب:

المهاجرون الجدد

أراد البعض استغلال ذكرى "الهجرة النبوية" للحديث عن نفسه باعتباره مهاجرا من اجل القضية!
وزادت الكتابات خصوصا من قبل المرتبطين بالشرعية المهاجرة ومن يدور حولها من قوى سياسية واعلاميين وكتاب.
ولأن المثل الشعبي يقول "اذن السارق تطن"... فلا شك ان "المهاجرين الجدد" يبحثون عن تبرير مناسب لهجرتهم الطويلة بعيدا عن هموم بلدهم الرازح تحت الجوع والحصار والفقر والمرض.
لكنهم وقعوا في خطأ فادح عندما شبهوا هجرتهم بهجرة الرسول. وسبب هذا الخطأ ان الرسول ربط الهجرة بالنيات، وبالارتباط بالقضية. فمن كانت هجرة لله والقضية فهو على الطريق الصحيح. لكن المهاجربن الجدد لم يهاجروا إلا من أجل دنيا يصيبونها او امرأة ينكحونها.
وقد استزادوا من الدنيا فنهبوا اموال الفقراء والمحاصرين، ووزعوا مناصب الدولة لاولادهم وازواجهم، واستزادوا في النكاح حتى انكسرت خصورهم.
لكن هناك فارقا أهم لا يجوز نسيانه... فعندما هاجر الرسول كان وحيدا ومستضعفا بلا قوة.
اما المهاجرون الجدد فكانوا قادة الاحزاب والجيش والميليشيات. كانوا قوة ضاربة قررت الاستسلام والهروب في لحظة الحقيقة. ولحقهم من لحقهم من كتبة السلطان وجهازه الدعائي.
فرق كبير بين الهجرة من أجل القضية، وبين الهروب وترك الوطن وحيدا أمام الضباع.
لقد هربوا ليعيشوا عيشة الخمسة نجوم، وليستمروا في نهب الوطن وحصار المواطن وتجويع الجائع من الخارج، ليكملوا الدور الدموي لضباع الداخل وطواهيشه.
اخجلوا قليلا او كثيرا...
او لا تخجلوا... لا يهم...
لن يفيد الخجل ولن يغير الكذب شيئا.