وديع منصور يكتب لـ(اليوم الثامن):
مابعد اليمين الدستوية
أدى المحافظ الجديد اليمين الدستورية محافظا للعاصمة البديلة ، او كما تسمى العاصمة المؤقتة . فهل سينجح في مهمته الجديدة ؟ ربما .
لكن ما الذي سيجعل محافظا جديدا ينجح حيث لم يسجل نجاح من قبل الا وتحول الى انتكاسة . ما الذي سيجعله قادرا على وقف تدهور مدينة سجلت رقما قياسيا في قائمة مدن العالم الأكثر تدهورا منذ سنوات طويلة ؟ وكيف سيمنع الفوضى التي استوطنت في عدن وتزدهر ؟
لا شئ في عدن يسير بحده المعقول ، لا كهرباء ، لا ماء ، لا وقود ، ولا اتصالات ، ولا قوانين او نظام ، ولا إستلام رواتب الا بعد معاناة طويلة . وفوق كل ذلك الكثير من الفساد والمحاباة والمحسوبيات ، والكثير من اللوحات الضخمة في الشوارع .
يقال إن مشاكل عدن كمدينة تضاهي مشاكل بلد باكمله . وقد لا تجد سكان مدينة في العالم يعانون من كم الهموم بسبب تردي الخدمات والبنية التحتية والفوضى كسكان عدن .
كيف سيحل المحافظ الجديد كل ذلك ؟ وباي الطرق والخطط سينجح ؟
ثم وهذا هو الأهم من أين ستاتي الميزانيات الكبيرة لإصلاح بنيتها التحتية وإعادة إعمارها خلال السنوات القليلة القادمة ، في ضل ان تأمين استمرار الرواتب وهو أقل كثيرا من كلفة انشاء بنى تحتية ، مازال يمثل اشكالا كبيرا حتى اليوم ! ام انه سيتم التعويل على الحكومة القادمة .!
لطالما كان في هذا البلد إعتقاد منذ زمن بعيد ، وهو يشبه القناعة ، بأن أي حكومة جديدة لا تكون افضل من سابقاتها ! فما الذي سيجعل التعويل على الحكومة هذه المرة ينجح ؟
وإذا كان المحافظ الجديد هو عنوان لمرحلة مختلفة فما هي هذه المرحلة ، وماهي قدراتها الحقيقية ؟
قال احد ابناء عدن ، ليس كل ما عانينا من اجله طويلا حصلنا عليه ، لكن كل ماحصلنا عليه كان عبارة عن معاناة .